يا جماهير شعبنا المناضلة :-
تمر علينا اليوم الذكرى الرا بعة و الثلاثون لنكسة حزيران الاليمة والتي اضافت لعذابات شعبنا وتشريده بعدا جديدا ، تمثل باحتلال كامل فلسطين التاريخية من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ، واذا ما كانت هزيمة حزيران تعبر في احدى جوانبها الهامة عن هزيمة الانظمة العربية وبرامجها التي همشت الشعوب وابعدتها عن ساحة المشاركة وقيدت الحريات الاساسية والديمقراطية في بلدانها ن فان لهذه الهزيمة وجه اخر تمثل في انطلااقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، التي جاءت ردا علىالهزيمة ، ومدخلة الجماهير في صلب اهتملمها بل
والعنصر الاساسي من عناصر قوتها وديمومتها وكانت ايضا معركة الكرامة رد الاعتبار الثاني على الهزيمة والتي اثبت فيها المقاتل الفلسطيني والعربي ، انه اذا ما امتلك القرار السياسي فانه قادر على الصمود وصنع النصر .
يا جماهير شعبنا :-
في حزيران 82 حاول شارون تكريس الهزيمة للامة العربية ، وذلك بضرب الثورة الفلسطينية وانهائها ، ولكن خروج الثورة من لبنان وخسارتها لذلك لذلك الموقع المتقدم ، لم يحرمها من مواصلة النضال ، بل ولقد استطاعت ، وخلال سنوات قليلة من تفجير الانتفاضة الفلسطينية الكبرى في الثمانينات ،والتي حادت في نهايتها المظفرة ال قيام السلطة الوطنية والتي مثلت الخطوة الاولى نحو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
واليوم يحاول شارون اعادة الكرة ثانية والانتقام من التاريخ والشعب الفلسطيني ، وهو يراس حكومة عدوانية ويحاول تركيع شعبنا وقيادته من خلال تصعيد الحصار ، واستخدام كافة انواع الاسلحة امريكية الصنع ، وانهاء الانتفاضة الفلسطينية الباسلة وتحقيق الامن لمستوطنيه من خلال تصعيد الحصار والعدوان واستخدام كافة اناع الاسلحة امريكية الصنع ، لفرض الاستسلام على شعبنا ، وقد واجه شعبنا ببسالة هذا التصعيد العدواني من خلال تصعيد انتفاضتهالشعبية ومقاومته المسلحة حيثما استطاع ، وفرض وقائع جديدة على حكومة شارون لم يعد بالامكان تجاهلها ، وفي هذا السياق ، فان العملية الاستشهادية في تل ابيب في السبت الماضي باوقت الذي اظهرت شارون بانه ليس مطلق اليد ليفعل ما يشاء ، فانها ايضا وفرت له مناخا دوليا مساعدا لتسليط الضغوط على القيادة الفلسطينية ، لقبول اعادة جدولة اولويات تقرير ميتشيل ، بتقديم الحل الامني على السياسي .
ومن هنا جاء تفهمنا العميق لبيان الرئيس ياسر عرفات
1- بيان سياسي حول الخطوات التصعيدية لحكومة شارون-بيرس بحق شعبنا(14/8/2001):
عقد المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني اجتماعا تداوليا طارئا لبحث آخر المستجدات والتطورات على الصعيد الوطني ، وفي المقدمة منها الخطوات التصعيدية التي لجأت لها حكومة شارون – بيرس العدوانية على شعبنا ، ومحاولة تكريسها لوقائع جديدة على الأرض ، بعد إعادة احتلال القدس والبلدات المجاورة لها بالسيطرة على بيت الشرق والمؤسسات الفلسطينية الأخرى التابعة ل م.ت.ف، واحتلال مقر المحافظة ومقرات السلطة الوطنية الفلسطينية في بلدة أبو ديس ، صباح الجمعة الماضي ، وكذلك محاولتها صباح اليوم إعادة احتلال مدينة جنين ، والتصدي البطولي الباسل لأبنائها من القوى الوطنية والإسلامية وأجهزة السلطة الوطنية المختلفة .
ان المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، إذ يوجه التحية والتقدير لصمود أبناء شعبنا البواسل في مدينة جنين ، ويحيي وقفتهم الشجاعة بالتصدي للهجمة الإسرائيلية الغادرة والهادفة للنيل من معنويات شعبنا ، وتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية ، وضرب رموز الكيانية فيها ، يتوجه بتحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبرار الذين سقطوا دفاعا عن تراب الوطن ، ويتمنى لجرحانا الشفاء العاجل .
كما توقف المكتب السياسي أمام التحديات التي تحاول حكومة شارون – بيرس فرضها بخلق الوقائع المادية على الأرض وفرض مرجعيات جديدة في ضوئها ، وتحذر من مخاطر التحرك القادم لبيرس ، وتدعو القيادة الفلسطينية إلى عدم التعاطي معه ، قبل رجوع حكومته عن كافة الإجراءات التي اتخذتها في مدينة القدس .
كما ويدعو المكتب السياسي للجبهة الأخ الرئيس ياسر عرفات ، إلى دعوة اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف ، للاجتماع باعتبارها القيادة السياسية العليا للشعب الفلسطيني ، لبحث المستجدات الخطيرة التي تحاول فرضها الحكومة الإسرائيلية ، بإلغائها من جانب واحد للاتفاقيات الانتقالية ، والرد على هذه الإجراءات عبر وقف التزامات المنظمة بتلك الاتفاقيات ، برد عملي ملموس على تلك التحديات، على الصعد الفلسطينية والعربية والدولية ، بما فيها تعزيز الانتفاضة والمقومة للاحتلال ، وطلب موقف عملي من الأشقاء العرب يتجاوز بيانات الشجب والإدانة ، والتوجه لمجلس الأمن لطلب الحماية الدولية المؤقتة لتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير .
ان جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وفي سياق هذه المواجهة ترى ان تمارس اللجنة التنفيذية دورها ، وتتحمل مسؤولياتها ، بالدعوة لحوار وطني شامل ، جاد ومسؤول بعيدا عن الحسابات الفئوية الضيقة ، لتجسيد الوحدة الوطنية على أساس برنامج سياسي واضح يقوم على أساس استمرار الانتفاضة والمقاومة وتجسيد الاستقلال ، ومعالجة الوضع الداخلي بمختلف أبعاده ، لتعزيز صمود شعبنا ولضمان تحقيق أهدافه .
ان الوحدة الوطنية الفلسطينية كما كانت دائما وستظل مصدر قوتنا واحد شروط انتصارنا وهي اليوم اكثر إلحاحا من أي وقت مضى ، فتحمل المسؤوليات يستلزم المشاركة في صنع واتخاذ القرار .
ويرى المكتب السياسي للجبهة ان ضمانات تطبيق البرنامج الكفاحي الذي من الممكن التوصل له عبر الحوار الوطني الشامل يستلزم جملة من الإجراءات بما فيها تشكيل حكومة وحدة وطنية ، تكون مهمتها الأساس العمل على تنفيذه .
ان جبهة النضال الشعبي وهي تستشعر مدى المخاطر القادمة تحذر من ان محاولة اقتحام مدينة جنين لن تكون الأخيرة ، وتؤكد على دعوتها السابقة بتشكيل لجان المقاومة الشعبية في كل حي وقرية ومخيم ومدينة ، على طريق مأسسة الانتفاضة وتكاملها مع السلطة الوطنية الفلسطينية ، وكافة مؤسسات المجتمع المدني .
وقد أعاد المكتب السياسي للجبهة في ختام اجتماعه توجيه التحية لشهداء شعبنا ، وشهداء انتفاضة الأقصى والقدس والاستقلال ، وعاهدهم على المضي قدما حتى تحقيق أهدافنا بالحرية والاستقلال .
المكتب السياسي
لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
رام الله – 14/8/2001م