بقلم: محمد علوش
الكل الوطني من فصائل وقوى ومؤسسات وطنية ومنظمات شعبية وشخصيات في الشعب الفلسطيني تقر بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، رغم تحفظات البعض ورغم التشويه الذي يمارسونه على مدار الساعة بحق المنظمة ومؤسساتها المرجعية وعلى رأسها اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي والمجلس الوطني والذي استطاع أن يتبوأ مكانه إلى جانب كل البرلمانات العالمية باعتباره استحقاقا تاريخيا ونضاليا يستحقه هذا المجلس، ومنظمة التحرير هي الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني وهي قائدة مسيرة النضال الوطني وهي حاضنة الثورة والمشروع الوطني وحامية الثوابت الوطنية وقائدة نضال كل القوى المنضوية في إطارها، ومنظمة التحرير الآن وأكثر من أي وقت مضى تحتاج لإعادة الاعتبار لدورها الوطني القيادي والنضالي الأساس بما تمثله من ارث ومن علاقات ومن بصمات واضحة في مسيرة القضية الوطنية الفلسطينية، وان إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية لا تأتي إلا من خلال إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وهذا يتطلب موقفا فلسطينيا موحدا من كافة الفصائل المنضوية في إطار المنظمة وكل القوى الحية في شعبنا بعدم زج المنظمة بصفتها التمثيلية في أية خلافات داخلية لان من شأن ذلك إن يحرف القضية عن مسارها الطبيعي، وهذا يستدعي العمل من اجل إعادة هيكلة منظمة التحرير وضخ دماء جديدة في مؤسساتها ودوائرها المتعددة عبر مبدأ التوافق والاتفاق بين كافة القوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية، وإعادة الدور الحقيقي للمنظمة من خلال ضبط المعادلة القائمة بينها وبين السلطة الفلسطينية وخاصة في القضايا السياسية والأمنية والمالية، ويجب عدم إخضاع المنظمة لهيمنة فريق فلسطيني محدد فهذه المنظمة هي التي تجسد الوحدة الوطنية وعلى القوى التي ما زالت خارجها أن تسارع للدخول في إطار هذه المرجعة وان يكف البعض الأخر الذي يحاول تشويه الإنجازات والدور التاريخي والريادي الذي لعبته المنظمة، ويجب كذلك الكف عن توظيف دور المنظمة كجهة استخدامية والتأكيد على طابعها الجبهوي الوطني الوحدوي الجامع بحيث تضم كافة القوى والتوجهات الفلسطينية وباعتبارها رمز الشرعية الوطنية والمرجعية السياسية العليا للشعب الفلسطيني.
منظمة التحرير هي من أهم الإنجازات التي حققها الشعب الفلسطيني عبر سنوات نضاله الطويلة، علينا جميعا أن نكون حريصين كل الحرص على استعادة دور المنظمة، الدور الحقيقي والفاعل والمؤثر وعلى كافة المستويات حفاظا على استمرارية مسيرة النضال من اجل تحقيق الأهداف الوطنية وفي مقدمتها انتزاع حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.