بعد الفيتو ضد العضوية الكاملة.. لا أوهام ولا رهان على الإدارة الأمريكية .. بقلم :محمـد علوش

shello
shello 2024/05/06
Updated 2024/05/06 at 7:42 صباحًا

لا رهان أبداً على الموقف الأمريكي أو أي مبادرة أمريكية، فالإدارات الأمريكية المتعاقبة ورغم ادعاءاتها المتكررة حول دعمها لحل الدولتين، فما تقوله لفظا يبقى مجرد أوهام تحاول هذه الإدارات زرعها بين فترة وأخرى وهي التي لم تشفى من حب إسرائيل وشراكتها لها في عدوانها وفي غطرستها وفي حربها الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني، وهذه الإدارات ديمقراطية أو جمهورية وان تغيرت بعض مواقفها الا أنها تنطلق ما قاعدة ثابتة هي عدم إقامة الدولة الفلسطينية.
الولايات المتحدة مرة أخرى تشكل أكبر عقبة أمام إقامة الدولة الفلسطينية، وفي الأيام الماضية، تواردت انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي الدولية حول حق النقض – الفيتو، الذي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية ضد انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة ليكون لها الحق أن تكون دولة كاملة العضوية كأي بلد في هذا العالم.
هذه هي الحماقة التي تنتهجها إدارات بيت الأبيض، ويا لها من كذبة ما يسمى بأعظم دولة ديمقراطية.
بلدان عديدة عبرت عن خيبة أملها، وهناك من انتقد فيه الخطوة الأمريكية بأنها تشكل انتكاسة للجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، فقد حطمت الولايات المتحدة باستخدامها لحق النقض، وبلا رحمة حلم الشعب الفلسطيني الذي دام عقوداً وفضحت نفاقها واتباعها المعايير المزدوجة بشأن القضية الفلسطينية.
انظروا الى هذه السياسة الأمريكية الغبية، فممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، اعتبرت أن انضمام فلسطين رسمياً إلى الأمم المتحدة لن يساعد في التوصل إلى (حل الدولتين)، ونريد أن نسأل ممثلة الولايات المتحدة : ما الذي سيساعدنا على التوصل إلى (حل الدولتين) .. هل هي الأسلحة التي أرسلتها ادارتها إلى إسرائيل مراراً وتكراراً.. أم هو حق النقض الذي استخدمته به في الأمم المتحدة واحداً تلو الآخر، وهذه الأعمال، التي تتعارض مع جهود السلام، والتي أثبتت مرة أخرى أن الولايات المتحدة مخربة ومفسدة للشؤون الدولية والإقليمية، فلا يحق لأحد أن يستخدم حق النقض في المسائل المتعلقة بمستقبل الشعب الفلسطيني ومصيره.
تعتقد بلدان كثيرة، أن قبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة سيعطى فلسطين مكانة متساوية مع (إسرائيل) وسيساعد على تهيئة الظروف للمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، وفي ظل استمرار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وتدهور تداعياتها، أصبح قبول دولة فلسطين بعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، فلماذا أصر السياسيون الأمريكيون، الذين يميلون إلى الحديث عن (حل الدولتين)، على تخييب آمال الشعب الفلسطيني مرة أخرى؟
اننا نرى أنه بالإضافة إلى تحيز الولايات المتحدة اللامحدود إلى (إسرائيل) باعتبارها أحد أهم الحلفاء والربيب المدلل، ترى الولايات المتحدة دائماً أن أي تقدم في القضية الفلسطينية يجب أن يتم تحت قيادتها، وأن تقدم فلسطين من جانب واحد بطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة سيؤدي إلى إضعاف الدور القيادي للولايات المتحدة فيما تسميه عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ومن هذا المنطلق، فإن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليس مهما بالنسبة إلى واشنطن، بقدر أهمية حماية المصالح الأمريكية الأنانية.
نعتقد أن مواقف العديد من الدول الداعمة للحق الفلسطيني وللمسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة لتعزيز مكانة دولة فلسطين القانونية ودعم طلب نيلها العضوية الكاملة يمثل قرارات شجاعة وخطوات سياسية حكيمة وفي الاتجاه الصحيح وهي خطوات موضوعية تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، وهي تدخل إيجابي ومسؤول لإنقاذ ما تبقى من (حل الدولتين)، فالعالم بدأ يدرك أن السلام بالمنطقة يجب يمر من بوابة تعزيز المكانة القانونية للدولة الفلسطينية والاعتراف بها، حيث كشف الفيتو الأمريكي الشراكة الوثيقة مع الاحتلال، وكذلك ضرورة رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني .
ان هذا الاعتراف يشكل أيضاً رسالة إلى الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلى سرعة الاعتراف، كونها تعزز المركز القانوني للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة وتضع المجتمع الدولي والدول الأعضاء أمام المسؤولية التاريخية لحفظ الأمن والسّلام في المنطقة، وبدون شك فان هذا الاعتراف مهم لاحترام الشرعيّة الدّولية والقانون الدولي، ومسؤولية الأعضاء في الأمم المتحدة تجاه دولة فلسطين، رغم تنصل البعض من مسؤولياته.
ان التلاعب الأمريكي بصيغة (حل الدولتين)، دون تحديد طبيعة وشكل ومضمون هذا الحل، وكذلك البحث عن خيارات أخرى وفق ما أكد عليه الرئيس الأمريكي بايدن في أكثر من مناسبة، يعبر عن رؤية الإدارة لتبني الرؤية الاسرائيلية القائمة على السيطرة على المزيد من الأراضي وقتل حلم اقامة الدولة الفلسطينية، ونعتقد بأن تراجع الإدارة الأمريكية عن (حل الدولتين)، ورفض حكومة الاحتلال الفاشية لها لا يعني أن يتخلى الفلسطينيون عن هدفهم الوطني بتقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة، ومن هنا تكمن أهمية توحيد الصف الفلسطيني، والقيام بخطوات فلسطينية لحماية المشروع الوطني ، وتجديد النظام السياسي الفلسطيني بإنهاء الانقسام وتوحيد الساحة وتفعيل دور ومكانة منظمة التحرير بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وبما يكفل القدرة على مواجهة التحديات، الأمر الذي يتطلب موقف فلسطيني موحد وتكريس الشراكة الوطنية والسياسية والنضالية لإدارة المعركة السياسية والدبلوماسية القادمة.
• عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
Share this Article