في نابلس… ‘العطارة’ وأسرارها

2016/01/05
Updated 2016/01/05 at 10:43 صباحًا

index
نابلس – – وفا– شادي جرارعة -تعبق أزقة البلدة القديمة بمدينة نابلس بروائح الأعشاب المتنوعة من الزنجبيل والزعتر والزعفران والميريمة وجوز الطيب وغيرها المنبعثة من محلات العطارة، وتعج المنطقة بالحياة.
عبد الرحمن عرفات، في العقد الخامس من عمره، كان يجلس يتصفح كتابا في فنون العطارة والتداوي بالأعشاب، او الطب البديل كما يسميه البعض، أخذ ينقل بصره بين صفحات الكتاب والأوعية المنتشرة حوله على رفوف خاصة لها.
يطلب من ولده بأن يزن من بعض الأعشاب، ثم يعيد النظر لكتابه، لإعداد وصفات طبية من الأعشاب المحلية والمستوردة التي يحصل عليها من أماكن مختلفه من أنحاء العالم.
ويؤكد عرفات في حديث لـ’وفا’، أن مهنة العطارة في نابلس قديمة جدا، وتوارث هو مهنته عن أجيال حتى وصل الجيل السابع، منذ تأسيس محل العائلة في عام 1863.
يقول ‘المحل كان يبيع العطاره التي يتم جلبها من بلاد الهند وشرق آسيا وشمال افريقيا وحتى المناطق الاستوائية؛ بسبب سهولة التحرك في ذلك الوقت، ويبيع بعض الأعشاب الموجودة لدينا من فلسطين كالحنظل والحندقوق والنعنع البري، وفي بداية احتلال عام 1967 أصبحنا نستورد بعض الأعشاب التي من الضروري ان تكون موجودة داخل المحل’.
ويشير عرفات الى ان الاهتمام بالطب البديل أو التداوي بالأعشاب قل الاقبال عليه عندما ظهرت الأدوية الصناعية، مع ذلك لم يدم ذلك بسبب ظهور الأعراض الجانبية لهذه الأدوية وغلاء ثمنها، فغالبا ما يعود الناس الى التداوي بالأعشاب.
ويلفت النظر الى ضرورة الحذر من بعض أصناف الأعشاب عند استخدامها، فمنها الآمن وغير الآمن، وحتى ان بعض الأعشاب سام لا يتعامل معه الا خبراء الأعشاب فقط.
يقول عرفات ‘ان أغلب الأدوية الصناعية المنتشرة هي في الأصل أعشاب تم استخلاصها داخل المختبرات كالاسبرين، الذي كان يستخرج من شجرة الصفصاف، والذي كان يستعمل بكثرة من غير معرفة بكمية الاسبرين التي يتناولها المواطن؛ لكن عندما أصبح الاسبرين موجودا داخل الصيدليات أصبح يعرف مقدار ما يتم تناوله، لذلك الادوية بالصيدليات هي قياس واحد ومعروف مقدار الجرعة لكن الأعشاب يتم تناولها عشوائيا.
ويؤكد عرفات ‘فلسطين مليئة بالأعشاب والأشجار الطبية النادرة والجيدة، حيث يعتبر الزعرور من أهم هذه الأشجار التي تستخدم بشكل كبير لمرضى الضغط وفتح الشرايين وتنظيم نبضات القلب، لذلك من الجيد معرفة متى تستخدم العشبة’.
وفي دكانه يقدم عرفات النصائح الطبية للزبائن ويصف الدواء المناسب عن ظهر قلب، ويحفظ أعشابه المنتشره، لتكون مهنته العطارة، التي كان أول من مارسها الهنود والمصريون واليونانيون حسب الروايات.
‘إذا أردت ان تحافظ على الفائده من الاعشاب لا تقوم بغليها كثيراً حتى لا تفقد الزيوت الطائرة التي بداخلها فغليها كثيرا يفقدها فائدتها’ يقول عرفات.
يضيف عرفات ‘لا أقوم بصرف اي عشبة لأي شخص قبل زيارته الطبيب المختص ووجود وصفه طبية وخاصة للأمراض المزمنة كالقلب والضغط’.
ويشير إلى انه عند صرف الوصفة الطبية، يعطى المريض العشبة المناسبة، وذلك من خلال الخبرة المكتسبة من الأجداد، والمراجع والكتب المختصة بطب الأعشاب، وكل جديد منها من خلال الاشتراك بالمواقع العالمية.
يؤكد عرفات أن هناك العديد من الأخطاء الشائعة لدى المواطنين عند إستخدام الأعشاب؛ فمثلا المريض لا يعرف كم من الوقت عليه ان يبقى على تناول هذه العشبة مثل البابونج والزنجبيل، او ان يذهب أحد الأشخاص الى العطار ليأخذ عشبة عالجت أحد أصدقائه.
الأعشاب فصلية، هناك أعشاب للأمراض الشتوية كالزعتر ونبات ‘القراص’، فهي الآن بكثرة في الحقول، يقول عرفات الذي يضيف انه اصبحت لديه علامة تجارية خاصة على شكل العلم الفلسطيني، باللون الاخضر يكتب عليها أسم العشبة بالعربية ‘العامية’ واللون الأحمر الاسم باللغة الانجليزية، واللون الأسود الاسم اللاتيني والعلمي للعشبة، وعلى حواف العلامة التجارية توجد زخرفة الثوب الفلسطيني.
ــــــــــــــــ
/ا.ف

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً