ستستمر الصراعات وتتفاقم الأزمات في الوطن العربي وليس الشرق الأوسط كما يقال لأن إسرائيل بنفوذها العسكري متربعة على العرش بلا منازع، وتركيا ستصبح من الأوائل العشرة في إقتصاديات العالم، أما إيران، ورغم الحصار الإقتصادي فهي ما زالت شامخة تصارع لبسط نفوذها في أماكن عدة لتكون قوة مؤثرة في المنطفة! أما العروبة النابضة فماتت بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
فما زال العرب عربانا مجزئين كعاداتهم لأن العقلية العربية القبلية حتى الان غير مؤهلة للديمقراطية اولا، وثانيا لو تذكرنا حرب العراق والكويت وتذكرنا أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكيف وقع فريسة في فخ السفيرة الأمريكية عندما أقنعته في حالة إحتلاله للكويت فلن تتدخل الولايات المتحدة لأنها تعتبر ذلك شأنا داخليا بين الإخوة العرب، وأكدت له أن الولايات المتحدة ليس بينها أي إتفاق دفاع مشترك مع الكويت، ولكنه عندما غزا الكويت ووقع في المصيدة مثله مثل باقي حكام العرب وفي مواقف مختلفة هنا تأمرت الولايات المتحدة و 3 دولة وإستغلت الوضع لتحقيق سياساتها التوسعية المرسومة مسبقا وسحقت صدام حسين من الوجود والتاريخ وبمساعدة وتواطؤ تام من معظم الدول العربية وخاصة الخليجية منها والتحرير كان واجبا بلا شك، ولكن المهم من تحرير الكويت لأنه توافق مع المصالح الغربية، فلماذا مثلا لم تتدخل الولايات المتحده لغزو إسرائيل للأراضي العربية لطردها من إحتلالها للضفة الغربية وغزة بفلسطين وجنوب لبنان والجولان وسيناء منذ عام 1967 أليس هذا إحتلالا، كما إحتل صدام الكويت؟
ولكن بعد إحتلال العراق من الولايات المتحده قسم العـــراق وقتل وهجر الملايين من أهل العراق الكرام وخلف شـــعارات كاذبة ورنانه لمـــنع إنتشار الأسلحه النوويه التي لم تكن موجودة أصلا ولتدعيم مسار الديمقراطية ليكون مثلا يقتدى به والعبارات المزركشة الاخرى، وكل ذالك كان إستجابة لشارون وطلبا من اسرائيل لعدم إزدياد قوة ما غيرها، ونفوذ صدام حسين في المنطقه حتى لا يكون خطرا على إسرائيل ولإستمرار تدفق البترول العربي للغرب، فالعرب ليسوا إلا محطة بنزيـــن مؤقتـــــة يتـــبادل بها البـــــترول بسلاح فاسد ولتبقى العروبة سوقا وممرا حرا للمنتجات المستوردة أما باقي الملياردات من الدولارات فتخزن للحكام العرب في البنوك الغربية، فالعرب غير مؤهلين للديمقراطية لا على مستوى أفراد ولا حكومات، كما يحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن، وذلك بسبب موروثنا الثقافي والفكري المتميز بالعشائرية والعصبية القبلية والأمية الكاسحة والجهل والتعصب الديني والتعصب الذكوري الفردي السلطوي المقيت على العائلة والمرأة، وببراهين ومزاعم متخلفة وواهنة، كما ومع الأسف الشديد معظم المثقفين ليسوا إلا تبعية ومرتزقة للنظام ليكونوا أذرعا متشعبة للسلطة لتمرير مصالحهم المرتبطة بمصالحهم الذاتية،
نحن بحاجة إلى زعيم وطني مخلص مثقف متحضر له شخصية مستقلة مثل رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد أو الزعيم نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا او غاندي في الهند والذين عملوا بصدق وامانة لتطوير الوطن من دولة فقيرة معدمة متخلفة في كل المجالات إلى خلق ثورة ثقافية وصناعات متعددة لتأهيل الشعب للديمقراطية وتطوير الوطن حسب إمكانياته وثرواته المتوفرة، ليكن بلدا منتجا ومصدرا، ولديه الإكتفاء الذاتي وسياسته المستقلة لتأمين الرفاهية والحياة الكريمة لمواطنيه .
جمعه عبد العال – علوم سياسيه الدانمارك– القدس العربي .