عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي  يدلي بحديث إزاء الاعتداء الأمريكي على السيادة الصينية

2022/08/03
Updated 2022/08/03 at 2:25 مساءً

بكين : أقدمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وبشكل مستفز على زيارة منطقة تايوان الصينية، متجاهلة الاحتجاج الشديد من قبل الصين. إن هذا التصرف يخالف مبدأ صين واحدة على نحو خطير، ويعتدي بشكل خبيث على سيادة الصين، ويمثل استفزازا سياسيا سافرا، أثار استياءا شديدا من الشعب الصيني، ومعارضة عامة في المجتمع الدولي. وذلك يثبت من جديد أنّ بعض الساسة الأمريكيين تحولوا إلى “صنّاع مشاكل” في العلاقات الصينية الأمريكية، وأنّ الولايات المتحدة أصبحت “أكبر مقوّض” للسلام الإقليمي في منطقة مضيق تايوان.

 

على الولايات المتحدة أن لا تتوهم القدرة على عرقلة توحيد الصين. تايوان هي جزء من الصين، وإن توحيد الصين الكامل هو اتجاه عام وضرورة تاريخية. لن نترك مجالا لقوى “استقلال تايوان” الانفصالية وتدخلات القوى الخارجية. ومن المحتم أن سعي الجانب الأمريكي للتغاضي عن “استقلال تايوان” ودعمه بأي طريقة كانت، محكوم عليه بالفشل، ولن يترك في التاريخ سوى السجلّ البشع والمتزايد من التدخلات الفجة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. إن قضية تايوان نشأت جرّاء ضعف الدولة واضطرابها في ذلك الوقت، ولا شكّ في أن ذلك سينتهي مع نهضة الأمة.

 

على الولايات المتحدة أن لا تتوهم إمكانية تقويض التنمية والنهضة في الصين. فقد وجدت الصين طريق التنمية السليم الذي يتفق مع خصائصها. وبفضل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، يسير الشعب الصيني البالغ تعداده مليارا وأربعمائة مليون نسمة باتجاه التحديثات ذات النمط الصيني بخطوات كبيرة. فنحن نضع تنمية الدولة والأمة على أساس قوتنا، ونرغب أيضا في التعايش السلمي والتنمية المشتركة مع دول العالم، لكننا لن نسمح لأية دولة بتقويض استقرار الصين وتنميتها. إن الاستفزازات وإثارة المشاكل فيما يخص قضية تايوان هي ضمن المحاولات لتأخير التنمية في الصين وتدمير نهضتها السلمية، لكن ذلك لن يجدي نفعا أبدا، ولن يترك سوى الفشل الذريع.

 

على الولايات المتحدة أن لا تتوهم اللعب على الورقة الجيوسياسية. فإن تحقيق السلام والاستقرار والتنمية والفوز المشترك هو المبتغى العام لدول المنطقة. أدخلت الولايات المتحدة قضية تايوان في الاستراتيجية الإقليمية من أجل تصعيد الوضع وإثارة الصراع، الأمر الذي يعاكس اتجاه تنمية المنطقة وتطلعات شعوب آسيا والباسفيك، وهو اتجاه أحمق وخطير للغاية. لقد أصبح مبدأ صين واحدة قاعدة في العلاقات الدولية، وجزءا من النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية. وما يجب على الولايات المتحدة فعله هو وقف انتهاك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة على الفور ووقف اللعب بـ “الورقة التايوانية” بهدف تقويض استقرار آسيا و الباسفيك.

 

على الولايات المتحدة أن لا تتوهم القدرة على الخلط بين الحق والباطل. صرحت الولايات المتحدة بأن الصين تعمل على تصعيد الوضع، لكن الحقيقة الأساسية هي أن الولايات المتحدة هي من بادرت باستفزاز الصين في قضية تايوان، والاعتداء على سيادة الصين وسلامة أراضيها. صرحت الولايات المتحدة بأن هناك سابقة لزيارة رئيس مجلس النواب لتايوان، لكن الحقيقة الأساسية هي أنه لا يمكن للأخطاء السابقة أن تكون مبررا لإعادة ارتكابها اليوم. وصرحت الولايات المتحدة أنه وفقا لمبدأ الفصل بين السلطات الثلاث، فإنه لا يمكن تقييد البرلمان، لكن القواعد الأساسية للعلاقات الدولية هي أنه على الولايات المتحدة أداء واجباتها الدولية، وخاصة فيما يتعلق بسلوك سياسييها البارزين، بأن لا يقوموا بارتكاب الأخطاء وإساءة السلوك. كما صرحت الولايات المتحدة بأن سعي الصين لتوحيد الوطن يشكل “تهديدا” على تايوان، لكن المنطق الأساسي هو أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، وأن قضية تايوان شأن داخلي صيني بحت. إن جميع تحركات الصين للحفاظ على سلامة أراضيها ومكافحة انقسام الدولة تتفق مع المنطق والقانون، وتمتلك جميع المبررات.

 

أريد أن أؤكد أن ضمانة السلام والاستقرار في مضيق تايوان هي مبدأ “صين واحدة” ، وأن “الحامي” الحقيقي للتعايش السلمي بين الصين والولايات المتحدة هو البيانات المشتركة الثلاثة. إن السعي إلى تحقيق “استقلال تايوان بالاعتماد على الولايات المتحدة” هو طريق مسدود، ومحاولة “احتواء الصين عن طريق تايوان” محكوم عليها بالفشل. فمع هدف الأمة المشترك في توحيد البلاد، يمتلك الشعب الصيني الجرأة على مواجهة أي تصرف غير عادل، والاستعداد للتغلب على أي شيطان معتد؛ ويتسم بالشجاعة على مجابهة أي تهديد، والتصميم للصمود أمام أي تحد؛ ويتصف بالعزم لبناء التآزر والتضامن والتضافر؛ ويتمتع بالقدرة على الدفاع عن سيادة البلاد وحفظ كرامة الأمة.

Share this Article