النضال الوطني الفلسطيني
والنضال القومي العربي
فلسطين وطن الشعب العربي الفلسطيني وهو جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ومن حق شعب فلسطين أن يعيش في أرضه حرا وان يعود إلى فلسطين كل من اكره على مغادرتها نتيجة الاحتلال الإسرائيلي.
إن الصلة العضوية المصيرية التي تربط فلسطين والشعب الفلسطيني بالوطن العربي والأمة العربية لا تقوم على الشعور النفسي ووحدة اللغة والتراث المشترك فحسب ولكنها تقوم على العامل الجغرافي والاقتصادي والاجتماعي أيضا كأساس قائم تاريخيا واستمر نتيجة التفاعل والتبادل والتواصل خلقا وإبداعا وتعاملا مشتركا موحدا في أساسه وجذوره رغم التقلبات السياسية والتجزئة الطارئة التي فرضها الاستعمار بدافع الأطماع والنهب والاستغلال ان الشعب الفلسطيني واع كل الوعي بان تحقيق أهدافه الوطنية لا يمكن ولا يجوز أن يقتصر عليه بمفرده نظرا للعلاقة الجدلية بين البعدين الوطني والقومي للقضية الفلسطينية وانطلاقا من وحدة المستقبل والمصير بين جميع الأقطار العربية حرص الشعب الفلسطيني على ربط النضال الوطني الفلسطيني بالنضال التحرري القومي العربي وإفساح المجال للمساهمة في النضال المباشر وغير المباشر من أجل الأهداف والمصلحة والمصير المشترك.
لقد شكل الشعب الفلسطيني طليعة الأمة العربية في المواجهة مع المشروع الإمبريالي الصهيوني وقدم التضحيات الجسام، وتعاون وتفاعل مع كل جهد نضالي عربي مخلص ولكنه قاوم كل سعي لاحتواء الثورة الفلسطينية أو تقييد كفاحها أو توجيهها بشكل يخالف إرادته أو مصلحته وحقه في تقرير مصيره ولا يعني ذلك تعصبا إقليميا إنما موقفا وطنيا وقوميا ينطلق من أن الثورة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من حركة التحرر العربية، ترفض أن تمارس الوصاية أو الاحتواء عليها حرصا على مستقبل النضال الوطني الفلسطيني والقضية المركزية للامة العربية قضية فلسطين وما يتطلبه ذلك من المحافظة على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني بأن تكون له الكلمة الفصل بما يتعلق بقضيته في إطار النضال التحرري العربي المشترك.
إن الناظم للعلاقات السياسية والكفاحية التي تربط م.ت.ف، والسلطة الوطنية الفلسطينية مع الدول والقوى العربية يستند إلى قاعدة واضحة هي مواقف هذه الدول والقوى العربية من القضية الوطنية الفلسطينية ودعمها لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه الوطنية.
تؤكد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على أهمية استمرار النضال من أجل تطوير مواقف الدول والقوى العربية ومطالبتها بالالتزام بمسؤولياتها القومية اتجاه قضية فلسطين وتفعيل التضامن بين الدول العربية بغض النظر عن أنظمتها السياسية والاجتماعية، على أساس مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة ومن أجل تطوير كل أشكال التنسيق والتعاون بأي صيغة ممكنة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.
وفي نفس الوقت ترى الجبهة انه لا بد من تعزيز النضال من أجل انتزاع الجماهير العربية لحرياتها الديمقراطية بما فيها حقها في التنظيم والتعبير في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية ومن أجل تعبئة طاقاتها وبناء مستقبلها والدفاع عن حقوقها.
ان حقيقة الوضع العربي في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلاقته الجدلية بالمتغيرات التي شهدها الوضع الدولي تفرض جملة من المهام المشتركة المباشرة بين مختلف فصائل حركة التحرر العربية على الصعيدين الرسمي والشعبي ونشير إلى أبرزها على النحو التالي:
-1- العمل على تعزيز التضامن العربي من أجل إحقاق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وصيانة الحقوق العربية والمحافظة على استقلال وسيادة الدول العربية.
2-العمل على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة وتطبيق قرارات الشرعية -الدولية المتعلقة بذلك.
3-تفعيل دور الجامعة العربية والمؤسسات والهيئات المنبثقة عنها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وغيرها، ووضع الخطط الكفيلة بالارتقاء بصيغ التعاون المشترك لتحقيق الأمن القومي وفي مقدمته إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتحقيق التكامل الاقتصادي.
4-تعزيز العلاقات والعمل المشترك بين الأحزاب والقوى العربية ومن أجلا استنهاض الجماهير العربية وخوض النضال المشترك في مواجهة مختلف التحديات على الصعيدين الوطني والقومي.