الرابحون أكثر من الخاسرين بسبب انخفاض اسعار النفط

2014/11/30
Updated 2014/11/30 at 10:42 صباحًا

فهرس

باريس –  القدس دوت كوم – هل هناك عدد اكبر من الرابحين ام الخاسرين بسبب انخفاض اسعار النفط، وهل سيدفع ذلك منطقة اليورو الى الانكماش؟ ماهو رأي رئيس البنك المركزي الاوروبي. أسئلة كثيرة يثيرها تدهور الاسعار.

من هم الرابحون؟

انخفاض اسعار النفط ينجم عنه انتقال للثروة من البلدان المنتجة الى البلدان المستهلكة متمثلة بكبرى الاقتصادات العالمية مثل الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان والصين. الشركات كذلك تحصل على هامش اكبر وتتحسن القدرة الشرائية للمستهلكين. اسعار الوقود في محطات الوقود الفرنسية على سبيل المثال هي في ادنى مستوى منذ اربع سنوات.

يقول باتريك ارتوس الاقتصادي لدى كاتيكسيس ان منطقة اليورو يمكنها بفضل تراجع اسعار النفط “ان تستفيد من الأثر الايجابي لتراجع اليورو على صادراتها من دون ان تتأثر بسبب ارتفاع اسعار الواردات”، وأن تأمل كسب نصف نقطة في اجمالي ناتجها الداخلي خلال سنتين.

ويشير معهد كو-ركومنس الى انخفاض فاتورة الطاقة الفرنسية بخمسة مليارات يورو على الاقل خلال 2014، موضحا ان “الصناعة هي الرابح الرئيسي ويتوقع ان تكسب ملياري يورو، اي اكثر من التسهيلات الضريبية من اجل تشجيع تنافسية التوظيف”، التي تعتمدها الحكومة الفرنسية أساساً للانعاش الاقتصادي.

ويقدر الاقتصادي نيك كونيس المحلل لدى “اي بي ان امرو” ان ما ستكسبه الدول المستوردة سيرفع نمو اجمالي الناتج العالمي بمعدل 0,7%.

من هم الخاسرون

الدول المنتجة بالطبع.

كتبت وكالة ستاندرد اند بورز في تقرير عن منطقة الخليج ان “التراجع الاخير في سعر المحروقات، وفي حال استمراره لفترة طويلة، سيكون له تأثير كبير”. وتشكل العائدات النفطية لدول مجلس التعاون الخليجي الست في المعدل 46% من اجمالي ناتجها الداخلي. واعتبرت ستاندرد اند بورز سلطنة عمان والبحرين الاكثر تأثرا.

ويقول كريستيان ديزيغليز الاختصاصي في الاسواق الناشئة لدى مصرف “اتش اس بي سي” ان نصف الدول الناشئة ستتأثر سلبا بتراجع اسعار النفط.

فالبرازيل استثمرت بكثافة في المنشآت والبنى التحتية النفطية التي سيكون من الصعب عليها استعادتها، كما حددت روسيا ميزانيتها على اساس سعر 100 دولار للبرميل مقابل 66 دولارا سعر اقفال الجمعة في السوق الاميركية.

ولكنه يضيف ان “التراجع الكبير في سعر الروبل سيخفف الضغوط على الميزانية”. وتبدو المؤشرات كلها سلبية في فنزيولا التي تعاني اساسا من اختناق مالي ويشكل النفط 96% من مصادرها من العملة الصعبة.

كما يؤثر تراجع النفط على استخراج الوقود الصخري في الولايات المتحدة الذي يحتاج لاستثمارات ضخمة للحفاظ على وتيرة الانتاج. ويعتبر المحللون ان الاستثمار في الوقود الصخري ليس مجديا عندما يكون سعر برميل النفط بين 65 و70 دولارا.

خطر الانكماش؟

الانكماش هو دوامة من انخفاض الاسعار والعائدات تؤدي الى شلل اقتصادي. وهذا الخطر جاثم تحديدا على منطقة اليورو حيث تراجع التضخم الى 0,3% في تشرين الثاني/نوفمبر. ولكن دوني فران، المدير العام لكو-ريكسكود يقول ان “لانخفاض سعر النفط تاثيرا ايجابيا على القدرة الشرائية وعائدات الشركات اكثر منه تأثير باتجاه الى الانكماش”.

والسؤال المطروح، “هل ستحتفظ الشركات بهذا التأثير الإيجابي باعتباره هامشا للتحرك، ام ستستفيد منه لمزيد من خفض الاسعار”. وهذا سيدخلها في دوامة خطرة.

وماذا عن البنك المركزي الاوروبي؟

يمكن ان يتم الالتفاف على تاثيرات انخفاض اسعار النفط على الاقتصاد العالمي من خلال البنك المركزي الاوروبي الذي يفترض ان يحول دون دخول منطقة اليورو في الانكماش.

كتب مايكل هيوسون المحلل لدى “سي ام سي ماركتس” البريطانية “انا واثق من ان (رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو) دراغي كان يأمل سرا في أن تساعده اوبك بالاعلان عن خفض كبير في الانتاج” يؤدي الى زيادة اسعار النفط ورفع التضخم في واردات منطقة اليورو.

ويقول المحللون انه “بابقائه على سقف الانتاج كما هو، على العكس من ذلك زاد الكارتل من احتمالية اتخاذ البنك المركزي الاوروبي تدابير جديدة مهمة”.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً