أزمة الكهرباء ترهق الغزيين عزوف عن شراء اللحوم والخضار خشية تلفها دون تبريد

shello
shello 2015/03/29
Updated 2015/03/29 at 9:13 صباحًا

images
تحرك سكان الطوابق العليا مرتبط بأوقات توفر الكهرباء للمصاعد
أبراج سكنية تلجأ لتركيب ألواح شمسية باهظة الثمن لإنتاج الطاقة
حياة وسوق – عبد الهادي عوكل- أرهقت أزمة الكهرباء المتفاقمة في قطاع غزة الغزيين على كافة المستويات، وباتت العائلات تربط سلوكياتها اليومية بتوفر التيار في ظل تطبيق برنامج “ست ساعات وصل و12 ساعة قطع”.
ووصلت الأزمة إلى حد تحديد تحركات المواطنين، خصوصا سكان الطوابق العليا من الأبراج السكنية، وأجبرت العائلات على العزوف عن شراء احتياجاتها الأسبوعية أو الشهرية من الخضار واللحوم خشية تلفها في ظل انقطاع التيار لساعات طويلة خصوصا مع بدء درجات الحرارة بالارتفاع. هذا بالإضافة إلى حرمان الأطفال من متابعة برامجهم التلفزيونية المفضلة وهو ما ينعكس سلبا على صحتهم النفسية.
وفي ظل غياب الحلول في الأفق، أخذ غزيون يبحثون عن الطاقة من مصادر بديلة، بعيدا عن المخاطر الناتجة عن المولدات الكهربائية التقليدية، فانتشرت بطاريات التخزين المعروفة بـ “UPS”، وتركيب الخلايات الشمسية خصوصا في الأبراج السكنية للحصول على الطاقة الكهربائية.

بطاريات التخزين
يقول المواطن ميسرة عوض 38 عاما، إنه اضطر مؤخرا مع استمرار الأزمة الى اقتناء بطارية وشاحن بقيمة 3500 شيقل، “لكي يتمكن من توفير الكهرباء لمدة ثماني ساعات للاضاءة وتشغيل التلفزيون وراوتر الانترنت فقط، فيما لم يتمكن من تشغيل الثلاجة او المدفأة لعدم قدرة البطارية على التحمل”.
ويوضح في حديثه مع “حياة وسوق” ان الحياة بدون كهرباء لا تطاق، خاصة وأن الأطفال يحتاجون لمراجعة دروسهم، ومتابعة برامجهم على التلفزيون، “فضلا عن الحاجة الى مراوح التهوية من الحر مع اقتراب شهر رمضان الذي يأتي هذا العام في شهر تموز الذي يتميز بالحرارة الشديدة لذلك قررت الاستغناء عن المولد الكهربائي بعد تعرضه للعطل مرات عديدة، وعدم توفر البنزين دائما, وخشية العبث فيه من قبل الاطفال, وقمت بشراء بطارية وشاحن تمكنني من الحصول على التيار الكهربائي لمدة ثماني ساعات اتحكم فيها في الوقت الذي يناسبني”.
واعرب عوض عن ارتياحه من الخطوة التي اقدم عليها، “ولكن التكلفة المادية لفاتورة الكهرباء مرتفعة تفوق دولا متقدمة اذا ما حسبنا الفاتورة الشهرية لشركة توزيع الكهرباء مع سعر البطارية والشاحن”. لافتا الى ان العمر الافتراضي للطاقة البديلة لا يتجاوز العام “حيث تتناقص ساعات الشحن من ثماني ساعات الى ساعتين حينها سيضطر الى تغيير البطارية الى اخرى بقيمة 1800 شيقل”.

الخلايا الشمسية
في السياق ذاته، لجأت بعض لجان العمارات في مدينة غزة، الى الاعتماد على الطاقة البديلة باستخدام الألواح الشمسية لتوفير التيار الكهربائي للشقق السكنية والمصعد، نظرا لارتفاع سعر الوقود الذي يفوق قدرات السكان.
يقول المواطن عمر حسن 45 عاما إن مجلس ادارة البناية التي يسكن فيها ومع استمرار أزمة الكهرباء وارتفاع سعر الوقود الى بيع المولد الكهربائي للبناية وقام بجمع مبلغ اضافي من جميع السكان وتركيب الواح شمسية وبطاريات للحصول على الطاقة الكهربائية البديلة بشكل متواصل، مشيرا الى ان تكلفة الالواح مرتفعة جدا وصلت الى 25 الف دولار اميركي، ولكنها كفيلة بتشغيل المصعد, وكمية محدودة من الكهرباء للشقق.
وقال حسن الذي يعيش في الطابق السادس: ” قبل الألواح الشمسية تعطلت حياة السكان في الطوابق العليا، واصبح خروجنا من البيت محدودا لساعات قليلة نقضي فيها زياراتنا ومتطلباتنا, وهي فترة وصول التيار الكهربائي، واحيانا لا نخرج لان موعد الكهرباء يكون في ساعات الليل”. واضاف: “كنت لا أستطيع الصعود على السلم للطابق السادس كوني أعاني من السكر والضغط والسمنة لذلك أضطر الى انتظار الكهرباء”.
وتابع: “بعد اتفاق مجلس ادارة البناية على تركيب الألواح الشمسية اختلفت الحياة عند الجميع واصبحنا لا نشعر بمشكلة الكهرباء كباقي المواطنين”.
من جهة اخرى، اجبر انقطاع التيار الكهربائي الكثير من المواطنين على تقنين شرائهم للاغذية من الخضار واللحوم خشية من تلفها، وفي هذا الصدد أوضح المواطن عادل صالح، انه كان يقصد السوق مرتين في الشهر ليشتري جميع متطلبات منزله من لحوم وخضار، لكن استمرار مشكلة الكهرباء والانقطاع الطويل لها ادى الى تلف اللحوم، لذلك قرر شراء ما يحتاجه ولو بشكل يومي. وقال: “احيانا كل ثلاثة ايام انزل للسوق، وفي احيان اخرى انزل بشكل يومي، حسب الاحتياجات. مشيرا الى انه غير قادر على شراء بديل للثلاجة، ويعتمد في الاضاءة على الشواحن.
ومع استمرار الازمة يستمر المواطن بتحمل تكاليف اضافية هو في غنى عنها لتسيير امور حياته باعتبار ان الكهرباء تمثل العمود الفقري لكل بيت، بينما المواطن العادي الذي لا حول له ولا قوة، ينتظر الفرج بان تعمل الحكومة على حل المشكلة جذريا.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً