رأي القدس العربي :حماس وصراع الاجنحة.. وحزب الله

2013/06/15
Updated 2013/06/15 at 9:51 صباحًا

14qpt999

تبذل قيادة حركة المقاومة الاسلامية ‘حماس′ جهودا كبيرة هذه الايام لنفي قضيتين على درجة كبيرة من الاهمية، الاولى: انه لا يوجد صراع اجنحة داخلها، والثانية ان عناصرها لا تقاتل الى جانب المعارضة السورية، وان اي قتال تنخرط فيه هو من اجل تحرير فلسطين فقط.
هذا النفي جاء بسبب نشر تقارير اخبارية عديدة حول وجود جناح داخل الحركة يعارض موقف قيادتها المؤيد للمعارضة السورية والرافض لتدخل القيادة الايرانية وحزب الله على وجه الخصوص في الصراع السوري الى جانب النظام.
ولعل اخطر ما تردد في الآونة الاخيرة هو تقديم حركة حماس الغاما ارضية للمعارضة السورية المسلحة زرعتها في مدينة ‘القصير’ كانت قد حصلت عليها، اي حماس، من حزب الله، وتدربت على كيفية زرعها وتمويهها على ايدي خبراء من حزب الله.
السيد اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس ونائب رئيس مكتبها السياسي، اكد في خطبة الجمعة التي القاها يوم امس في مسجد بمدينة رفح، ان لا وجود لخلافات داخل حركته مشددا في الوقت ذاته على عدم مشاركة مقاتلين من حركته في الاحداث الجارية في سورية، وقال ‘نتوقف امام حملات اعلامية متواصلة تهدف الى تشويه المقاومة وحركة ‘حماس′، تتمثل في الحديث عن خلافات او اجنحة متصارعة، داخل الحركة، تحت مسميات حماس الداخل وحماس الخارج او غيرها ونحن نؤكد ان هذه التصنيفات والمسميات هي اوهام لا تسكن الا في عقول مروجيها’.
هذا النفي القوي والصريح من قبل السيد هنية لا يلغي وجود خلافات داخل الحركة حول الازمة السورية والعلاقات مع ايران وحزب الله اللبناني، فالمنطقة العربية باسرها منقسمة حول هذه المسألة وحركة حماس لن تكون استثناء.
حركة حماس حظيت بدعم كبير مادي وعسكري من قبل ايران، واستطاعت ان تؤسس ‘امبراطورية’ في سورية قبل اندلاع شرارة الثورة فيها، ومسؤولوها كانوا ضيوفا دائمين على طهران اثناء العصر الذهبي للعلاقة، ومن الطبيعي ان توجد بعض الاجتهادات داخل الحركة التي تملك رأيا معارضا للقطيعة سواء مع ايران او حزب الله.
وجود اجنحة معارضة لتوجه الحركة الحالي في الابتعاد عن هاتين الجهتين هو ظاهرة صحية مفيدة، فمن الخطأ كل الخطأ ان تضع الحركة كل بيضها في سلة واحدة، خاصة ان السلة الحالية التي تضع فيها بيضها، لم تقدم الدعم والسلاح الذي كانت وما زالت الحركة تحتاجه، لممارسة دورها كحركة مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
من حق السيد هنية وكل المسؤولين في حركة حماس ان يقلقوا من بعض التقارير الاعلامية التي تتحدث عن فتور العلاقة مع طهران وحزب الله، وانقطاعها كليا مع سورية ولكن عليهم ان يتذكروا دائما انها اصبحت لاعبا اقليميا له دور لا يمكن انكاره، وهذا الدور سيجد من يتفقون معه ويؤيدونه ومن يختلفون معه ويعارضونه.
حركة ‘فتح’ التي حملت المشروع الوطني الفلسطيني لاكثر من اربعين عاما، شهدت صراع اجنحة، بل وانشقاقات عديدة، وتعايشت مع هذه الظواهر بطريقة مسؤولة، ولذلك لا يجب ان تستغرب حركة حماس انتقال هذه الظاهرة اليها في الحاضر والمستقبل.
حركة ‘حماس′ ‘السنية’ القريبة من الاخوان المسلمين والتيارات الاسلامية يجب ان لا تقطع ‘شعرة معاوية’ مع اي طرف عربي او اسلامي، وخاصة الاطراف التي دعمتها في فترة تخلى عنها الجميع.

القدس العربي .

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً