يطرح خلال لقاء ترامب نتنياهو دفع المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية مع استمرار الاستيطان

2017/05/22
Updated 2017/05/22 at 9:20 صباحًا


رام الله- وكالة قدس نت للأنباء /تنعدم أي آفاق مستقبلية لإعادة عجلة المفاوضات المباشرة الفلسطينية-الإسرائيلية، في ظل التصريحات التي تطلق قبيل وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الاراضي الفلسطينية وإسرائيل، حول استمرار البناء الاستيطاني وعدم الضغط على حكومة الاحتلال لتقديم اى تنازلات من شانها أن تصب في صالح عملية السلام.

وتأتى هذه التصريحات في ظل الأنباء التي تتحدث عن ثلاثة محاور سيطرحها ترامب خلال لقائه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يوم الاثنين وكذلك يوم الثلاثاء على الرئيس محمود عباس في بيت لحم ، خاصة أن ترامب حدد 3 قضايا للبحث خلال زيارته المرتقبة،وهي تعزيز العلاقات الثنائية الإسرائيلية الأمريكية، والعمل ضد التهديدات المشتركة، وبحث سبل دفع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

فما هي المواقف التي يمكن للقيادة الفلسطينية أن تراهن عليها في ظل ما يطرحه ترامب ؟ الكاتب و المحلل السياسي الدكتور فهمي شراب قال لـ” وكالة قدس نت للأنباء”، :” منذ مجيء الرئيس الأمريكي ترامب للحكم أعطى مؤشر غير ايجابي للسلطة الفلسطينية وخاصة بإطلاقه تصريحات مثل انه سينقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس وسوف يوقف المساعدات السنوية وسوف يتخذ إجراءات قاسية ضد فلسطين ، كل ذلك جعل السلطة تعيد حساباتها وهي مرتبكة وتخفض من سقف مطالبها السابقة بما يضمن استمرار بقائها ومدها بالدعم التقليدي الذي يبقيها في الحكم لذا فهي ترضى الآن بالتفاوض بدون التمسك بالشروط السابقة”.

وفي معرض رده على سؤال حول الجدوى من إعادة عملية السلام مع مواصلة الاستيطان أوضح شراب، أن الولايات المتحدة لن تقف عائق أمام سياسة بناء الاستيطاني ، ونجد أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب اعترض على القرار التي تم تمريره قبيل خروج باراك اوباما من البيت الأبيض بشأن الاستيطان.، بمعنى أن ترامب عمل على تفريغه من مضمونه كما توقعنا عند اتخاذ القرار الذي هللوا له كثيرا واعتبروه انجازا كبيرا.”

وأضاف شراب، أن “استمرار الاحتلال والاستيطان وعدم الحل السياسي هو السبب الحقيقي لعدم الاستقرار بالمنطقة والتضييق الدولي على السلطة الفلسطينية يعد شكلاً من أشكال مقدمات الحلول السياسية التي تسعى الولايات المتحدة لفرضها؛ لكي تضمن الحكومة الإسرائيلية تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والإستراتيجية ، خاصة ان هناك بدائل وحلول تشكلت لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائمة على مفهوم الصفقات التي يعتبر الأمن الإسرائيلي الركيزة الأولى لها .”

إسرائيل غير مطالبة بتنازلات

يذكر ان السفير الأمريكي الجديد في تل أبيب ديفيد فريدمان كان قد كشف النقاب عن أن الرئيس دونالد ترمب الذي يدعو لـ”صفقة العصر” لا يملك أي خطة لتحقيقها.

ونفى فريدمان في مقابلة مع صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية أمس أن “تكون إسرائيل مطالبة بتقديم أي تنازلات” من أجل إنجاز تسوية الصراع.

وطمأن فريدمان الإسرائيليين-بحسب ترجمة نشرها موقع “عربي 21”- قائلا إنه “ليس في حكم الوارد لدى إدارة ترامب ممارسة ضغط على إسرائيل لإجبارها على اتخاذ أي مواقف يمكن أن تشوش على مخططاتها الاستيطانية”.وأضاف “لم يحدث أن طالبنا إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات ولا يوجد طلب أمريكي من إسرائيل بهذا الخصوص”.

وكان ترامب استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض منتصف فبراير/شباط الماضي، فيما استقبل الرئيس الفلسطيني أبو مازن في البيت الأبيض يوم 3 مايو الجاري.

ترتيب لقاء ثلاثي

والسؤال المطروح إلى أي مفاوضات يمكن أن يذهب الجميع في ظل التعنت والتعقيدات الإسرائيلية ورفضها وقف الاستيطان، وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه ترامب في المنطقة من خلال الزيارة وما بعدها، وهل بمقدوره أن يجمع بين نتنياهو والرئيس عباس للجلوس على طاولة واحدة في المرحلة المقبلة.

