الوعد المشئوم – مازال مشئوما
مرت الذكرى ال91 لوعد بلفور المشئوم الوعد الذي أطلقه آرثر بلفور وزير الخارجية البريطاني آنذاك و الذي حمل اسمه، وعد من لا يملك لمن لا يستحق هذا الوعد السيئ الذي دفع لأجله شعبنا الفلسطيني و ما زال يدفع الدم و الحرية و الاستقلال.
إن هذا الوعد بني على أساس و نظرية مزيفة و مخادعة تقول (ارض بلا شعب لشعب بلا ارض) متناسين عمدا” و قصدا” تاريخ شعبنا الفلسطيني العربي في هذه البقعة الجغرافية العزيزة على قلوبنا، ومتجاهلين كل الخيارات الأخرى لاستيطان ارض غير ارض فلسطين لما تتمتع به هذه المنطقة من خاصية جغرافية و اقتصادية و أخيرا خاصية دينية كما يزعم الصهاينة زورا” و بهتانا”، لقد استغلوا كل الوسائل للوصول إلى هدفهم ألا و هو احتلال ارض فلسطين العربية.
و كانت من نتائج هذا الوعد المشؤوم دخول قطعان اليهود من كل العالم إلى ارض فلسطين تارة” على شكل سياحة و تارة” أخرى على شكل زيارة الأماكن المقدسة.
و بدأوا بمحاولة شراء الأراضي مرة بالترغيب و مرات بالترهيب و عندما لم تفلح جهودهم بشيء اكتفوا مؤقتا بما جادت عليهم حكومة الانتداب المتواطئة معهم.
و بدؤا يفكرون بكل ما هو شيطاني لتحقيق الوعد السيئ و بتخطيط صامت و دون ضجيج حتى يتسنى لهم الانقضاض ساعة الصفر، و بذلك قاموا بتشكيل الوكالة اليهودية لتسهيل دخولهم إلى ارض فلسطين، و من خلال كل ذلك تم تسليح و تشكيل العصابات الصهيونية للنيل من أبناء شعبنا الفلسطيني و البطش بهم وحملهم على ترك بيوتهم وأراضيهم بطريقة الإرهاب المباشر دون خوف من احد، وللأسف لقد أفرزت هذه العصابات العديد من قادة الكيان الصهيوني الذي حكموا ما سمي دولة إسرائيل لاحقا”.
و من هنا نرى إن كل الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا تتحمل كامل المسؤولية القانونية و الإنسانية تجاه ما جرى لأرضنا و شعبنا الفلسطيني على مرآى و مسمع منها جميعا و دون أي تدخل لمصلحة شعبنا.
و نرى هذه الأيام بلفور الجديد المستنسخ بشخص طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق والذي من سخرية القدر أن يكون مندوبا للجنة الرباعية التي ترعى اللقاءات بين الفلسطينيين و الصهاينة و كل ما يفعله الآن هو إيجاد كل البدائل و الوسائل لدعم الكيان الصهيوني.
و من هنا علينا جميعا ” أن نستذكر تاريخ هذا الوعد المشؤوم و ما جره على شعبنا و أرضنا من ويلات و انتكاسات ندفع ثمنا ” لها حتى الآن ،من اعتقالات تعسفية لأهلنا و مصادرة الأراضي و اقتحامات المدن و المخيمات و إقامة الجدار العازل.
و علينا أن نطرق كل أبواب العالم الحر العربي و العالمي ليضعوا هذا التاريخ الأسود في مفكرتهم ،ونشرح لهم بكل الوسائل المتاحة النتيجة السيئة لهكذا وعود و قرارات لا تخدم إلا المستعمر البغيض و أهدافه الدنيئة و ليتحمل المجتمع الدولي و العربي مسؤولياته التاريخية و الإنسانية لنتائج هذا الوعد بالعمل لوقف أعمال الكيان الصهيوني و أجهزته المسخرة لإذلال الشعب الفلسطيني الذي يدفع دمه و حريته ثمنا لكرامته و تحرير أرضه المغتصبة و يقف شامخا ” أمام آلة البطش الصهيونية.
سمير حسن
سكرتير اتحاد شباب النضال الفلسطيني_سوريا
المنسق الفرعي في سوريا لرابطة الشباب القومي العربي