في غزة… الهجرة حلم يسيطر على عقول الشباب

2014/09/07
Updated 2014/09/07 at 10:29 صباحًا

فهرس

غزة / يسعى الشاب عمر .ع (27 عاما) منذ ثلاثة أعوام للهجرة إلى دولة أجنبية لإيجاد فرصة عمل مناسبة وإعادة صياغة ظروف حياته بشكل مختلف يفتح له آفاق الأمل والتطور. وفقا لأقواله وأحلامه التي تحدث بها لـ “الحياة الجديدة“.
الشاب عمر وهو من سكان مدينة غزة, تخرج قبل خمس سنوات من الجامعة الإسلامية بغزة تخصص “علوم اجتماعية” يؤكد أن الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع والحصار المفروض منذ ثماني سنوات وسوء الإدارة الحكومية والتمييز الحزبي في التوظيف وانتشار المحسوبيات والواسطات ونقص رأس المال والانغلاق والانكفاء على الذات في الشريط الساحلي المحاصر أسباب من عشرات تدفعه للتفكير بشكل جدي للهجرة إلى دولة أخرى.
ويضيف لـ”الحياة الجديدة”: ” لقد قمت خلال السنوات الماضية بتعبئة كل طلبات الهجرة على الانترنت , فكنت أقضي عشرات الساعات في تصفح المواقع والبحث على محرك “جوجل” عن بصيص أمل يساعدني في الهجرة والخروج من غزة”, مؤكدا :” أن معظم المحاولات فشلت كون الشروط التي تفرضها بعض الدول صعبة التحقيق وتحتاج لمؤهلات خاصة إذا افترضنا انني سأهاجر بصورة قانونية“.
وأكد عمر أنه يفكر الآن في الهجرة بشكل غير قانوني بعد أن استنفد جميع محاولاته منوها إلى أن بعض المكاتب تطلب حوالي خمسة آلاف دولار لتأمين الهجرة والسفر لبلد أجنبي من خلال ما تسمى بطائرات “الترانزيت” والنزول في بلد أجنبي بشكل غير قانوني طالبا الهجرة الإنسانية أو اللجوء السياسي مؤكدا أن هناك طرقاً أخرى مثل التهرب عن طريق الحدود التركية إلى اليونان أو من شمال إفريقيا بواسطة البحر إلى إيطاليا“.
ورغم سيطرة فكرة الهجرة على عقول الكثير من الشباب في غزة إلا أن البعض يرفض هذه المحاولات ويؤكد تشبثه بوطنه رغم الظروف السيئة وسعيه لإحداث التغيير ولو بشكل شخصي مؤكدين على خطورة الهجرة غير القانونية على النفس والمال فقد يقع البعض ضحية “نصابين” أو يهلك خلال السفر غرقا في البحر أو عطشا في الصحراء.
وتظهر إحصائيات أوربية غير رسمية أن مئات المهاجرين غير الشرعيين قضوا خلال العام المنصرم غرقا على شواطئ شمال افريقيا خاصة الشواطئ المصرية والليبية والمغربية خلال محاولتهم السفر إلى دول أوروبا , مؤكدة أن من بين القتلى فلسطينيين فروا من سوريا ومن قطاع غزة .
سليم عبد السلام (40 عاما) وهو صاحب مكتب للسفريات والخدمات الجامعية في مدينة غزة أكد لـ “الحياة الجديدة” أن عشرات الشبان الغزيين قدموا إلى مكتبه للسؤال عن كيفية الهجرة إلى دولة أوروبية ودفع ما يريد من المال مشيرا إلى أن الظروف الصعبة في غزة هي من يدفع هؤلاء للتفكير في الهروب من فلسطين والبحث عن بديل لإعالة عائلاتهم وبناء مستقبل جيد لهم.
وأضاف عبد السلام : نحن مكتب سفريات نعمل فقط في خدمة الطلبة الراغبين في الالتحاق بالجامعات العربية والأجنبية ونحاول بعض الأوقات التنسيق مع بعض السفارات لاتمام أوراقهم مؤكدا أن الإقبال على السفر ازداد عقب الحرب العدوانية على غزة.
ويشير أحدث استطلاع للرأي نفذه المركز الفلسطيني للاستطلاع أن نسبة عالية من الجمهور الفلسطيني قيموا أوضاعهم الاقتصادية بالسيئة وأغلبية ما زالت قلقة من مواجهة عسكرية جديدة في القطاع المحاصر.
وفي سؤال تم توجيهه للمستطلعين “لو كان باب الهجرة مفتوحاً أمامك، هل تفكر في مغادرة غزة لبلاد أخرى في الوقت الحالي؟” أجاب (25.0%) بالإيجاب، (72.2%) بالنفي، (2.8%) أجابوا “لا أعرف“.

الحياة الجديدة

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً