السيسي وشرم الشيخ  “ملعلطة”… وسر عبارة “الشاي بتاعي يا بيه”… وتليفزيون الأردن لعرس مشرق والطخ مغرب

2015/11/16
Updated 2015/11/16 at 10:24 صباحًا

15qpt997

 

لا يهم إن كان الضابط الأردني القتيل أنور أبو زيد ينتمي لحلقات تنظيم “داعش” أم لا.. المهم إذا صدقت رواية الحكومة لحادثة الموقر أن السلوك كان “داعشيا” بإمتياز.

نافذة تلفزيونية إلكترونية إسمها الأردن نقلت عن شقيق الضابط القول إن الأمريكيين قتلوه.

الأمريكيون لا يبحثون عن أسباب لقتلنا نحن العرب والمسلمين فقد قتلوا منا الكثير في العراق ولبنان وسورية وإجتهدوا في تمويل قائمة طويلة من السفاحيين ومتاجري “الجهاد”، لكن ما لم يوضحه الشريط المتلفز لشقيق الضابط الأردني هو السبب وراء عملية القتل داخل مركز تدريب يعرف الجميع أنه عبارة عن “بزنس″ له علاقة بنقل الخبرات.

الأردنيون لا يقتلون ضيوفهم… هذا مستقر في وجدان الجميع ومن هنا غضب الناس لقصة إطلاق الرصاص على مدربين أجانب في مقر أمني أردني والقتل بحد ذاته سلوك داعشي، سواء أقام به أردني غاضب أو شيشاني مرتزق أو حتى مارينز أمريكي.

لسبب أو لآخر لا يريد المسؤولون في بلدي التحدث عن الحقيقة وقوامها اليوم وبصراحة ثلاث وقائع: الأمريكيون والغرب مولوا وقدموا الرعاية للإرهاب والتطرف وصنعوا المسوخ التي يقاتلونها اليوم بمعاونة حلفائهم في النظام الرسمي العربي.. داعش الفكرة “مستوطنة” ليس فقط في المجتمع الأردني ولكن في المؤسسة الرسمية ايضا، حيث لا خطط حقيقية للمواجهة، وثالثا الشريك الإسرائيلي المنتج الأول والأبرز للإرهاب.

 

السيسي وشرم الشيخ

 

لم أفهم ما الذي قصده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو يظهر على شاشة قنواته الرسمية متعهدا بأن تبقى أضواء شرم الشيخ “ملعلطة” بعد أن أطفأتها حادثة الطائرة الروسية.

إبراهيم عيسى في محطة “القاهرة والناس″ علق على الموضوع والسيسي إصطحب معه “زفة كاملة” من السحيجة الذين احاطوا به في شرم الشيخ من أصحاب الدار في ما يتكوم في المدينة الساحلية آلاف السياح الراغبين بالعودة لبلادهم.

شخصيا أحب شرم الشيخ وأرفض إستهدافها، لكن إحتفالية السيسي والأوركسترا إياها على أنقاض موسمها السياحي ينبغي أن لا تصرف الأنظار عن الإختراقات الأمنية المؤلمة، التي إنتهت بكارثة الطائرة الروسية لأن جهاز الكاشف الضوئي في مطار الشرم لم يكن يعمل ولم يخضع للإصلاح.

لا تتعلق المسألة بجهاز المسح الضوئي فأحد أبرز أصدقاء حكم السيسي إعترف أمامي بمشكلتين لا حل لهما عند السيسي يتسرب منهما وسيبقى يتسرب الإرهاب.. الفساد والوضع الإقتصادي السيىء جدا وبلا أمل أولا، وثانيا  ثقافة الرشوة الأمنية التي تسمح بكل أنماط الإختراق وبالسكوت عن الترهل.

يقسم رجل أعمال صديق أنه ورفاقه يسرحون ويمرحون في أكثر النقاط  حساسية بمطار شرم الشيخ مقابل عبارة “الشاي بتاعي يا بيه” والشاي  هي الكلمة السحرية للرشوة.

ما حصل في شرم الشيخ يحصل في مدن أخرى وغيرها على الأرجح، حيث عطاء فاسد لتركيب جهاز مسح ضوئي وإتفاقية أفسد لتشغيله وطاقم من المترهلين إداريا يديرون الجهاز.

 

وضحى وإبن عجلان مجددا

 

يسجل زميل أردني مخضرم من وزن هاني الحسامي الملاحظة التالية:” في هذا الظرف الحساس يقدم لنا التلفزيون الأردني الجديد دوما..الحلقة الأولى من مسلسل وضحى وإبن عجلان”.

لمن لا يعرف وضحى هي أشهر شخصية درامية في تاريخ المسلسلات البدوية الأردنية وعمو إبن عجلان لا يقل عنها شهرة، والمسلسل عندما عرض لأول مرة كان عمري شخصيا ست سنوات بمعنى أنه منتج على الأرجح قبل أربعة عقود.

تلفزيون الحكومة دوما نايم بالعسل وكل أعراس الوطن بالنسبة له عند الجيران وكلما قابلنا مسؤوليه عاتبنا القوم على تسليط الضوء على النوم الأبدي.

عمان العاصمة غرقت بالسيول والحكومة تعدلت وجريمة الموقر إجتاحت الكون وإمراة أردنية من أبرز مئة شخصية تلقي بنفسها من فوق عمارة مع شقيقتها والشعب الأردني مهووس في الحديث عن قانون الإنتخاب و”داعش” والوضع الإقتصادي الصعب وشاشة الحكومة تنفض الغبار عن إسطوانة أقدم المسلسلات البدوية.. كل ذلك وشاشة الحكومة تصر على الإلتزام بمعيار أقوى الأمثال الشعبية في شمالي البلاد..” العرس مشرق والطخ مغرب”.

 

دراما تركية

 

لا جديد يذكر في مسلسلات الدراما التركية على “أم بي سي”، فأميرة الشابة الصغيرة خطفت للمرة الخامسة في أقل من شهر والمسكينة حسب مشاهداتي النادرة لـ”أم بي سي” الأولى تتمحور كل عمليات “المط واللزق” في الأحداث حولها، حيث الدموع والإختطاف والمسدسات التي تقتل بهدوء ودون دماء تماما كجريمة “ثريا وجمانة” في الأردن، وحيث الـ”آغا” الذي تحرضه أمه طوال المسلسل والذي يدخل دوما في مستوى المزاج الحاد وبدون أسباب واضحة.

“أم بي سي دراما”.. أرجوك “أوعدينا تحبلي” بشيء جديد.

 

مدير مكتب “القدس العربي” في عمان

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً