الايام- محمد الجمل:صعد الاحتلال عدوانه الواسع والمتواصل على قطاع غزة، يوم أمس، وشنت دباباته وطائراته وبوارجه الحربية غارات وعمليات قصف متواصلة ومكثفة، استهدفت القطاع من محافظة رفح جنوباً، وحتى مناطق بيت لاهيا وبيت حانون أقصى شمال القطاع.
وارتكبت قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية مجازر متواصلة، بقصف منازل وأحياء سكنية على رؤوس المواطنين، وقد شهد يوم أمس “الحادي والسبعون” من العدوان، سقوط أكثر من 260 شهيداً، ونحو 750 مصاباً، والتسبب بدمار متواصل في القطاع.
في حين واصلت آلة الحرب الإسرائيلية عمليات التدمير والتخريب الواسعة في القطاع، خاصة في الأحياء والبلدات التي أعادت احتلالها، في حين تواصلت الاشتباكات المسلحة في كافة مناطق التوغل.
وسقط 15 شهيداً على الأقل، وعشرات الجرحى، في قصف استهدف منزلين لعائلتي “النجار” و”خضر”، يقعان في شارع “غزة القديم، شمال القطاع، بينما ما زال عدد كبير من العالقين يتواجدون تحت الإنقاذ.
كما عُثر على جثامين 8 شهداء في فصل دراسي بمدرسة “شادية أبو غزالة”، شمال القطاع، جرى إعدامهم ميدانياً من قبل جنود الاحتلال الذين اقتحموا المدرسة في وقت سابق.
كما جرى انتشال عشرات الشهداء والجرحى، بينما بقي آخرون تحت الأنقاض، جراء قصف منزل في مخيم جباليا شمال القطاع، صباح أمس.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة استشهاد ثلاثة من عناصرها في قصف استهدفهم بمدرسة “فرحانة” بمحافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، ليرتفع عدد شهداء الجهاز خلال العدوان الحالي إلى 35 شهيداً، وأكثر من 70 مصاباً.
وسقط شهيدان وعدد من الجرحى، في قصف منزل في منطقة “المزرعة”، بمدينة دير البلح، وسط القطاع.
وسقط عشرات الشهداء والجرحى بعد قصف طائرات الاحتلال محيط مدرسة يتواجد فيها آلاف النازحين بمدينة دير البلح وسط القطاع.
واستشهد الصحافي عاصم موسى في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس، بينما شيع صحافيون غاضبون جثمان زميلهم الصحافي سامر أبو دقة، مصور قناة الجزيرة، الذي استشهد في قصف إسرائيلي على مدرسة “فرحانة”، بالمحافظة أول من أمس.
وتمكنت فرق الإسعاف من انتشال شهيد واحد في منطقة “دوار أبو حميد”، وسط خان يونس، فيما لم تستطع الوصول لشهيدين آخرين، كانا على بعد مئات الأمتار ملقَين على الأرض، بسبب إطلاق قوات الاحتلال النار في المكان بكثافة.
واستشهد ستة مواطنين، وأصيب العشرات في قصف استهدف منزل عائلة “شراب”، بحي “المنارة”، بمحافظة خان يونس، جنوب القطاع.
وقصفت طائرات إسرائيلية منزلاً في مخيم “البريج”، وسط قطاع غزة، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى.
كما استهدف قناصة الاحتلال الشاب محمود أنور صالح، بينما كان متواجداً في منزله بمنطقة تل الزعتر، شمال القطاع، ما تسبب باستشهاده على الفور.
وشنت طائرات الاحتلال أربعة أحزمة نارية عنيفة ومتتالية، استهدفت الأحياء الشرقية لمدينة غزة، وتحديداً منطقة حي الدرج، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى، وتدمير عدد كبير من المنازل.
كما دمر الطيران الإسرائيلي منزلين لعائلتي “حسن” و”أبو خطار” بحافظة خان يونس، ومنزل ثالث لعائلة “برهوم”، شرق رفح.
وارتفع عدد شهداء عائلة سالم، الذين سقطوا قبل يومين بعد استهداف طائرات الاحتلال مربع سكني كامل، إلى 70 شهيداً، بعد انتشال عدد جديد من الشهداء من تحت الركام، كما ارتفع عدد شهداء عائلة شحادة في محافظة رفح، إلى 27 شهيداً، بعد تمكن فرق الإنقاذ من انتشال مزيد من الشهداء العالقين تحت الركام.
وعلمت “الأيام”، من مصادر مطلعة، أن قوات الاحتلال تواصل تفجير ونسف المنازل في أحياء الشجاعية، الزيتون، بيت حانون، جباليا، بمدينة غزة وشمال القطاع، عبر وضع متفجرات فيها، ومن ثم تفعيلها بواسطة التحكم عن بعد.
في حين أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن الاحتلال دمر وبشكل كامل الجزء الجنوبي من مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، مع استمرار استهداف كل شيء يتحرك داخل المستشفى.
وخلال ساعات المساء قصفت الدبابات محيط المستشفى “العربي المعمداني” وسط مدينة غزة، بينما تقدمت دبابات في محيط ميدان فلسطين، حيث يقع المستشفى.
وأكدت “الصحة” أن 12 طفلاً ظلوا محتجزين في المستشفى لساعات طويلة، بعد اعتقال الاحتلال مدير المستشفى أحمد الكحلوت، وعدد كبير من الأطقم الطبية، إضافة لاعتقال نازحين.
كما سقط شهداء وجرحى جراء قصف منزل لعائلة “شيخ العيد” شرق محافظة رفح.
كما تعرضت الأحياء الشرقية والشمالية والغربية من مدينة غزة لقصف مدفعي متواصل منذ أيام، خاصة أحياء الزيتون، الصبرة، الشجاعية، التفاح، الشيخ رضوان، الشاطئ، إضافة لقصف مدفعي مماثل استهدف مناطق بيت حانون وجباليا.
وشهدت أحياء وبلدات شرق ووسط وغرب محافظة خان يونس، منها الكتيبة، السطر الغربي، عبسان، الفخاري، بني سهيلا، المحطة، الشيخ ناصر، لقصف مدفعي متواصل وعنيف، باستخدام قذائف مدفعية ودخانية، وقذائف فسفور أبيض، بينما تعرضت مناطق البريج والمغازي، وسط لقصف مماثل.
اشتباكات عنيفة
وشهد يوم أمس تصاعدا في حدة الاشتباكات، في جميع المناطق، خاصة شمال القطاع، وغرب وشرق مدينة غزة، وفي بلدة القرارة شرق خان يونس، وكذلك وسط المدينة.
وأكد شهود عيان أن مجموعات من المقاومين خاضت اشتباكات عنيفة في عدة محاور بمدينة غزة، وبيت حانون وشرق خان يونس.
وشهدت مناطق السطر الغربي، مفترق المطاحن، بلدتا بني سهيلا وعبسان، إضافة لشارع رقم 5، اشتباكات عنيفة وغير مسبوقة، وسُمع دوي انفجارات كبيرة في منطقة في معظم تلك المناطق.
وأكد شهود عيان أن مقاومين واصلوا استهداف آليات الاحتلال في تلك المناطق، وقد استخدمت قوات الاحتلال سلاحي المدفعية والطيران في محاولة للتغطية، وإرجاع الآليات للخلف.
كما شهد محيط “مفترق منطقة الشيخ رضوان والشاطئ، غرب مدينة غزة، اشتباكات لم تقل ضراوة عن سابقتها، إذ سُمع دوي إطلاق نار وانفجارات وغارات جوية على مدار الساعة.
وأصدر العديد من الفصائل الفلسطينية بيانات أمس، من بينها “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة “حماس”، وسرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أكدت فيها أن مقاتليها تصدوا للقوات المتوغلة، في عدة محاور، وأنهم أطلقوا تجاهها قذائف مضادة للدروع، ونجحوا بتدمير عدد من الدبابات، وناقلات الجند المصفحة.
كما واصلت فصائل المقاومة في غزة إطلاق قذائف صاروخية على تجمعات لجنود الاحتلال، ومدن وبلدات محيطة بقطاع غزة.
وخلال ساعات مساء أمس، شوهدت مروحيات إسرائيلية تهبط في مناطق شرق محافظة خان يوسن، بهدف نقل وإخلاء مصابين وقتلى من جنود الاحتلال سقطوا خلال المعارك العنيفة التي شهدتها المحافظة.