تعرضت مدينة عكا عروس الساحل الفلسطيني، مدينة عيسى العوام وأحمد الشقيري وغسان كنفاني وسميرة عزام ومدينة أبطال سجن عكا عطا الزير و محمد جمجموم وفؤاد حجازي شهداء الثلاثاء الحمراء، مدينة الأسوار العصية أمام زحف نابليون، تتعرض لأشرس هجمة استيطانية والى عدوان سافر من قبل المستوطنين في ظل تحريض صهيوني على العرب الفلسطينيين سكان البلاد الأصليين الذين تشبثوا وتجذروا في الأرض رغم انف النكبة ليشكل أهل عكا العرب الآن أكثر من 38 % من نسبة السكان وهنا تتضح أسرار الحملة المسعورة فكان شكلها المباشر ما تم عشية ما يسمى ( يوم الغفران ) ولكن سبق ذلك سياسات واستراتيجيات إسرائيلية عنصرية يمينية متطرفة بدءا من التنكر للحقوق ومن محاولة طمس الهوية وتذويبها وليس انتهاء بمحاولات التهويد وتهجير العرب الفلسطينيين من ديارهم، وحقيقة الأمر فان ما تقوم به عصابات وقطعان المستوطنين وبعضهم من مستوطنات الضفة والقطاع بغطاء من قبل دولة الاحتلال وتحت رعايتها وأمام بصر قوات أمنها لا يخدم فكرة التعايش التي يتغنى بها البعض المحسوب على يسار اليمين الإسرائيلي.
نشهد كل يوم ظواهر استفزازية في حملة تدعمها قوى المستوطنين على طول امتداد الوطن الفلسطيني وعلى ما يبدوا فللمستوطنين برنامجهم المدجج بالحقد والعنصرية يحاولون تطبيقه وفق أجنداتهم الخبيثة والتي تفوح منها روائح الجريمة والغدر.
إن ما تقوم به منظمات المستوطنين بحق أبناء شعبنا بشكل متزامن في محافظات الضفة وفي الجليل وحملة الترهيب المدعومة احتلاليا والتي تطال المزارعين الفلسطينيين في أراضيهم في موسم قطف الزيتون تندرج في إطار تخطيط استيطاني متجدد من اجل النيل من الفلسطينيين وللتغطية على أبعاد ومخاطر تهويد وعزل ومحاولة أسرالة مدينة القدس.
عندما وقف نابليون على الأطلال ووقف أمام أسوار عكا قال جملة مشهورة: ( لقد أنستني هذه المدينة عظمتي ) وهذه الحقيقة يجب أن تدركها حكومات إسرائيل وحكامها، فكلما ازداد توحش الهجمة كلما ازداد شعبنا تماسكا ووحدة وإصرارا وتصميما على استمرار نضاله، وأهل عكا ومعهم كل الفلسطينيين في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية والى جانبهم شعبهم الفلسطيني في كافة أماكن تواجده سيفشلون مخططات الاحتلال وعلى ارض عكا لن يمر المستوطنون، فعلى مدار التاريخ كانت عكا عصية على الانكسار وعالية الهامة، تعلو على الجراح ولا تنكسر وستبقى كذلك رغم انف الاحتلال.