القدس المحتلة / كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم الجمعة، إلى أن التقديرات الإسرائيلية تشير أن العمليات التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية ستتحول إلى المستوى الاستخباري، وذلك مع الأخذ بالحسبان بدء شهر رمضان بعد 10 أيام الأمر الذي من شأنه أن يقلل بشكل ملموس من حملات الاعتقال والاقتحامات في الضفة.
وتشير التقديرات في الوقت نفسه إلى أن المرحلة التالية في “المعركة المتواصلة” ستكون ضد قطاع غزة، وأنه من المرجح أن تكون أسرع من التوقعات.
وكتب موقع “واينت” أن الصورة العامة تشير إلى أن حركة حماس الآن في مرحلة لا تعتبر واضحة، حيث أنها واجهت في السنتين الأخيرتين حصاراً إقليمياً متصاعداً، وأنها اتجهت للمصالحة بهدف الخروج من الحصار.
وادعى الموقع أن “تقديرات حماس كانت باتجاه التنازل عن السلطة في قطاع غزة، لتسيطر على الضفة الغربية أيضا بعد الانتخابات، بيد أن الواقع أكثر تعقيدا، حيث أن المصالحة تتقدم بشكل بطيء جداً، فهناك أزمة الرواتب لعشرات آلاف الموظفين في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، ومعبر رفح لا يزال مغلقاً، وعهد الأنفاق قد ولى والعلاقات سيئة مع نظام السيسي في مصر، والواقع في قطاع غزة ليس بسيطاً، بينما تتعاظم الضغوطات على حركة حماس”.
وفي المقابل، بحسب “واينت”، فإن إسرائيل بدأت عملية واسعة النطاق في الضفة الغربية، وتستغل فرصة الاختطاف لتقوم بحملتين في الوقت نفسه: الأولى البحث عن المخطوفين والخاطفين، والثانية ضرب البنى التحتية لحركة حماس في الضفة الغربية.
ورغم أن الحملة الأخيرة لا تقرب إسرائيل من الهدف، إلا أنها تسمح لها باستغلال فرصة لا تتكرر لتوجيه ضربة لمؤسسات ورموز وقادة حركة حماس تحت مظلة دولية، وصمت مدو من الدول العربية.
وأشار الموقع إلى أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن من نفذ عملية الاختطاف يسعى إلى تدمير السلطة الفلسطينية, وبحسب الموقع فإن تقديرات السلطة الفلسطينية مماثلة لتقديرات إسرائيل من جهة أن حماس هي التي نفذت عملية الاختطاف، ما يعني أن إعلان عباس يضع المصالحة في دائرة الخطر.
وبحسب “واينت” فإن الحملة العسكرية في الضفة الغربية تزيد من الضغوطات على حركة حماس، وتقلل من الدعم الشعبي لها, وفي الوقت نفسه أشار إلى تصريحات الناطق بلسان حركة حماس، سامي أبو زهري، والتي جاء فيها أن حركته تمتلك أوراقاً قوية، وهو ما اعتبر إشارة إلى الترسانة الصاروخية الموجودة لدى حماس والقادرة على ضرب منطقة المركز.
ويخلص الموقع إلى القول إن التاريخ القريب يشير إلى أن حركة حماس تنهي “جولات العنف” بصورة أقوى، حيث يتصاعد الدعم الشعبي لها، والتفاهمات مع إسرائيل تسهل الحياة في القطاع، ومصر تقاربت مع القطاع في أعقاب الوساطة، بيد أن حماس اليوم ستكون “في الحضيض في كل سيناريو محتمل، سواء مع مصالحة متخيلة أم بدونها، ولذلك فإن تقديرات مصادر إسرائيلية تشير إلى أنه من المتوقع أن تحصل جولة عنف في الفترة القريبة مع قطاع غزة”