هل هدف أميركا تدمير “داعش”؟ مبعوث أوباما لا يوافق

2015/01/11
Updated 2015/01/11 at 12:41 مساءً

فهرس

بينما يتحدث الرئيس أوباما عن تدمير “الدولة الإسلامية”، يقول المبعوث الأميركي الخاص جون ألِن لصحيفة ألمانية أن “هزيمة، وتفكيك وتجريد الدولة الإسلامية سوف تفضي في النهاية إلى تدمير الفكرة”
تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن الجيش الأميركي سوف “يدمر” تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكن الجنرال المتقاعد جون ألِن، الذي تم تعيينه مبعوثاً خاصاً لواشنطن حول هذه المسألة، يقول أن كلمة “تدمير” ربما تكون طموحة قليلاً على أي حال، وأنها لا تعبر تماماً عما قصده الرئيس.
في مقابلة له مع مجلة “ديرشبيغل” الإخبارية الألمانية، يقول السيد ألِن، المسؤول عن مهمة بناء تحالف عالمي مناهض للدولة الإسلامية: “لا أعتقد أن الرئيس قد قصد معنى “إبادة” تنظيم الدولة الإسلامية. ذلك أبعد بكثير من تفكيرنا في هذا الصدد”.
في التفسير، تقول جسيكا لويس، مديرة الأبحاث في معهد دراسات الحرب والضابط السابق في الاستخبارات الأميركية، والتي كانت قد خدمت في العراق وأفغانستان، أن مفهوم “التدمير” في الحقيقة هو مصطلح عسكري “خاص جداً”، وهو “مهمة تكتيكية، والتي تهدف إلى جعل قدرة العدو القتالية غير فعالة”. وبعبارة أخرى، كما تقول السيدة لويس، “إنه يعني إلحاق الضرر بالعدو بشكل كبير حتى لا يعود قادراً على أداء وظيفته الأساسية”.
هناك مصطلحات عسكرية أخرى يستخدمها واضعو الاستراتيجيات في وزارة الدفاع الأميركية –والتي تتضمن “إضعاف” و”تفكيك” على سبيل المثال- وتعرض احتمالات أقل طموحاً من مصطلح “تدمير”.
مع ذلك، بدا السيد أوباما وأنه يؤكد على أن نيته هي القضاء على المجموعة مؤخراً في الشهر الماضي، بينما كان يتحدث إلى المئات من الجنود في قاعدة “فورت ديكس” في نيوجيرسي. وقال للجنود: “لا يخالطنكم أي شك. إن تحالفنا لن يقوم فقط بإضعاف المنظمة الإرهابية البربرية. إننا سنقوم بتدميرها”.
ولكن، إذا كانت الولايات المتحدة في حالة حرب مع “الدولة الإسلامية”، ألا يكون “تدمير” المجموعة الإرهابية في هذه الحالة هو الهدف المنطقي؟ ولماذا تهدف الولايات المتحدة إلى أي شيء أقل من ذلك؟
يعرض جون ألِن أفكاره الخاصة حول الأسباب التي تجعله يعتقد بأن هدف “تدمير” الدولة الإسلامية ربما لا يكون الأخيار الأمثل. ويقول للمجلة الألمانية بهذا الخصوص: “تتطلب الإبادة قدراً كبيراً من الاستثمار، والموارد والوقت. إن إلحاق الهزيمة وإضعاف” الدولة الإسلامية سوف يؤدي “في نهاية المطاف إلى تدمير الفكرة”. وقال أن تدمير “فكرة” الدولة الإسلامية “هو هدف بعيد المدى”.
وإذن، ما هو الفرق بين هذا وبين تدمير المنظمة نفسها؟ يقول ألِن في الإجابة: “إننا سنستطيع أن ندمر الدولة الإسلامية فقط عندما ندمر الجاذبية التي تتمتع بها علامتها التجارية نفسها. إنك عندما تتمكن من هزيمة الفكرة، فإنك تكون عندئذ قد دمرت المنظمة”.
يتضمن ذلك الحاجة “ليس فقط إلى فضح وتعرية (الدولة الإسلامية) بحقيقة الظلام الذي هي عليه، وإنما أيضاً بالاحتفاء بالقيم في داخل البلدان التي تساعد في إلحاق الهزيمة بجاذبية الدولة الإسلامية”، كما يقول ألِن. ويضيف: “إننا نريد أن نبني قدرة في دول المنطقة والتحالف من أجل تقليص جاذبية المجموعة التي تعتمد عليها في التجنيد”.
في الوقت الحالي، تتكون “الدولة الإسلامية” من ثلاثة أجزاء رئيسية، كما تقول لويس: خلافة تسيطر على مناطق مادية في داخل العراق وسورية؛ وجيش “يتصرف مثل جيش رسمي في حرب برية”؛ وقواتها الخاصة التي يمكن أن تعود إلى “أنماط أقل رسمية من أعمال الحرب”، في حال تم تدمير جيش الدولة الإسلامية.
وتضيف لويس أن تعريف “ما هو الشيء الذي نقوم بتدميره هو سؤال مهم جداً. إن مهمة “التدمير” هي في الحقيقة مهمة هائلة”.

آن مولراين – (كرستيان سينس مونيتور)

 ترجمة: علاء الدين أبو زينة– الغد الاردنية

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً