نعم للوحدة الوطنية و تصعيد النضال الشعبي ضد الاحتلال
يا جماهير شعبنا المناضل:
تحل بنا هذه الأيام ذكرى عظيمة تجسدت فيها كل معاني التضحية و الوفاء للوطن و الشعب والقضية، إنها ذكرى انتفاضة الأقصى المجيدة التي فجرتها الجماهير الكادحة في الثامن و العشرين من شهر سبتمبر من العام ألفين دفاعاً عن حقوقها الوطنية وحمايةً للأرض و المقدسات الفلسطينية، تلك الملحمة الوطنية البطولية التي سطر فيها الشعب العربي الفلسطيني أروع صفحات النضال و المقاومة مقدماً خلالها التضحيات الجسام من شهداء و أسرى و جرحى ليقول للعالم أجمع أن شعب فلسطين لن يفرط في حقوقه و لن يتنازل عن ثوابته مهما عظمت التضحيات و لن يفلح بطش الاحتلال و عدوانه في ثني شعبنا عن تحقيق أهدافه في العودة و الحرية و الاستقلال .
يا جماهير شعبنا العظيم :
تأتي ذكرى انتفاضة الأقصى المجيدة وشعبنا وقضيته الوطنية تمر في أخطر وأدق المراحل حيث العدوان الإسرائيلي القائم والمستمر على شعبنا وأرضنا، و حالة التشرذم و الانقسام الداخلي التي تعيشها الساحة الفلسطينية و كل ذلك في ظل حالة من العجز العربي و الصمت الدولي والتواطؤ الأمريكي مع الاحتلال الإسرائيلي.
إن التحديات و المخاطر الجسيمة التي تتهدد الشعب الفلسطيني و قضيته و المشروع الوطني برمته تتطلب توحيد الصف الفلسطيني و تغليب المصلحة الوطنية العليا و توفير عوامل النجاح للجهود المبذولة لتفعيل الحوار الوطني الشامل في القاهرة لإنهاء حالة الانقسام و استعادة الوحدة و تحقيق المصالحة الوطنية ليتمكن الشعب الفلسطيني من حشد كافة قواه و طاقاته لتصعيد النضال و المقاومة الشعبية في مواجهة ممارسات الاحتلال و سياساته العدوانية القائمة على القتل و الاغتيال و نهب و مصادرة الأراضي و هدم البيوت و تهجير السكان و الاستمرار في مخططات بناء جدار الفصل العنصري و تهويد مدينة القدس.
إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نرى أن المخرج الوحيد للأزمة الداخلية يتمثل في تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتولى مهمة رعاية شؤون الوطن و المواطن و تباشر في الإعداد لانتخابات رئاسية و تشريعية متزامنة، و
إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية و مهنية، و إعادة تفعيل و تطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
يا جماهير شعبنا الصامد:
ها هو شعبنا يحيي ذكرى انتفاضة الأقصى المجيدة مستذكرا كل شهدائه وأسراه، وكل تضحياته وعذابات اللجوء والتشرد، مصراً على مواصلة النضال متمسكاً بثوابته عازماً على تحقيق أهدافه الوطنية و في مقدمتها حق العودة و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة و عاصمتها القدس .
المجد للشهداء… الحرية للأسرى… العودة للاجئين… و النصر لنضال شعبنا
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
رام الله – فلسطين
27/9/2008