بيان صادر عن اتحاد نضال العمال الفلسطيني بمناسبة الأول من أيار .. يوم العمال العالمي

shello
shello 2024/04/30
Updated 2024/04/30 at 9:09 صباحًا

يأتي الأول من أيار المجيد، هذا العام وشعبنا الفلسطيني المناضل وطبقته العاملة تعيش ظروفاً وطنية دقيقة وواقعاً معيشياً صعباً، حيث تمارس حكومة الاحتلال الفاشية والعنصرية إرهاب الدولة المنظم والتطهير العرقي وحرب الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي ضد طبقتنا العاملة وعموم شعبنا الفلسطيني المنتفض في مواجهة الاحتلال ومليشيات المستعمرين الفاشيين.
في الأول من أيار، عيد العمال العالمي، نوجه التحية للذين كتبوا بيان الأول من أيار بدمائهم وعرقهم وتضحياتهم في ساحات النضال، وفي مواجهة الذين سلبوا ويسلبون حقوقهم وجهدهم وتعبهم من نظم الاستبداد والتبعية، نُظم أصحاب رأس المال وحماته، ونوجه التحية لهذا التاريخ المجيد وهذا النضال المتواصل من أجل الكرامة والحرية ولقمة العيش، فالأول من أيار، يوم التلاحم الأممي لعمال العالم ونضالهم من أجل التحرر من النظام الرأسمالي وبناء مجتمع خال من الطبقات والاضطهاد والحروب.
ان الرأسمالية العالمية تمر بعهد أزمات مركبة اقتصادية وسياسية وجيوسياسية، وتفاقم العسكرتاريا والنزاعات الدولية والحروب، وهي التي باتت تدمر البيئة بشكل كارثي، وتفرض البؤس الاقتصادي على معظم البشرية في حين خَلقت أقلية قليلة تحتكر الثروات بشكل فاضح، وفي الأول من أيار، نذكر العالم، بالانتهاكات الاستعمارية الإسرائيلية ضد العمال الفلسطينيين المتمثلة بسوء المعاملة على الحواجز والتمييز في الأجر والحقوق الاجتماعية والمعاناة بسبب سماسرة التصاريح والعمل في بيئة خطرة تنعدم فيها إجراءات السلامة، والملاحقة والمطاردة العنيفة، وإطلاق النار عليهم والتنكيل والإهانات ضدهم ومداهمة أماكن عملهم بحثاً عنهم ومعاناتهم مع ظروف المبيت، إذ يضطرون للنوم في العراء أو المباني قيد الإنشاء أو المزارع أو عبارات المياه، وهذه الاجراءات تمثل الوجه الحقيقي للاحتلال، وما يعبر عن سياسية عنصرية عنيفة يتم إتباعها ضد العمال الفلسطينيين، وعن الطريقة التي يتم النظر فيها إلى العامل كجزء من العجلة الاقتصادية، في تجرد كامل من المعايير الإنسانية، والتي تجلت خلال الشهور السبعة الماضية والتي حرمت (إسرائيل) خلالها قرابة 300000 عامل فلسطيني من الحق في العمل داخل الخط الأخضر ومارست أبشع أشكال القهر والاضطهاد والفاشية بحق عمال وشعب فلسطين.
في خضم هذا العالم المـتأزم، تجري جريمة حرب الابادة الجماعية التي ترتكبها (إسرائيل) ضد قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس، وتهدد الحرب التي تلوح بها (إسرائيل) وحلفائها بجر المنطقة الى المجازر والدمار والمآسي وفرض التراجع المادي والمعنوي على العمال والكادحين وغالبية الجماهير، بالرغم من التحكم المؤقت بهذه الحرب.
وفي الوقت الذي يشهد العالم الرأسمالي تطورات نوعية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والقوى المنتجة بشكل عام، والتي كان من الممكن استخدامها لصالح رفاهية البشرية وتحقيق المساواة بين الأفراد وتحررهم، نرى أن نفس هذا العالم يمر بحقبة من أشد حقب المنافسة على السوق العالمية، واشتداد النزاعات العسكرية والحروب ومخاطر انتشارها المتزايد، والتصاعد الهائل للرجعية السياسية والتمييز واللامساواة، والافقار لأكثرية سكان العالم.
اننا في اتحاد نضال العمال الفلسطيني، نحيي صمود الطبقة العاملة المناضلة التي تساهم بشكل فعّال في الكفاح الوطني، وقد أثبتت التجربة التاريخية بأنها شعلة ووقود النضال المستمر على درب الحرية والاستقلال، وأنها تتحمل بذات الوقت جهوداً مضنية ومضاعفة في مسيرة بناء الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب شرائح المجتمع الفلسطيني الأخرى.
اننا في اتحاد نضال العمال الفلسطيني، نشحذ الهمم لتعزيز نضالنا من أجل انهاء استغلال طبقتنا العاملة الفلسطينية ورفع الظلم عن عمالنا، وممارسة الحقوق والحريات النقابية، والانخراط الفعلي والملموس في قيادة الحركة النقابية، وتعزيز مكانة عمالنا في الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم من خلال تطبيق القوانين التي تم اقرارها بالحد الأدنى للأجور، وقانون الضمان الاجتماعي، وتعزيز السياسات العمالية في اطار الشراكة الثلاثية والمتكافئة بين الشركاء الاجتماعيين من أطراف الانتاج الثلاث.
اننا نعتقد أن أمام حركتنا العمالية النقابية الفلسطينية مهام صعبة ومعقدة تستدعي الوحدة والعمل المشترك، في ظل الأوضاع والتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، وغياب السياسات الاجتماعية والاقتصادية العادلة، حيث وصلت معدلات البطالة في صفوف العمال إلى نسب مرتفعة في المجتمع الفلسطيني، ومما يزيد الأوضاع صعوبة جشع أصحاب العمل واستغلالهم البشع للظروف القهرية التي يمر بها العمال وتشغيلهم بأجور تقل عن الحد الأدنى للأجور في ظل ظروف وشروط عمل غير لائقة تفتقد لأبسط شروط السلامة والصحة المهنية، وغياب دور المحاكم العمالية، والتطبيق العملي والملموس لقانون العمل الفلسطيني والذي يتطلب أيضا انهاء كافة التحضيرات لإنجاز تعديلات القانون، وانتهاج سياسة وطنية للتشغيل وإقرار القوانين والتشريعات العمالية التي تكفل حقوق عمالنا، مع أهمية اتخاذ التدابير والسياسات الحكومية العاجلة والعادلة والشفافة تجاه العمال الذين انقطعت بهم السبل، وتوفير كل متطلبات الدعم والإسناد والإعانة المالية والمعنوية لهم، إلى أن تستقر الأمور، وتبدأ عملية جديدة من التمكين والتنمية في اطار سياسات تعزيز الصمود لكافة فئات وشرائح شعبنا.
اننا نطالب وعلى ضوء الأوضاع المأساوية التي يمر بها عمالنا البواسل بضرورة تحديد مهام نضالية للمرحلة المقبلة تتمثل بالشروع الفوري في توحيد جهود الحركة العمالية والنقابية الفلسطينية على أسس نضالية وديمقراطية سليمة، تكفل التعددية النقابية، وتكرس النضال المشترك لكافة المنظمات النقابية، ونؤكد على أهمية معالجة مشكلات البطالة والفقر، ووضع آليات واستراتيجيات عمل للتشغيل، وإنشاء صندوق وطني للدعم المؤقت للعمال العاطلين عن العمل، ونطالب القطاع الخاص الفلسطيني بتحمل مسؤولياته الوطنية كشريك في عملية البناء والتنمية والإسهام الفعلي والجاد في معالجة مشكلات الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل الممكنة، ومواصلة العمل ضمن آليات الحوار الاجتماعي لتطوير وتطبيق قانون العمل الفلسطيني، بما يؤدي إلى صون حقوق العمال، ويحدد ساعات العمل بما لا يتجاوز 36 ساعة عمل أسبوعياً، وتأمين الضمان الاجتماعي، وتوفير التأمينات الصحية، وتأمين التعليم المجاني لأبناء العمال ترسيخاً لقواعد العدالة الاجتماعية والمساواة بين فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، وتفعيل دور المحاكم العمالية كمحاكم اختصاص لتبت بالقضايا العمالية المقدمة لها والتي مضى على بعضها سنوات طويلة دون النظر بها، لما لذلك من أهمية في تطبيق القوانين والتشريعات الخاصة بالعمال، والاهتمام بمراكز التأهيل العمالي والتدريب المهني، وعقد دورات تدريبية لرفع مستوى أداء العمال وكفاءتهم، وفتح مراكز للثقافة العمالية والنقابية، والاهتمام بالمرأة العاملة والعمال من فئة الشباب والعمل على تنمية خبراتهم وتطوير قدراتهم والمساواة التامة بالأجور وساعات العمل.
نتوجه بالتحية لشهداء شعبنا، لشهداء حرب الإبادة الجماعية وكافة شهداء الثورة والشعب والقضية وشهداء الطبقة العاملة والى أسرى الحرية الأبطال، الى جموع اللاجئين في مخيمات اللجوء والشتات والى عمال فلسطين في المنافي البعيدة والى العمال العرب وعمال العالم، الذين وقوفوا إلى جانب شعبنا وعمالنا في ظل المعركة التي يخوضها شعبنا في غزة منذ طوفان الأحرار الى الأول من أيار، في مواجهة وحشية الاحتلال وعربدة عصابات المستوطنين، ونؤكد بأن هذه الأصوات والمواقف المبدئية والحرة تشكل داعماً ومسانداً أساسياً ووفياً لشعبنا لمواصلة النضال على طريق دحر الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

عاش الأول من أيار .. عاش نضال شعبنا وطبقتنا العاملة

 

اتحاد نضال العمال الفلسطيني
رام الله – فلسطين
1-5-2024

Share this Article