جبهة النضال الشعبي الفلسطيني هي حزب وطني ديمقراطي. تناضل مع مختلف فصائل
الحركة الوطنية الفلسطينية في الوطن والشتات من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره بنفسه وممارسة سيادته على أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
ترى الجبهة استنادا إلى الخبرات التي أفرزها الصراع العربي والفلسطيني الإسرائيلي على مدار قرابة قرن من الزمن، وإدراكا منها لطبيعة موازين القوى الإقليمية والدولية التي شهدت تحولات جذريه في السنوات القليلة الماضية إن الأهداف التي تصدت الحركة الوطنية الفلسطينية لإنجازها منذ وعد بلفور والمتمثلة في تحقيق الكيانية الفلسطينية وتحرير فلسطين من الغزوة الصهيونية الاستيطانية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ستبقى في الوقت الحاضر والمستقبل كما كانت في الماضي النبراس الهادي للوطنيين الفلسطينيين في كفاحهم، والبوصلة التي ترشد خطاهم في المنعطفات الاضطرارية لتمكينهم من عدم الخلط بين الأهداف المرحلية المشروعة والأهداف التاريخية الشرعية أو وضع إحداها في حالة تناقض مع الأخرى .
وإدراكا من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني لطبيعة المرحلة الراهنة باعتبارها مرحلة تتداخل فيها مهمات التحرر الوطني مع مهمات التحرر الاجتماعي، وترسيخ أسس البناء الديمقراطي للمؤسسات الوطنية، وصولا إلى إقامة المجتمع المدني الفلسطيني، فإن غالبية الشعب الفلسطيني، تصطف خلف شعار، دحر الاحتلال وإنجاز الاستقلال الوطني،وتحقيق العودة وتقرير المصير، وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .
تناضل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني من أجل تعميق شكل ومضمون الوحدة الوطنية الفلسطينية، على أسس جبهوية ديمقراطية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وتدعوا إلى تفعيل مؤسساتها وأطرها على أسس ديمقراطيةحقيقية، اخل الوطن وخارجه، باعتبارها القيادة السياسية العليا لشعبنا في كافة أماكن تواجده حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة .
كذلك ترى الجبهة أن القوى الديمقراطية الفلسطينية مدعوه لبذل جهودها وفتح باب الحوار لتتمكن من إرساء دعائم وحدة حقيقية وفاعله في إطار تجمع ديمقراطي فلسطيني على ارضية الانفتاح والتعددية الفكرية والتجديد الديمقراطي والمراجعة النقدية الشاملة .
إن بناء البديل الديمقراطي، نهجا وبرنامجا يعيد التوازن إلى الحياة السياسية الفلسطينية،
والمجتمع الفلسطيني. ويعبر عن مصالح أوسع فئات الشعب الفلسطيني،ويشق الطريق لإنجاز الحقوق الوطنية لشعبنا، وصيانة وتعميق وحدته الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والدفاع عن مكتسباته وحقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إن قيام السلطة الوطنية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، شكل خطوة نوعية جديدة في مسار القضية الفلسطينية، باعتبار أن السلطة هي مرحلة انتقالية تمهد الطريق لبناء دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس.
أما بالنسبة للدولة الفلسطينية المستقلة فان جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ترى أن الصيغة السياسية المنسجمة مع التجربة الكفاحية للحركة الوطنية الفلسطينية والتي تستجيب لطموحات الشعب الفلسطيني هي قيام نظام برلماني حر يقوم على التعددية السياسيةوالحزبية وانتقال السلطة والتداول عليها بشكل سلمي وديمقراطي ومع مبدأ الفصل ما بين السلطات الثلاث التشريعيه، والقضائيه، والتنفيذية وضمان حقوق جميع المواطنين التي يكفلها الدستور بما فيها حرية التعبير والتجمع والتنظيم السياسي والنقابي بصرف النظر عن العرق أو الجنس أو الدين والعمل على إقامة مجتمع فلسطيني تسوده مبادئ العدالة والمساواة، على أسس اشتراكية ديمقراطية منسجمة مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي، والحضاري التاريخي الموروث لشعبنا.
تسترشد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، في تحليلها للواقع الملموس بالمنهج الجدلي والعلمي ومن الاتجاهات الفكرية العقلانية في الحضارة العربية الإسلامية، والفكر الإنساني، مع التأكيد على أن الموروث الثقافي العربي الإسلامي يشكل إطارا مرجعيا للهوية الثقافية للشعب العربي الفلسطيني، ويسمح بتعميق النـزعات الفكرية الداعية لسيادة مبدأ العقل والعقلانية وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
تقيم جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تنظيمها وبنائها الداخلي على أساس الديمقراطية التي تحكم وتنظم علاقاتها الداخلية مما يتيح المجال للمبادرة والإبداع ولتعددية الآراء وحرية
النقاش والتعبير عن الرأي والانتقاد في الأطر والهيئات التنظيمية الداخلية. كما ترى أن احتكام الأغلبية والأقلية إلى البرنامج السياسي والنظام الداخلي، وقرارات المؤتمر العام والهيئات المركزية يشكل ضمان لتحقيق الحيوية التنظيمية وتفادي الخلل في علاقاتها الداخلية ومع الجماهير، وذلك استنادا إلى الاقتراع الديمقراطي الحر. والسماح للأقلية بالتعبير عن رأيها وممارسة النقد والنقد الذاتي .
وانطلاقا من حقيقة العلاقة الجدلية بين البعدين الوطني والقومي للقضية الفلسطينية، فإن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تؤمن بضرورة إعادة النظر في العلاقة بين فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية وحركة التحرر الوطني العربية لاستخلاص الدروس الكفاحية وتفادي أخطاء الماضي وتعميق العلاقة المصيرية معها من أجل دعم كفاح الشعب الفلسطيني والنضال من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي وبناء المجتمع العربي الموحد، وفي هذا السياق فان هناك خصوصية تاريخية تميز العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني مما يتطلب الحرص على الروابط الخاصة بين الشعبين على أساس وحدة كونفدرالية بين دولتين وفق الاختيار الطوعي والحر لكل منهما كما تؤكد الجبهة على أهمية تعزيز التضامن العربي من أجل صيانة الحقوق العربية والفلسطينية وتفعيل دور الجامعة العربية والمؤسسات والهيئات المنبثقة عنها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
تحرص جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على تعزيز أواصر التضامن الكفاحي بين الشعب الفلسطيني وكافة الشعوب والقوى والدول المحبة للسلم والتحرر والديمقراطية في العالم على قاعدة تعزيز وتعميق أشكال التضامن الدولي مع النضال العادل للشعب الفلسطيني، التضامن والتنسيق مع الاتجاهات والمواقف المعادية للعنصرية والفاشية الجديدة والأطماع التوسعية العدوانية ومساندة الاتجاهات الداعية إلى الاحتكام للشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان والتعاون الدولي لمواجهة أخطار التخلف الاقتصادي والاجتماعي ومكافحة الجوع والأوبئة وكل ما يهدد مصير البشرية في سبيل بناء حضارة إنسانية تكفل السلم والمساواة وتقرير المصير لكافة شعوب العالم.