مجزرة مخيم رفح.. تدمير منازل على رؤوس ساكنيها

2022/08/07
Updated 2022/08/07 at 8:25 صباحًا

كتب محمد الجمل:شهد مخيم الشعوت المكتظ بالسكان، غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، الليلة الماضية، مذبحة بشعة، سقط خلالها عشرات الشهداء والجرحى جلهم من الأطفال.
وفيما كان جل أبناء المخيم يحتمون داخل منازلهم علها تقيهم من الغارات التي لم تتوقف، أسقطت الطائرات خمسة صواريخ بصورة مباغتة على منزلين تعود ملكيتهما لعائلتي المدلل وحسونة.
وقد انقلب حال المخيم رأساً على عقب في ثوانٍ معدودة، إذ دُمرت أربعة بيوت متلاصقة على رؤوس ساكنيها، وتضررت عشرات المنازل المجاورة، وعلا صراخ الجرحى المذعورين، وتهافت الجيران المصدومين لمعرفة ماذا حدث.
للوهلة الأولى لم يُشاهد أحد شيئاً، فالمخيم ضيق، والمنازل متلاصقة، والشوارع بالكاد تتسع لسير شخص واحد، كما أن انقطاع التيار الكهربائي لم يمكن المواطنين من رؤية شيء، وما هي الا دقائق حتى وصلت سيارات الإسعاف والدفاع المدني، وأنارت المنطقة، وبدأ المشهد المروع يتضح شيئاً فشيئاً، فالمنازل تحولت إلى أكوام من الركام، ومعظم الجرحى دُفنوا تحت الأنقاض.
تباعاً بدأت سيارات الإسعاف تنقل المصابين الى مستشفى ابو يوسف النجار، حيث زاد عددهم على 40 مصاباً، معظمهم من الأطفال، وسط وجود العديد من الحالات الحرجة.
وقال الشاب مصطفى خالد (28 عاماً)، من سكان المخيم، إنه جرى نقل عشرات المصابين من داخل المنازل، معظمهم من الأطفال والنساء، وبعض المصابين جرى انتشالهم من بيوت بعيدة عن موقع القصف، فتهالك البيوت، وضعف بنائها جعلها تسقط من قوة الانفجارات.
وبين أن أعمال البحث عن الأنقاض تواصلت، وواجه المنقذون صعوبات كبيرة، بسبب ضيق المخيم، وصعوبة دخول الآليات، اضافة لحجم الدمار الكبير، وشدة الظلام جراء انقطاع الكهرباء.
وتجمع مئات المواطنين الغاضبين في محيط المنازل المقصوفة، وسط تواتر الأنباء عن وجود مفقودين تحت الركام، وسادت حالة من الغضب العارمة أبناء المخيم.
وخلال لحظات اكتظ قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار الصغيرة، حيث أُجبر الأطباء والممرضون على اسعاف وعلاج بعض الجرحى في خيمة أقيمت في ساحة المستشفى، وجرى تحويل عدد من المصابين الى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج.
وقال الصحافي حاتم عمر، إن الوضع في المستشفى كان صعباً للغاية، فبينما كان المستشفى خالياً، فجأة وصلت عشرات الإصابات، إضافة لعدد من الشهداء، وسادت حالة من الارتباك لبعض الوقت.
وبين أنه رغم صعوبة الموقف وقلة الإمكانات استطاع الطاقم الطبي التعامل مع كل الحالات، وتحويل المصابين بوضع حرج لمشافٍ أخرى.

Share this Article