رفح- أ.ف.ب- يستمر مواطنون أنهكتهم الحرب في التدفق نحو المناطق الساحلية في مدينة رفح الجنوبية هربا من القصف العنيف على مناطقها الشرقية التي طلبت قوات الاحتلال الاسرائيلي من سكانها إخلاءها. ويصف أحدهم الوضع منذ ثلاثة أيام في المدينة بـ “الجحيم”.
يقول محمد حمد من سكان شرق رفح: “عشنا ثلاثة أيام تعتبر جحيما كانت أسوأ الليالي علينا منذ بداية الحرب”.
وخلال الأيام الأخيرة، تعرضت المناطق الشرقية في المدينة لقصف شديد بعدما دخلتها دبابات وقوات الاحتلال البرية.
وصل حمد (24 عاما) إلى منطقة المواصي في رفح التي صنفتها قوات الاحتلال على أنها “منطقة إنسانية”. ويقول: “قذائف المدفعية لم تتوقف على الإطلاق، بين كل قذيفة وأخرى أقل من دقيقة.. طائرات الأباتشي تطلق نيرانها”. ويضيف: “استيقظنا في إحدى الليالي على أصوات آليات الدبابات والمدرعات”.
ومع نزوح أهالي شمال قطاع غزة نحو الجنوب هربا من القصف الاحتلالي في الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، بات عدد سكان رفح 1,4 مليون نسمة حسب الأمم المتحدة.
ويؤكد حمد أن جيش الاحتلال “ألقى المناشير صباحا وبدأ فورا بقصف همجي مدفعي وجوي دون إعطاء فرصة للناس للتفكير أو ترتيب أمتعتهم”.
“نتمنى الموت”
ورصد مصورو وكالة فرانس برس عشرات العائلات تقوم بتحميل أثاث وأدوات منزلية على شاحنات قبل النزوح من رفح باتجاه خان يونس.
وكان عشرات المواطنين بينهم نساء وأطفال ينتظرون في الشوارع أمام منازلهم قبل ترك المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.
واحتلت قوات الاحتلال الثلاثاء الماضي الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر وأغلقته.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل: “لا يوجد أي خدمات طبية أو مساعدات إنسانية تقدم للنازحين في شمال القطاع”. وأكد “ما نشاهده من قتل وتدمير يذكرنا بالأيام الأولى للعدوان”.
وتقول أم محمد المغير إنها اضطرت وعائلتها للنزوح سبع مرات هربا من القصف منذ بدئه على غزة. وتضيف بألم: “نموت ونحن أحياء، أصبحنا نتمنى الموت حتى نستريح” وتضيف “معنا أشخاص ذوو احتياجات خاصة وكبار في السن وأطفال”. وتتساءل: “أين نذهب والقصف لا يهدأ، ليلا نهارا”.
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك حذر الخميس الماضي من أن أي هجوم إسرائيلي شامل على رفح “لا يمكن أن ينفذ” مشددا على أن ذلك لا يتوافق مع القانون الدولي. وأضاف في بيان “إن أوامر الإخلاء الأخيرة تؤثر على ما يقرب من مليون شخص في رفح، إلى أين عليهم الذهاب الآن؟ لا يوجد مكان آمن في غزة”.
أما خالد محيسن وهو من سكان رفح فيقول بينما كان ينقل بعض مقتنيات منزله إلى مركبة أجرة “عليك أن تخرج رغما عنك، بالقوة”. ويضيف “إذا بقيت ستموت، إما أن تخرج أو تموت”.