الكاتب و المحلل السياسي الدكتور هاني العقاد قال لـ”وكالة قدس نت للأنباء”:” الذي بات مؤكدا أن المرحلة القادمة بعد زيارة ترامب إلى المنطقة هو ترتيب اللقاء الثلاثي بين أبو مازن نتنياهو في حضرة ترامب لبدء خطة أمريكية عملية في الاتجاه التطبيقي لخطة ترامب للسلام , فلا اعتقد أن أي مفاوضات حقيقية يمكن أن تنطلق قبل هذا اللقاء وقد يتم تحديد موعد هذا اللقاء في المؤتمر الصحفي للرئيس ترامب بإسرائيل أو بعد أيام قليلة من الزيارة ولا اعتقد أن يتم هذا اللقاء دون ترتيب أمريكي كبير لكل الأوراق على اعتبار أن هذا اللقاء يمثل الإعلان عن بدء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ويزيل الأكوام الجليدية في طريق التوصل إلى مفاوضات حقيقية وايجابية برعاية أمريكية وغطاء عربي.”

وفي معرض رده على استمرار البناء الإستيطانى من قبل إسرائيل و آثاره على مهمة ترامب ذكر العقاد، بأن”واشنطن تدرك أن الاستيطان الإسرائيلي بات عائقا كبيرا أمام المفاوضات أو اى لقاءات يمكن أن تجمع الرئيس محمود عباس بنتياهو ، لذلك فان المهمة الكبرى لترامب في تل أبيب هو إقناع نتنياهو بوقف كامل للاستيطان وعدم الإعلان عن أي مستوطنات جديدة وهذا لن يكون بالمجان بالطبع .”

جمع الأطراف على طاولة واحدة

وأشار العقاد إلى أن تعقيدات العملية السياسية في جمع الأطراف على طاولة واحدة في حضرة ترامب “ولن تكون هذه التعقيدات التوصل مع الطرفين للبدء بعملية سلمية كبيرة بل كل التعقيدات المتوقعة في المفاوضات القادمة لذا فان واشنطن قد تفشل في إنهاء المفاوضات باتفاق تاريخي إذا زاد الضغط على الفلسطينيين وحدهم وإذا كانت الحلول مؤقتة دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الطويل لأراضي الضفة الغربية.”

مواصلا حديثه، “كل التعقيدات ستكون حول استقلالية الدولة الفلسطينية وعاصمتها والكتل الاستيطانية الجديدة وقومية دولة اليهود واللاجئين الفلسطينيين وعودتهم والعرب الفلسطينيين في فلسطين التاريخية وبقائهم وتمتعهم بحقوقهم السياسية في دولة اسرائيل , كل هذا بتقديري يحتاج الى دور مضاعف من الامريكان بل ودور حيادي يبني على اساس العدل بين الطرفين للتوصل الى حلول لكل تلك القضايا وعدم ترحيل اي منها الى مراحل ما بعد قيام الدولة الفلسطينية لان ذلك من شأنه ان يبقي التوتر والصراع كما هو وإن اطفأت الادارة الامريكية لهب هذا الصراع ببعض الحلول المؤقتة لأنها لن ترضي الفلسطينيين باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية .”

وقبيل وصوله الى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل المساهمة في تحقيق السلام.

وأضاف ترامب، في كلمته امام القمة الإسلامية الأميركية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض إنه “حضر ليقدم رسالة الصداقة والأمل والسلام، ولهذا السبب اخترت أن تكون زيارتي الخارجية الأولى رحلة إلى قلب العالم الإسلامي وإلى الأمة التي تخدم الحرمين الشريفين، وقد تعهدت لشعبي بأن أعزز أقدم صداقات الولايات المتحدة وأن أبني شراكات جديدة لتحقيق السلام.”

وقال إن “رؤيتنا هي رؤية السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة وفي كل أنحاء العالم وهدفنا هو تحالف أممي للقضاء على التطرف وتوفير مستقبل واعد لأطفالنا فيه الاحترام.”

وتحدث ترامب بإسهاب عن مخاطر الإرهاب وتأثيره على المجتمعات، وضرورة توحد الجميع للتصدي له وتجفيف مصادر تمويله، بهدف تحقيق الازدهار والسلام والأمن لشعوب المنطقة والعالم. وقال إنه “يجب محاسبة المنظمات الإرهابية ومن بينها داعش وحزب الله والقاعدة وحماس.”

ورفضت حركة “حماس” تصريحات الرئيس الأمريكي التي وصف فيها الحركة بالإرهاب معتبرة ذلك “انحيازا للاحتلال” ومؤكدة أنها حركة تحرر وطني تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم “حماس” عبر صفحته على “فيسبوك” “إن هذه التصريحات مرفوضة وتشويه لسمعة مقاومة شعبنا وتحريض عليه وانحياز كامل للاحتلال الصهيوني”.

وأضاف أن “حماس حركة تحرر وطني تدافع بشكل مشروع عن حقوق الشعب الفلسطيني والإرهاب هو الكيان الصهيوني الذي يمارس القتل الجماعي بحق أبناء شعبنا وبدعم وبغطاء أمريكي رسمي”.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً