أسئِلَةٌ في العِشْق سمية محنش

2017/01/08
Updated 2017/01/08 at 10:34 صباحًا

لماذا..
وفي كُلِّ حُبٍ تُعَادُ الحَكَايَا
نُعيدُ الحَكَايَا..
ونَصْبُو إلى المُسْتَحيلِ
الذي لا يَرُوحُ
الذي لا يجيءُ
الذي مثلَ شُهْبٍ..
يُغِيرُ الحَنَايَا
ونَلْتَذُّ بالآهِ
نلتاعُ بالشَّوْقِ
نَبْنِي قُصُوراً مِنَ الوَهْمِ فَوْقَ السَّحابِ
عَلَيْها نُقِيمُ الخَطَايَا
ونقلبُ كُنْهَ الأُمُورِ على ضِفَّةٍ لِلْخَيَالِ المُخَدَّرْ
فَذا الوَهْم يَغْدُو عَبِيراً وسُكَّرْ
وتَغْدُو الكَمَنْجَاتُ
في الرُّوحِ نايَا..
وإنَّا لَنَغْرَقُ في الحُبِّ غَرْقَا
كَمِثْلِ السّكارى..
كَدُوقٍ قَديمٍ..
سَنَخْتَارُ مَوْتاً بِصَحْنِ النَّبِيذِ
ونَفْرَحُ أنَّا بِذَا المَوْتِ عِشْنَا
وأنَّا نَدِينُ لهُ كَالرَّعايَا
وإنَّا الرَّعايا.
سَنَكْذِبُ حَتْماً
ومِنْ فرْطِ صِدقٍ
نُقَدِّسُ كِذْبَتَنَا مُغرَمِينَ..
بِحُسْنِ النَّوَايَا
ونَصْدُقُ طَبْعاً..
إذا أجهشَ الحُبُّ فينَا
وفُرْنَا بِتَنُّورِهِ كالشَّظايا
كَأنَّ الذي بينَ هذي المشاعرِ..
دِينٌ ودَينٌ
وإنَّ الذِي بَيْنَهَا في الثَّنَايَا.. ***
لِمَاذَا..
تَمَادَيْتُ فِي الحُبِّ حتَّى تَمَادَى
وَنَادَيْتُهُ في الكَرى خِلْسَةً
وفِي عَلَنِ الصَّحْوِ ..
فِي القَلبِ نَادَى
وأَشْرَعْتُنِي مثْلَ أُفْقٍ فَسِيحٍ
يَحُومُ بِهِ صَاعِداً نَازِلاً
ومِثْلَ المَيَازِيبِ تَنْضَحُ ماءَ
إِلَيَّ تَهَادَى..
وَأهْدَيْتُنِي لِلتَّوَحُدِ فِيهِ
تَوَحُدَ غَارِقَةٍ فِي ابْتِهَالٍ
وخَاشِعَةٍ فِي صَلاةٍ..
تَعَبَّدْتُ كُلَّ التَّفاصيلِ فِيهِ
وجُدْتُ ..
فَجَادَا.
وأَلْفَيْتُني طِفْلَةً فِي يَدَيْهِ
وقِدِّيسَةً تسْتَكِينُ إلَيهِ
تَفُورُ البَرَاكِينُ إنْ لاحَ طيْفُهْ
وَتَخْمَدُ فِي رَمْشَةِ العَيْنِ
إنْ جاءَ كُلٌّه.
وفي مُتْعَةِ المَدِّ والجَزْرِ
أهْتَزُّ هَزَّ الزَّلَازِلِ..
أَمْضِي ..
إلى دَهْشَةٍ في الخَيَالِ
وأنْبُشُ صَدْر السُّؤالِ
وبِي لَوْعَةٌ لِلْمَزِيدِ..
الذي عندَما رُمْتُ
زادا
فأَرْكَبُ أَمْوَاجَهُ العَاتِيَاتِ
أَلُوحُ وأَخْبُو بِشُطآنِهِ
وَأَمْتَصُّه مِثْلَ إسْفَنْجَةٍ
ويَعْصُرُنِي مِثْلَ نَبْعِ سَخِيٍّ..
رَمَاداً مِنَ المَاءِ ..
والانْتِشَاءِ..
وَطَيْفاً يَمِيدُ ..
إذا القَلْبِ مادَا
لقدْ قُلتُ دَوْماً:
أَنا قِطَّةُ الحُبِّ
لي ألْف رُوحٍ ورُوحٍ
فَلا خَوْفَ يَوْمَاً
إذا الحُبُّ عَادَا
تَسَلَّقْتُ أسطورَةَ الضَّوْءِ
لكن ذَاكَ الضِّياءَ اسْتَحَالَ
سَوادَا
أَبَادَ الجَمِيعَ..
وَلَمْ يُبْقِ لِي غَيْرَ رُوحِي التي..
لَهْفَتِي ..
إنْ أَرَادَا
إلهي..
تُرَى أَيُّ هذا البُرَاقِ الذي عِنْدَمَا
سَادَ..
بَادَا؟!
لماذا..
تفتَّتُّ بينَ الحِكاياتِ فتَّا
أنا شَهْرَزَادٌ..
وقدْ كُنْتُ صَوْتَ النِّسَاءِ اللَّواتي
سُفِكْنَ ..
اللَّواتي قتَلْتَا.
أنا سِرُّهُنَّ..
ولَوْعَتُهنَّ..
ودَمْعَتهنَّ التي صُغْتُ مِنْهَا..
رَصَاصَ الكَلامِ
ومِنْهَا نَحَتُّ البَلاَغَةَ نَحْتَا
بَنَيْتُ..
على وِحْشَةِ الصَّمْتِ سَدّاً مَنِيعَا
مِنَ القَوْلِ..
أوْرَقَ كُتْباً..
وصَوْتَا
وأَشْبَعْتُ جُوعاً إلى السَّردِ
مِنْ هَالةِ المَوْتِ..
والإنكِسَارِ
أُشَيِّدُ مِنْ آيةِ الضَّوْءِ
بَيْتا
يُعَمِّرَ فِي الكَوْنِ أنَّى يَشَاءُ
ويَغزِلَ من سَقْفِهِ دَهْشَــةَ العُمْرِ
شَمْسَاً..
ومَاءً..
هَواءً
ونَبْتَا.
دَخَلْتُ الحِكايَةَ
مِنْ كُلّ صَوْبٍ
وَلَمْ أُبْقِ بينِي
وبَيْنَكَ كَبْتَا.
أَحَطتُ حيَاتَك
فَوْقاً وتَحْتَا
ومَا هَمَّنِي
إنْ تَعَمَّرْتُ مَوْتَا
أنا شهرزادٌ
وقَدْ كُنْتُ ليلى..
وعَبْلَةَ، عَزَّةَ، لُبنى..
بُثَيْنَا
ووَلَّادةٌ كُنْتُ..
زَيْنَبَ، عَتْبَا
فَمَنْ كُنْتَ أنْتَ
٭ شاعرة جزائرية

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً