بعد هزيمة حزيران عام 1967، وجد شعب فلسطين نفسه داخل الأرض المحتلة وجها لوجه مع عدوه وعلى ارضه ، وكان من الطبيعي أن يهب لمقاومة الاحتلال رغم هول الهزيمة وملابساتها المريرة ،لقد أسفرت هزيمة حزيران عن احتلال إسرائيلي لما تبقى من فلسطين بحدودها الانتدابي عام 1948، وكانت بمثابة إعلان صريح عن عجز البرامج السياسية والعسكرية للأنظمة العربية التي غيبت الدور الفاعل للشعب الفلسطيني، وتصدت لمعالجة القضية الفلسطينية منذ عام 1948، ورغم الآثار المأساوية المدمرة للهزيمة إلا أنها أطلقت حيوية شعبيه نادرة المثال تمثلت في المقاومة المسلحة وفي التفاف الفلسطينيين في الوطن والشتات حول المنظمات الفدائية التي تمكنت من تثوير منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة هيكلتها الجديدة وصولا إلى انتزاع حقها في قيادة الشعب الفلسطيني باعتبارها ممثله الشرعي والوحيد في المحافل العربية والدولية .
وجاءت انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني مواكبة لتلك الحيوية الشعبية التي أطلقت من عقالها كانت إحدى تجلياتها السياسية والتنظيمية. عندما انبثقت من قلب فلسطين ومن مدينة القدس في الخامس عشر من تموز 1967، ومن أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف طبقاته وفئاته الاجتماعية الذين تحملوا كل أنواع الاضطهاد وكبت الحريات، وممن شاركوا في مسيرته النضالية خلال سنوات عديدة ليعبروا من خلال تنظيمهم عن إرادة شعبنا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والثورة على الظلم والاغتصاب ولتحقيق آمال شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. والجبهة منذ انطلاقتها خاضت إلى جانب فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية في الوطن والشتات جميع معارك تجسيد الكيانية السياسية والدفاع عن الثورة والشعب وأسهمت بجهودها المخلصة في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال المشاركة في الصيغ الوحدوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والدفاع عن وحدة الثورة والشعب، وتابعت الجبهة تحمل مسؤولياتها الكفاحية من خلال مشاركتها في السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها تجسيدا للكيانيه الوطنية على الأرض الفلسطينية وخطوة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية دولة الشعب الفلسطيني أينما تواجد .