مهزلة المهازل وفي خضم ربيع الشعوب التي تثور ضد كل ما ترفض من بطش وقهر وتنكيل أن يبقى الاحتلال الإسرائيلي جاثما على صدور العالم. ومهزلة المهازل أن يشرعن البعض مناداة الشعوب الأخرى بحقوقها وخيارها الديمقراطي وينكر على الفلسطينين أبسط مقومات البشر وهو الحرية.
ومهزلة المهازل أن تثور حمية 138 دولة تصوت لاستقلال الفلسطينين ويرد عليها المحتل بحملات أحزابه الانتخابية المتطرفة بأنه لا يسمع لا يرى ولا يتحدث إلا بقتل الجغرافية.
شعوب كاملة تدعوا إسرائيل لإنهاء احتلالها وحكومتها ترد بالإصرار على حكم شعب لا يريد احتلالها وظلمها. شعب يرسل رسالة سلام في أروقة الأمم المتحدة مستندة إلى قرارات الشرعية الدولية وإسرائيل ترسل جرافاتها لاغتيال فلسطين وتوظف صناديق اقتراعها لتحصد الأصوات على حساب سلخ الهوية الفلسطينية.
رفي الواقع فإن حكومة إسرائيل لا تمتلك سوى رسالة واحدة ترسلها للعالم بأنها وجدت لتبقي احتلالها.
هذا العالم الذي صفق لحرية البشر في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا فصفقت له إسرائيل وهللت طالما أن إرادة العالم التحررية لا تصل إلى أبوابها هو ذات العالم الذي سمع وشهد حرب التصريحات الانتخابية المتهافتة على العنصرية: لا دولة فلسطينية ولا إزالة للمستوطنات.
وعندما اختار رئيس الولايات المتحدة أن ينقل على لسانه بأنه يرى بأن حكومة إسرائيل لا تعرف مصلحتها وأن رئيس حكومتها هو أسير للوبي استيطاني جاءه الرد من تل أبيب ومن رئيس الحكومة ذاته ليردعه ويذكره بأن إسرائيل هي وحدها من يدافع عن مصالحها.’
أي ليقول إمبراطور العصر لأمريكا: نعم تعطونا ‘مال’ سنعطيكم ‘احتلال’ ولا غيره. تعطونا الدعم ونحن نقتطع باحات مدارس الفلسطينين ومرائب سياراتهم وفتات أحلامهم لنبني جدارنا.
أوهكذا يسير البشر؟ أوهكذا ستحمي دولة ما وجودها؟ أوهكذا ستحمي أمنها؟ عالم يقدم لها طوق النجاة وأمة عربية وإسلامية تصادق لها على التطبيع في حال العودة لحدود حزيران وهي تصادق على ما يكرهه العالم باعتبار أن القوة سيدة الزمان والمكان. ألا تخشى إسرائيل يوما تقلب فيه موازين القوى وفي التاريخ شواهد أم أن عضلات اللحظة أهم من عبر الماضي ومعادلة البقاء؟!.
نعم حكومة إسرائيل كما يرى البعض لا تعرف مصلحتها ولكنني لن أضيع وقتا في هذا الأمر بل أقول نحن كفلسطينين نعرف مصلحتنا اليوم وأكثر من ذي قبل. مصلحتنا وفلسفتنا اليوم تفيد بأن ما ينطبق على العالم الحر ينطبق علينا بامتياز وبأن إسرائيل ليست معجزة الكون.حرب التلال التي خاضها المستوطنون ذات يوم هي معركتنا السلمية الحضارية الجديدة. فأبواب الشمس والكرامة التي تشكل قرانا اليافعة ليست سوى استثمار لأرضنا التي نملكها والتي تريد إسرائيل مصادرتها لتستمر في معركة حكومتها الاستيطانية.
نعم نحن بحاجة لمئة ‘باب الشمس‘ كظاهرة سلمية اعتراضية واضحة لجرافات المستوطنين وربما المنصة التي ستجعل إسرائيل تقتنع بما لها وما عليها. نعم نحن بحاجة لأن يسمع العالم رسالتنا بأن لا حياة مع الاحتلال مطلقا وأبدا.
فمهما اختلفت المسميات سيبقى الاحتلال احتلالا، ومهما تعاظمت المحاولات فإن العالم لم يعد تنطلي عليه الحجج والذرائع بتحمل عبء الاحتلال وفواتيره ولا بتحمل الفصل بين ما تريده الشعوب الثائرة وما يريده الفلسطينيون.
فثورة الأبواب المئة ومسمياتها من الشمس إلى الكرامة وما بينهما ستكون الفيصل في هذا العالم. فكما شاهد العالم تحول الاضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية إلى ظاهرة، فهل تتحول ثورة الأبواب إلى ظاهرة فلسطين الجديدة؟.
القدس العربي.
ومضات: ثورة المئة باب … بقلم: د. صبري صيدم

Leave a comment