لم :همام جمعة أبو مور
وزعت القاهرة على الفصائل الفلسطينية مسودة مشروع لإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية و قد حمل المشروع المصري نقاط التوافق الفلسطيني التي توصلت لها القاهرة عبر المحادثات الثنائية التي أجرتها مع الفصائل الفلسطينية في الآونة الأخيرة و من المنتظر أن ترسل الفصائل ملاحظاتها حول المشروع إلى القاهرة لصياغة النص الرسمي للاتفاق وذلك خلال لقاء يجمع كل الفصائل و القوى الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة يوم التاسع من شهر تشرين الثاني هذا العام.
ما سبق معطيات بين أيدينا تحتاج إلى جهد مخلص للوصول إلى نتائج إيجابية تخفف معاناة الشعب الفلسطيني و تكسر الحصار و تعيد اللحمة لشطري الوطن و تستعيد الوحدة الوطنية ليتمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة التناقض الرئيس المتمثل بالاحتلال الذي استغل الانقسام الفلسطيني ليستفرد بشعبنا و يشن حربه الشاملة على كل ما هو فلسطيني من بشر و حجر و شجر .
نأمل أن تكلل هذه الجهود بالنجاح من خلال تغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا و نبذ المصالح الحزبية و الفئوية التي لم تجلب لشعبنا سوى الصراع الحزبي و التناحر السياسي الذي ألحق أضراراً فادحة بالمشروع الوطني و مزق النسيج المجتمعي و ألقى بظلاله القاتمة على كافة جوانب الحياة في المجتمع الفلسطيني.
إن فلسطين أكبر من الجميع و التاريخ لن ينسى و الشعب لن يغفر لكل من يقف حجر عثرة في طريق إنجاز الاتفاق و تحقيق المصالحة فالمطلوب في المرحلة الراهنة تحمل المسؤوليات و تغليب العام على الخاص و التعالي على صغائر الأمور و عدم الانجرار وراء دعاة الفتنة و الانقسام الذين رضوا على أنفسهم أن يكونوا دمية في يد أطراف خارجية تستخدمها لخدمة أجنداتها الخاصة و ورقة تجيرها لمصالحها و صراع يقودونه بالوكالة عنها في ظل وقت فيه شعبنا أحوج ما يكون إلى توحيد صفوفه لمواجهة التحديات الجسيمة و المخاطر العظيمة التي تستهدف قضيته و مشروعه الوطني.
إن المبادرة المصرية فرصة للخروج من المأزق الفلسطيني و مستنقع الانقسام الداخلي ينبغي على كل طرف يدعي الحرص على مصالح الشعب و القضية أن يغتنم هذه الفرصة للاتفاق و يبدأ في الشروع في توفير كل عوامل النجاح لهذا الاتفاق حيث أن هذه الفرصة لن تتكرر على الأقل في وقت قريب الأمر الذي يستدعي ترجمة الحرص على المصالح الوطنية على أرض الواقع.
و بما أن المصالحة الوطنية لا تقتصر على الفصائل و القوى السياسية فحسب بل تشمل كافة قطاعات المجتمع الفلسطيني ينبغي أن تأخذ القطاعات الشعبية دورها للتعبير عن مطالبها و مصالحها و التحرك الفاعل على الأرض للضغط باتجاه إنجاز الحوار الوطني الشامل و تحقيق المصالحة و ذلك عبر التحرك الميداني و تنظيم الفعاليات و النشاطات الوطنية الداعمة في هذا الاتجاه.
إن هذا الجهد العربي و المصري و الفلسطيني لإنهاء الانقسام و هذه المبادرة التي تعالج الوضع الفلسطيني الداخلي و التي تحوي في مضمونها أسسا صالحة و مناسبة لإنهاء الأزمة ينبغي تضافر كل الجهود لإنجاحها لتحقيق مصلحة الوطن و الشعب و القضية.