ما هو البديل للولايات المتحدة؟ ..بقلم: جيروم سيغال

2017/12/17
Updated 2017/12/17 at 8:47 صباحًا


الآن بعد أن قامت إدارة ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يسود الإعتقاد بأن الولايات المتحدة فقدت آهليتها كوسيط قيادي في عملية السلام. لكن ما هو البديل؟ أعتقد أنه موجود، لكن أولا علينا تلخيص الوضع الفلسطيني الإستراتيجي، كما أراه:
١. في الحقيقة، لا يوجد أي بديل لحل الدولتين.
٢. لا توجد أي طريقة قد تكون ناجحة لفرضها على حكومة إسرائيل، فحكومة الولايات المتحدة فقط تمتلك القوة للقيام بذلك.
٣. لا توجد أي طريقة بأن توافق الحكومة اليمينية الإسرائيلية الراهنة على أي شيء يقبله الفلسطينيون كحد أدنى.
٤. الطريقة الوحيدة للمضي قدما تكون مع حكومة إسرائيلية جديدة.
٥. قام الفلسطينيون في الماضي بدور جوهري في التأثير على الخيارات التي قام بها الإسرائيليون عندما ذهبوا الى إستطلاعات الرأي. ففي الإنتفاضة الثانية في أيلول 2000 جرى تعبيد الطريق لأريئيل شارون ليصبح رئيسا للوزراء عام 2001. وفي المقابل، مهدت الإنتفاضة الأولى ومبادرة السلام العربية عام 1988، الطريق أمام المواجهات بين الرئيس جورج بوش الأب ورئيس الوزراء الإسرائيلي شامير وبعدها هزيمة شامير من قبل رابين عام 1992.
٦. يكمن المفتاح في تعزيز وتكرار إستراتيجية العام 1988، التي تتمثل في المقاومة اللاعنفية الشعبية المرتبطة بمبادرة سلام كبرى.
٧. إن أقوى مبادرات السلام التي قد تعرضها منظمة التحرير الفلسطينية أمام العالم، والمتطورة جدا تتمثل في إتفاق سلام ينهي النزاع ويضع حدا لكل المطالب المستقبلية. ويمكن أن تقول للشعب الإسرائيلي: “أعطونا حكومة تنضم إلينا في التوقيع على معاهدة السلام تلك.
٨. ومن المستحيل على منظمة التحرير الفلسطينية القيام بذلك، لأن أي تنازلات تقدمها لكسب التأييد الجارف للرأي العام الإسرائيلي، تشكل فقط نقطة البداية للمزيد من التنازلات، في حال كان هناك مفاوضات جديدة مع الحكومة الإسرائيلية.
٩. لذلك يتعين إيجاد طرف ثالث للقيام بذلك. وحينها يمكن لمنظمة التحرير الفلسطينية القول: “سنخضع ذلك لاستفتاء في حال قيام إسرائيل بنفس الشيء. أو سنجلس مع إسرائيل لستين يوما، إذا شكل ذلك قاعدة لأية مفاوضات.
١٠. لن تقوم الحكومة الاميركية بهذا الدور، لأنها منحازة جدا لوجهة النظر الإسرائيلية.
١١. يتعين إيجاد طريقة أخرى للقيام بذلك، والتي يمكنها تعزيز إتفاق سلام مقبول للشعب الفلسطيني، يتعامل معه الشعب الإسرائيلي بشكل جدي.
١٢. هناك احتمالية واحدة جيدة، قامت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 عندما أصدرت القرار 181 الخاص بالتقسيم، حيث شكل ذلك خطة مفصلة لإقامة دولتين. وحددت الحدود بين الدولتين إضافة الى إقامة النظام الدولي للقدس.
١٣. إذا قررت منظمة التحرير الفلسطينية المضي في هذا الإتجاه، فلا يجدر بها أخذ زمام القيادة، إنما عليها التوجه الى الدول الأوروبية لتطوير معاهدة شاملة لإنهاء الصراع.
١٤. الشروط المرجعية المحددة لهذه المفوضية يجب أن تكون المبادرة العربية للسلام التي تعود للعام 2002.
١٥. ثانيا، يتعين توجيه هذه المفوضية لتطوير الإتفاق الذي من المرجح أن يحظى بتأييد استطلاعات الرأي في إسرائيل وأوساط الشعب الفلسطيني.
١٦. ولحظة إنهاء المفوضية لأعمالها، سترفع مسودة المعاهدة الى الجمعية العامة. فإذا قالت منظمة التحرير الفلسطينية “نعم” للمعاهدة، بينما قالت الحكومة الإسرائيلية “لا”، فحينها سيتاح المجال لحملة شعبية غير عنيفة.
١٧. في هكذا إطار، ستحظى حملة إنهاء الصراع على قاعدة خطة الأمم المتحدة بتأييد الشعوب في أرجاء العالم وبضمنها الولايات المتحدة وإسرائيل.
18. ومع الوقت، سيتصاعد ذلك ويؤدي الى حكومة جديدة في إسرائيل.
أعتقد أن هذا هو الطريق للمضي قدما.
* جيروم سيغال: باحث في جامعة ماريلاند ومؤلف “إقامة الدولة الفلسطينية: إستراتيجية للسلام.” وأنهى مؤخرا مسودة كتابه الثاني “غصن الزيتون.. إعلان الإستقلال الفلسطيني واستراتيجية صنع السلام أحادي الجانب”.
عن صحيفة القدس

Share this Article