روسيا: حراك في مياه الساحة السياسية وإعلان بوتين وسوبتشاك المشاركة في السباق الانتخابي

2017/12/31
Updated 2017/12/31 at 9:32 صباحًا


القدس العربي -فالح الحمراني /تصدر إعلان الرئيس فلاديمير بوتين نيته لترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية لدورة رابعة، الأحداث السياسية في الساحة الروسية لعام 2017 نظرا لان هذا السؤال شغل بال الدوائر الروسية والرأي العام، واختار «مصنع غوركي» العريق لإنتاج السيارات في مدينة نوفغرد التاريخية، مكانا للرد على السؤال الذي وجه إليه مرات عديدة وفي مختلف المحافل. وحسب مصادر مطلعة سيركز الرئيس بوتين في برنامجه الانتخابي على شؤون الشباب، الذي يرى فيهم مستقبل روسيا، فضلا عن البرامج التطويرية في مختلف المجالات وتعزيز الضمانات والخدمات الاجتماعية، وتقوية أركان الدولة والقوات المسلحة ورفع مستويات المعيشة وتحسين نوعية الحياة. ان مشروعه الأساسي يقوم على بناء دولة عصرية قوية في كافة المجالات، توفر الحياة الكريمة لمواطنيها. وسيرشح بوتين ذاتيا وليس عن حزب أو حركة، بيد انه يتطلع إلى دعم القوى السياسية التي تشاركه الرؤية بتطوير البلد وتدعم برنامجه كما يراهن على دعم المواطنين الواسع.
وتمثلت المفاجأة الأخرى في إعلان مقدمة البرامج التلفزيونية كسينيا سوبتشاك) 36 عاما) نيتها المشاركة في الانتخابات الرئاسية، والمفارقة هي ان سوبتشاك، وهي نجلة السياسي الليبرالي الراحل اناتولي سوبتشاك الذي لعب دورا كبيرا في التسعينيات وأصبح حاكما لبطرسبورغ، عمل بوتين في إدارته لعدة سنوات قبل ان ينتقل إلى موسكو موظفا في إدارة الرئيس بوريس يلتسين. وبدأت سوبتشاك حملتها التي ستكون تحت شعار «ضد الجميع» بتوجيه انتقادات لاذعة لنظام الحكم وآليات الإدارة، والأكثر صخبا تصريحها ان ضم القرم لروسيا تم بطريقة غير مشروعة. وحركت بدخولها السباق الرئاسي المياه الساكنة في الساحة السياسية الروسية في الأشهر الأخيرة من العام.
وباغت رئيس صندوق محاربة الفساد المعارض الكسي نَفالني الساحة الروسية ليس فقط بتنظيم احتجاجات صاخبة في بعض المدن الروسية، وانما فضح كبار المسؤولين في النسق الأعلى للسلطة الروسية قال انهم متورطون بالفساد، في مقدمتهم رئيس الحكومة دمتري مدفيديف، وعرضه فيلما وثائقيا «هو ليس بشيطان لكم» عن ممتلكات ومؤسسات زعم انها تعود لرئيس الحكومة ولكنها مسجلة باسم أصدقاء وشركاء له. نَفالني أيضا باشر حملته الانتخابيه لمنصب الرئيس رغم ان حظوظ انخراطه فيها ضعيفة، بسبب الحكم بقضية جنائية يقول انها مفبركة تمنعه أيضا من المشاركة في الانتخابات لمؤسسات الدولة. وأثار عرض الفيلم الوثائقي 26 اذار/مارس الماضي في 82 مدينة روسية، مسيرات واجتماعات احتجاجية غير مسبوقة منذ احتجاجات 2011ـ 2013.
وفي غضون العام عزل بوتين 16 حاكما من حكام الأقاليم الروسية الـ 82 مستجيبا إلى رغبة السكان بتجديد وجوه السلطة وطالت التسريحات الحكام الذين لم يحققوا النجاحات ولم يحظوا بدعم المركز الفيدرالي ولم يتيسر لهم تسوية النزاعات في صفوف النخبة في إقليمهم.
وراقب الرأي العام الروسي على مدى العام قضية وزير التنمية الاقتصادية الكسي اولوكايف وهو أول وزير في روسيا يعتقل بتهمة تقاضي الرشوة. وجرى احتجاز اولوكايف في 14 تشرين الثاني/نوفمبر للاشتباه بممارسته الابتزاز للحصول على رشوة من رئيس شركة روس نفط. وأكدت التحقيقات على انه طلب من رئيس الشركة ايغور سيتشين رشوة مالية لقاء موافقته على حصول شركة «روس نفط» حزمة أسهم الدولة في شركة «باش نيفط». وعثرت أجهزة الأمن التي كانت ترصد العملية عند احتجاز الوزير على حقيبة كبيرة فيها مليوني دولار، وقضت المحكمة عليه بالحبس بالأشغال الشاقة لثمان سنوات.
ومن مفارقات عام 2017 ان انتخابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انعكست بقوة على الساحة السياسية الروسية، على خلفية اتهام موسكو التدخل في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية وزيادة حظوظ ترامب بالفوز. وسعت القيادة الروسية في مختلف المحافل ذات الصلة للتأكيد على انه لا أساس للتهم الأمريكية بتورط الكرملين وتدخله من أجل التأثير على الانتخابات. وشددت أمريكا في ضوء ذلك العقوبات المفروضة على روسيا.
وكان إعلان الرئيسي بوتين انسحاب القوات الروسية من سوريا وبقاء جزء قليل هناك بعد الانتصار على «داعش» واحدا من أهم الأحداث على الصعيد العسكري، فيما تصدر الأحداث في مجال الأمن العمل الإرهابي الذي وقع في 3 نيسان/ابريل في مدينة بطرسبورغ ثاني أكبر المدن الروسية وحصد أرواح 16 شخصا وإصابة 50 آخرين. كما أبلغ الكرملين في 16 كانون الأول/ديسمبر، ان جهاز المخابرات المركزية الأمريكي ساعد جهاز الأمن الفدرالي «في أس بي» في احباط عملية إرهابية كانت تعد لها مجموعة من الشباب لتنفيذها في كاتدرائية كازان الأثرية في بطرسبورغ.
تصريحات:
● «ان الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي أدرجت روسيا في لائحة العقوبات، تدعونا إلى العمل المشترك معها بشأن الملف النووي لكوريا الشمالية». (الرئيس فلاديمير بوتين)
● «ان عضو المجلس الفيدرالي فرانتس كلينتسيفتش يروج في الأوساط السياسية في عموم روسيا ان رئيس مجلس الدوما فياتشسلاف فولودين سيكون خلفا لبوتين».
(رئيس المحاربين القدماء في افغانستان اندريه تشوبيرنوي)
راحلون:
● في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر بكت روسيا رحيل مغني الاوبرا الشهير دمتري خفوروستوفسكي بعد مرض عضال، وجرى تشييع باهر له بمشاركة كبار المسؤولين وعامة الناس.
● كما رحل فنان الشعب الممثل المحبوب في روسيا ليونيد برونيفوي. ورغم انه لم يؤدِ في أي من أفلامه التي تعد بالعشرات دور البطل أو الشخصية الرئيسية، ظلت أدواره ساطعة في ذاكرة المشاهدين.

Share this Article