ضم 30 قصة بقلم الأطفال.. بيوت بلا أعمدة .. كتاب قصصي ينبض بالألم والأمل!

2017/03/15
Updated 2017/03/15 at 1:41 مساءً


خان يونس – تقرير| وكالة قدس نت للأنباء /قليلة هي المرات التي تختلط فيها مشاعر الأطفال وآلامهم وأمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم مع أقلامهم، لتسيل حبرًا مُفعم بالإبداع والتميز، تتحول لقصصًا تنسج واقعًا يعيشونه أو عايشوه.
تبادل مشترك للأدوار بين عشرات الأطفال، أفضى لإنتاج “30قصة صحفية”، بلمسات طفولية، عن أطفال يمتلكون العديد من المواهب، تأثروا بشكلٍ مباشر، بسبب العدوان الإسرائيلي عام 2014 على قطاع غزة.
وسلطت القصص الثلاثين التي خطها حوالي “12فتى وفتاة” لا تزيد أعمارهم عن “14عامًا”، الضوء على واقع هؤلاء الأطفال، وحياتهم، خاصة ممن يعيشون في كرافانات الإيواء، أو داخل منازل تعرضت للتدمير بشكل كبير، أو فقدوا أحدًا من عوائلهم، خلال العدوان.
عدة أشهر من التدريب المتواصل لهذه الفئة من الفتيات والفتيه “المتفوقين دراسيًا”، على فن القصة الصحفية، تلاها أشهر من العمل الميداني وانتقاء القصص وتدوينها ومن ثم تحريرها، على يد المدرب الصحفي هاني الشاعر، الذي أشرف على كافة مراحل العمل العملي والنظري.
جهد كبير
ويتحدث الصحفي الشاعر لمراسل “وكالة قدس نت للأنباء”: “فكرة كتاب (بلا أعمدة) كانت بالأساس، هي طرح من إدارة مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بمحافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ووافقت عليه مباشرة، وباشرت بتدريب تلك الفئة لعدة أشهر”.
ولم يستطع الشاعر أن يُخفي حجم الصعوبات التي واجهها في تدريب الفئة، كونها غير متخصصة، ولم يسبق وأن خاضت تجربة كتابة قصص من قبل بأسلوب صحفي، ما تطلب تدريب مُكثف ومتواصل، حتى تم التوصل لنتائج مُرضية، أهلتهم للنزول للميدان في بلدات شرق خان يونس المُدمرة، والبدء بانتقاء القصص وتدوينها، وتصويرها كذلك، بعد أن تدربوا على يد مصور مُتخصص.
ويضيف “لم يكُن من السهل اختيار الأطفال الموهبين، فتمت دراسة للأسماء بعناية كبيرة، حتى تمت الموافقة على اختيار حوالي (30طفل وطفلة) لا تزيد أعمارهم عن 14عامًا، ولا تقل عن 8سنوات؛ وهي الفئة العمرية التي توازي نظيرتها التي تلقت التدريب وستقوم بكتابة القصص”.
ويتابع الشاعر “تم استهداف الأطفال سكان بلدات (خزاعة، عبسان الجديدة والكبيرة/الزنة)، وهي المناطق الأكثر تدميرًا، ويوجد بها عدد كبير من كرافانات الإيواء، وقدمت عدد كبير من الشهداء والجرحى والمعتقلين، وجميع من فيها تأثروا بالعدوان كبارًا وصغارًا”.
ويستطرد “جرى التركيز بالدرجة الأولى على الأطفال الذين فقدوا منازلهم ويعيشون داخل كرافانات الإيواء، من هنا كان اختيار (بيوت بلا أعمدة) اسمًا لهذا الكتاب؛ الذي جرى تصميمه وإخراجه بتقنية عالية جدًا، وحصل على رقم إصدار من وزارة الثقافة في غزة”.
ويُعبر الشاعر عن سعادته الغامرة، لهذا العمل الإبداعي الإعلامي الطفولي المتميز، والذي حظي بإعجاب كل من طالعه ودققه لُغويًا، وراجعه تحريرًا، وأبدى رأيه من جموع الصحفيين المُتخصصين بغزة؛ مؤكدًا أنه خطوة على طريق عديد من الكُتب المكتوبة والمصورة بلمسات الأطفال وإشراف نخبة من الصحفيين، لنشر ثقافة الكتابة القصصية في الجيل الصاعد.
تعايُش مُتبادل
كثير من المشاعر أحملها بين المد والجزر، وثورة الإرادة وثورة الجمال، هي أشياء لم تكن كالأشياء، وكل ما أتمناه أن يزهر الوطن لهم بعد سنوات عجاف؛ هكذا بدأت منشطة قسم الأنشطة الثقافية بمركز بناة الغد ميساء سلامة، تعليقها على كتاب “بيوت بلا أعمدة”؛ الذي أكدت أنه لم يكُن مُجرد رقم بل فعاليات التحم فيها إحساس جميع الأطفال بالأهل في المناطق الشرقية.
وأوضحت سلامة لمراسل “وكالة قدس نت للأنباء” أن الكتاب، هو خلاصة أشهر عايش فيها الفتيات والفتية، الذين يحتضنها المركز، مع أقرانهم في المنطقة الشرقية المتضررة خلال العدوان؛ مُشيرةً إلى أن الكتاب يتضمن ثلاثين قصة صحفية تشتعل أملاً وإرادة، تعرّض خلالها أصحابها الأطفال لأقسى ما يتعرض له الطفل، وهو فقدانه الأمن والأمان في بيئته، التي يعيش بها.
من جانبها، أشارت مديرة مركز بناة الغد آمال خضير أكدت أن هذا الكتاب يرصد قصصًا واقعية مسّت قلوب الأطفال، وعبروا عنها، وعكسوها بطريقة آمنة تحمل الأمل والحياة والمستقبل الأفضل لهؤلاء الأطفال؛ لافتًا إلى أن “بيوت بلا أعمدة” حملة تُعرض في دول أوروبية وعربية من أجل نقل معاناة الطفل الفلسطيني، وإظهار مدى الوحشية التي يسببها الاحتلال في نفوس وقلوب سكان وأطفال قطاع غزة.
تجسيد واقع
هي نفس الأشياء بلون مختلف، تتعدد في الرؤى وتتنوع في التعبير، دونوا فيها ما أذاب مسافات الوجع وأثبتوا أن الريحان لا يمكن له أن يكظم عبيره، مهما ذبل كان لكل منهم طيفًا يتفرد به عن غيره، أرخ فيه ربيع زهرة قسمت ظهر صخرة بإرادتها، وأشاروا فيه إلى ظل مربوط بجبين الشمس يجدد البسمات مهما حدث.
الفتى المُبدع رياض القصاص أحد المشاركين في كتابة قصص الكتاب، يقول لمراسل “وكالة قدس نت للأنباء” : “لأول مرة أخطو هذه الخطوة، لم تكُن سهله، احتاجت منا وقت كبير للتدريب، والنزول للميدان للكتابة، والبحث عن القصص المميزة، ولعل أكثر ما كان يُشكل عُقدة خلال العمل هو كيفية صياغة وكتابة القصة، حتى ننقل الرسالة كما هي في الواقع”.
ويتابع القصاص “نجحنا في كتابة العديد من القصص، وساعدنا بها المُدرب والمشرفين، ووصلت في النهاية لأن توضع بكتاب واحد، يحمل خلاصة ما كتبناه، ونال إعجاب الجميع، الذي تهافتوا لأخذ نسخ منها موقع (بالصحفي الصغير، الشاعر الصغير)”.
أما بيان النجار، إحدى الفتيات اللواتي كان لهُنّ نصيب من القصص المميزة والبارزة في كتاب “بلا أعمدة”، فتقول : “تجربة مميزة أن نجد أطفال من سننا يكتبون عنا، غالبًا ما يريدون الكتابة هم الصحفيين الذي يكبروننا سنًا؛ لذلك كان جميلاً ومميزًا وربما من الفريد أن تمتزج إبداعاتنا ومواهبنا بمواهب أخرى في صفحة واحدة، وداخل طيات عمل إعلامي طفولي واحد”.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً