الى بعض الاعلاميين المصريين: لا لتلويث التاريخ … بقلم : د. صبري صيدم

2013/07/18
Updated 2013/07/18 at 10:25 صباحًا

17qpt479

محزن جداً انسياق بعض الإعلاميين المصريين وراء الهجوم على الفلسطينين بعد محاولة البعض فلسطنة الإشكال المصري وتحميل شعب بأسره ما يجري من أمور تعيشها مصر الحبيبة.
فالفلسطينيون وكما كل شعوب الأرض مشارب ومدارس ومواقف متعددة، تختلف في مفاعيلها السياسية، وعليه يجب ألا تحمّل مجتمعة وبصورة شمولية وتعميمية ما يجري من أحداث، حتى لو توافقت رؤى البعض مع البعض في مصر.
قصة فلسطين ومصر قصة تاريخ تقاطعت معها قصص تاريخية أخرى تربط القضية برمتها بالعالم العربي ضمن روابط عضوية ومعنوية مهمة. لا يمكن بل ليس من المقبول أن تلوث بأي صورة من الصور. فما الذي يؤجج هذا التعميم ويدفع باتجاه تحميل الفلسطينيين مسؤولية الوضع في مصر؟
بعيداً عن تفاصيل الوقائع على الأرض فإن الحالة القائمة تستند إلى الحساسية التي يعيشها بعض مكونات الشارع المصري في علاقته مع الإخوان المسلمين، مما ينطبق على كل حلفائهم وما أثير من تطورات على الأرض ربطت بين حماس والإخوان. وفي ظل هذا التتابع الكبير للاحداث ما رشح ويرشح من معلومات مختلفة يبدأ الارتجال في الموقف والسعي نحو التعميم. لكن هذا التعميم يمكن أن يميز البسطاء من أبناء المجتمع، غير أن انسحابه على جمهور من الإعلاميين والمثقفين يعد طامة كبرى. فمصر ليست طارئة على وجدان الفلسطينيين، وهي ذاتها منصة للوطنية والعنفوان بالنسبة لهم، الأمر الذي يجعلها أكبر من هذه القصص والمحاولات الهادفة للحط من النسيج التاريخي الذي يجمع الفلسطينيين بمصر.
وفي حسابات الشعوب والأمم فإن الاختلاف والتباين قد يحدثان لكن الخلل أن يستمرا ويتفاقما، الأمر الذي سيشكل خللاً أكبر فأكبر. لذا آمل أن تعطي النخبة المصرية جهداً أكبر لتطويق الأمر وتوضيحه ورفض الدخول في متاهات المهاترات والتراشق وتأجيج الاستنتاجات والإشاعات.
إن مصر العملاقة يجب ألا تكون ولا تبقى إلا عملاقة ويجب ألا يزج بها نحو مربع يرضي ويخدم أعداء فلسطين والفلسطينيين. لذا فإن الأمر وإن كان زوبعة في فنجان يجب أن ينتهي قبل أن تكبر الزوبعة ولا يبقى في الفنجان ما يعطر طبيعة العلاقة الأزلية التي رسمت ارتباط فلسطين بمصر.
القدس العربي

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً