ترامب وكوشنر و”العلاقة الروسية”

2017/07/29
Updated 2017/07/29 at 8:21 صباحًا


الاجواء السائدة في هذه الايام في البيت الابيض متوترة وتشير الى الشعور بالتهديد. ورغم أنه في الايام العادية لا تكون الاجواء بعيدة عن ذلك، إلا أنه في الاسبوع الماضي عبر المكتب البيضوي عن ضائقة حقيقية، لا سيما بخصوص الهجمة المتزايدة من قبل الرئيس ترامب ضد وزير العدل لديه، جيف سانشيز.
لقد كان سبب غضب الرئيس الـ 45 هو أن سانشيز أبعد نفسه عن التحقيق في “العلاقة مع روسيا” بسبب الاتصالات التي أجراها هو نفسه مع السفير الروسي في واشنطن، سرجيه سسلياك. ونتيجة لذلك قام نائبه رود روزنستين بتعيين محقق عنيد، هو روبرت مولر، من اجل حل لغز “العلاقة مع روسيا”، التي يعيب ظلها الثقيل على سماء الادارة الأميركية.
في جميع الاحاديث عن سانشيز، تتبين صورة نهاية العالم بالنسبة للرئيس، الذي يعتبر نفسه مكشوفا أمام القوى التي تريد اسقاطه. ولكن مما تسرب حتى الآن، لا سيما من التصريح المشفوع بالقسم الذي قدمه زوج ابنة ترامب، غارد كوشنر، للكونغرس عشية الادلاء بشهادته حول دوره في قضية “بوتين غيت”، يتبين أن الضغط وخيبة الأمل اللذين يؤثران على سلوك الرئيس الأميركي غير راسخين في أدلة دامغة تسبب التهديد الفعلي والملموس على الرئيس. صحيح أنه في الانتخابات الرئاسية كانت هناك اتصالات بين مقربي ترامب وبين مقربي بوتين، والتي استمرت ايضا بعد التصويت في 8 تشرين الثاني 2016. ورغم ذلك لم يثبت حتى الآن أن هذه العلاقة كانت جزءا من مؤامرة ظلامية تشمل تعهدا اميركيا بانتهاج سياسة مرنة تجاه الكرملين مقابل دور روسيا في اضعاف هيلاري كلينتون في تنافسها على رئاسة البيت الابيض.
ليس هناك شك فيما يتعلق بالدور المركزي لبوتين في العملية الانتخابية الأميركية. وهذا ما يتبين ايضا من لقاءات كوشنر مع رجال اعمال على صلة بالكرملين، لكن هذه اللقاءات ليست سوى ضجة في الخلفية أكثر من كونها اشارات واضحة على مؤامرة أو صفقة فاسدة. وقال زوج إبنة ترامب إنه في اللقاء الذي جرى في 9 حزيران 2016 بينه وبين نتاليا فاسلنسكايا (بمشاركة إبن ترامب) لم تتم أبدا مناقشة معلومات تسيء لكلينتون وتحرض ضدها. فقد كان اللقاء ممل الى درجة أنه غادر قبل انتهاءه.
ونفس الامر ينطبق على الاتصالات الاخرى التي اجراها كوشنر، بما في ذلك لقاءه مع السفير الروسي الذي جرى في كانون الاول 2016. وكان اقتراحه في اللقاء انشاء “خط ساخن” بين البيت الابيض وبين الكرملين قبل أداء ترامب يمين القسم، معقولا، وهذا على خلفية الحاجة الى انشاء جهاز للحوار المباشر بين الرئيسين يساعد في ادارة وانهاء الازمات بعد تولي الرئيس منصبه.
على خلفية كل ذلك، ورغم بقاء هامس من الغموض والشك حول المضمون الدقيق لبعض اللقاءات، يبدو أن الشائعات حول موت ترامب السياسي كانت سابقة لأوانها. وفي المقابل، العصبية التي يظهرها البيت الابيض في هذه الاثناء قد تدفع ترامب الى اقالة وزير العدل لديه، وابعاد المحقق الخاص مولر. واذا حدث هذا الامر فان مخاوف ترامب قد تصبح نبوءة تحقق ذاتها وتعيد الأمة الأميركية في نفق الزمن مباشرة الى زمن قضية “ووتر غيت”.

اسرائيل اليوم – ابراهام بن تسفي

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً