بمناسبة الذكرى 37 للانطلاقة
يا جماهير شعبنا البطل،،،،
في هذه الأيام وأنتم تنتقلون بين سجون كبيرة وحدود حصارات صغيرة يحاول الاحتلال الإسرائيلي البغيض فرضها عليكم, تطل علينا ذكرى وطنية مجيدة ، إنها الذكرى السابعة والثلاثون لانطلاق جبهة النضال الشعبي الفلسطيني والتي شكلت منذ بداياتها رافدا من روافد منظمة التحرير الفلسطينية، وتعبير مستمر ومتصاعد لنضال شعبنا بكافة شرائحه وطبقاته وقواه السياسية ، صانع معجزة البقاء في وجه التجاهل المطلق لحقوقه عبر العقود الماضية ، ومؤكدا حقيقة أن النصر آت وان طال الزمان وكبرت التضحيات.
يا ابناء شعبنا البواسل،،،،
تأتي ذكرى الانطلاقة وشعبنا الفلسطيني ما زال صامدا ومستمرا بانتفاضته ، ويخوض معارك الدفاع عن أرضه ووطنه في مواجهة غطرسة سياسة الإرهابي شارون وأركان حكومته اليمينية العنصرية والمتطرفة ، والقائمة على القتل والتدمير وتقطيع أوصال الوطن والتجويع ،ومصادرة المزيد من الأراضي وتوسيع الاستيطان وتهويد مدينة القدس قلب فلسطين النابض والعاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة.
ياجماهير شعبنا المناضل :-
إن الانتصار التاريخي الذي تحقق بالقرار الذي صدر عن محكمة العدل الدولية، هو تأكيد لحقوق شعبنا في أراضيه المحتلة وفي مقدمتها مدينة القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة ، ورفض لكل الإجراءات التعسفية أحادية الجانب بتقسيم أرضنا ونهبها وضمها تحت ذرائع الأمن المزعومة ، إننا دعونا ومازلنا ندعوا المجتمع الدولي صاحب المبادرة إلى التدخل الجدي والفعال لضمان التطبيق الأمين والنزيه لقرار المحكمة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن 424 ، 338، 1397، وقرار 194 وبرقابة فعالة على الأرض من خلال مراقبين دوليين وعبر جداول زمنية متفق عليها . ولتحديد من يقوم بخرق الاتفاقيات الموقعة وممارسة العقوبات عليه وعدم التعاطي مع إسرائيل كدولة فوق القانون الدولي، وفقا لسياسة المعايير المزدوجة التي تطبقها الإدارة الأمريكية في قضايا الصراع في المنطقة .
يا جماهير شعبنا البطل ،،،،
في الوقت الذي تتفاعل فيه الأحداث بكل تطوراتها فإننا ندعوا كافة القوى الوطنية والإسلامية إلى ضرورة الحيطة والحذر وعدم الانزلاق وراء المآرب الإسرائيلية بخطة شارون للفصل الأحادي الجانب والهادفة لخلق اطر إدارية
بديلة عن السلطة الوطنية الفلسطينية ذات الصفة التمثيلية والمنتخبة من شعبنا. كما وإننا ندين أي محاولات لتسويق هذه الخطة فلسطينيا بدعوى التعامل مع الأمر الواقع بما فيها الدعوات التي تصدر عن البعض بإقامة إدارة ذاتية لقطاع غزة لأنها تتساوق بشكل مباشر مع مخطط التفتيت لشعبنا وأرضنا وأطره التمثيلية الشرعية . كما وان الجبهة تدعوا بكل حرص ومسؤولية للعمل على الحفاظ على الانتفاضة وتطوير أشكال المقاومة الشعبية بما يخدم أهداف شعبنا الوطنية والعادلة وتعزيز الوحدة الوطنية على أساس برنامج كفاحي ووطني, و مواصلة وتعميق الإصلاحات في إطار مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية, فالمرحلة الراهنة تتطلب مزيد من الشفافية والمحاسبة وإقرار القوانين التي من شأنها صيانة الحريات العامة والأساسية , وضمان التعددية السياسية والحفاظ على مرجعية القرار والسلطة الواحدة. والعمل على فصل السلطات الثلاث بإطار متكامل , وان يقترن برنامج الحكومة الفلسطينية الإصلاحي بالأفعال وليس بالأقوال التي ثبت لغاية ألان أنها لم تستطع أن تقدم حلولا لقضايا كانت ومازالت في متناول يدها وفي مقدمتها ملف الإصلاح الداخلي وتكريس سيادة القانون وضمان الأمن الداخلي للمواطنين ، هذا علاوة عن الإخفاق في معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة لغالبية الشعب الفلسطيني .
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نرى بان تشكيل الحكومات الفلسطينية لا يعتبر الحل الناجع لمعالجة قضايانا الداخلية ارتباطا بالأزمات المتلاحقة التي رافقت قيام هذه الحكومة منذ تشكلها,بقدر ما بات مطلوبا الإسراع التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية على أساس قانون انتخابات عصري وديمقراطي يعزز التعددية السياسية, ويفعل حياتنا الداخلية، ويعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني وفق معايير وأسس وطنية ديمقراطية تخدم أهداف شعبنا بالعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
إن الجبهة في انطلاقتها السابعة والثلاثون توجه التحية إلى شهدائنا الأبرار والى أسرانا البواسل أسرى الحرية والاستقلال ، وتتوجه للجماهير شعبنا المعطاء بالتحية والتقدير لكافة التضحيات التي تقدمها في مواجهة الحصار ومقاومة جدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني ، وتعاهد جماهيرنا وشعبنا على المضي في درب النضال حتى تحقيق كافة أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية للأسرى
والشفاء العاجل لجرحانا البواسل
وعاشت ذكرى الانطلاقة
اللجنة المركزية
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
فلسطين 15/7/2004