الخرطوم / بعد مرور عام على الحرب تعيش البلاد كارثة تلامس كل جوانب حياة الناس داخل السودان.
فمسألة الحياة أو الموت يحددها جنرالات الحرب وجنودهم.
وتضع تداعيات الحرب كل البلد في ظل مجاعة شاملة وتفشي لأمراض فتاكة قد تودي بحياة من نجا من الدانات المتساقطة والقنابل ووابل الرصاص وطلقات المسيرات المستوردة من تركيا و إيران والإمارات.
من نتائج الحرب وجود فراغ في قمة السلطة تملأه الآن سلطة الأمر الواقع من جبهة البرهان و مجموعته ومن خلفهم فلول نظام الإخوان و مابينهم من خلافات و تناقضات ومن الجبهة الأخرى آل دقلو و من يؤيدهم المهم أن سلطة الأمر الواقع بشقيها تعطي الطرفين سلطة مطلقة. سلطتين يتحكمان و يحكمان بلداً واحداً.
بعد عام من البؤس جراء الحرب عام من تعميق جراحات الأبرياء عبر النهب و الإعتقال والتعذيب والاغتصاب..
يحاول الطرفان اللعب على التناقضات الإقليمية والدولية معتمدين على التأييد العسكري والدبلوماسي للاستمرار في الحرب لتهدد وجود الوطن و الشعب.
في هذه الظروف الصعبة و الخطيرة ينعقد مؤتمر المانحين بباريس مع ترحيبنا بكل المبادرات التي ترمي إلى تخفيف معاناة شعبنا _ المؤتمر ينعقد بعد عام من الحرب _ عام من عدم الاهتمام أو عجز المجتمعين الدولي والإقليمي عن القيام بواجبهم في تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يجري في السودان . المهم أن نؤكد ونلفت نظر المنظمين للإستماع إلى صوت الملايين.
صوتهم الحقيقي عبر اختيار من يمثلهم وهذا يعني تلك القوى التي ثابرت عبر السنوات الدموية لنظام الاخوان المسلمين في النضال للإطاحة به ومن أجل الحرية والسلام والعدالة، إن المحاولات التي جرت و تجري لتزييف تمثيل شعبنا يعني الاستمرار في النهج المعادي لتطلعات شعبنا والوصول إلى قرارات لا تخدم أهداف و آمال غالبية السودانيين الذين يعيشون و يتشبثون بأرضهم ووطنهم رغم كل الصعاب وشلالات الدم المستمرة.
نؤكد أنه لايمكن حل الأزمة المستفحلة في بلادنا أو تخفيف معاناة شعبنا إلا بسماع صوت القوى الحية من داخل البلاد التي تناضل من أجل التغيير وبناء الجبهة الجماهيرية العريضة ذات القواعد الشعبية لوقف الحرب و هزيمة مخططات أعداء الشعب في الداخل والخارج وانتزاع سلطة الشعب كاملة والسير لاستكمال ثورة ديسمبر الشعبية.
فتحي الفضل
عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني
