بقلم النقابي / محمد عرقاوي
يجيء رمضان ويذهب شهر البركات ويهل علينا في العام القادم كما حل على شعبنا في السنوات الطويلة الماضية .. وما ذا بعد ؟ شهر رمضان هو شهر الخير والمحبة والمودة والأمن والاستقرار . لكن أي امن نراه في ظل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها عمالنا وما هو باعتقادكم إخواني الأمن الذي نريده ؟ هل نريد امناً يحميناً من قناصة الاحتلال ؟ أم نريد أمناً يحمينا قناصة لقمة العيش . نعم هي الثانية وعمالنا يريدون الأمن الغذائي المغلف بالحماية الاجتماعية والأمن الطبقي الاجتماعي . عمالنا بحاجة إلى من يحميهم من جشع الاستغلال ومن أطماع الزحف الاقتصادي الحر والجديد الذي يرفض التعامل مع الحد الأدنى لمباديء شعبنا . عمالنا يريدون حقاً من يوفر لهم لقمة العيش لأبنائهم ولأطفالهم . عمالنا يريدون من يأخذ بهم إلى بر الأمان . هذا البر الذي يكاد يكون مفقوداً وبات يلوح بالأفق معالم المجاعة الحقيقية لعمالنا . نعم ! الجوع الذي يرفضه كل العالم ويناضلون من أجل القضاء عليه . ها هو يخيم في سماء وطننا فلسطين ويزق بين أحشاء حياتنا الاجتماعية . ويتمدد ويتقلص حسب ما يمليه عليه كل معايير العولمة الحالية التي باتت تغزو منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص نتيجة لعدم إدارة الموارد التي تمتليء بها بلادنا بشكل يتناسب مع احتياجات أبناء شعبنا . وعودة لجحافل العمال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الفقر المدقع دون أن يحرك أحداً ساكناً . مر هذا الشهر الفضيل وعمالنا ينتظروه ما قد يشفق عليهم أصحاب المعالي والسيادة والرتب العالية بمساعدات عاجلة تحميهم من دنس الحاجة والفقر المؤلم . عمالنا عاشوا طيلة شهر رمضان ينتظرون الحكومة والقيادة بأن تسيّر لهم قوافل المساعدات التي أصبحت لا ترى بالعين المجردة . هذه المساعدات التي تقوم الحكومة بالتصرف بها دون مراعاة الحد الأدنى للشراكة في المجتمع المدني ودون مراعاة الحد الأدنى لمشاعر الطبقة العاملة التي لها من يمثلها وأدرى بشؤونها . ينتظرون حيارى ماذا يقولون لأبنائهم مع حلول عيد الفطر السعيد . ماذا سيقدمون لعوائلهم من احتياجات اجتماعية وعائلية واقتصادية ونفسية ؟؟؟ بالطبع لا شيء لأننا جميعاً نذهب دوماً للحديث عن اضرابات الموظفين المتتالية كل يوم بعد الآخر ونحن بالطبع لسنا ضد الاضرابات المطلبية المشروعة . وجعلنا إضراب الموظفين والحوافز والجوائز التي ينتظرونها محل اهتمام بالغ . عجباً!!! الموظفين يبحثون ويضربون من أجل الحوافز والعمال لا يجدون ما يقيت رمق أبنائهم وأطفالهم الجائعين ! عجباً لماذا كل هذا الاهتمام ؟ هل لأن الموظفين إذا اضربوا سيشلّوا حركة العمل الحياتية ؟ أم أنهم سيوقفون القدر على الشعب الفلسطيني . ؟ ونسوا أن العمال هم من يطبق عليه القانون والمعايير وهم الوسيلة الأساسية لتحقيق أهداف هؤلاء الموظفغبن والأرضية الصلبة التي يتحقق الرفاه الاجتماعي ومن خلالهم لهذا المجتمع . هؤلاء السواعد المناضلة والتي هي من تبني هذا الوطن أكثر من غيرها من الفئات التي ترفع إلى الأعالي دون أي مبرر ولا جود ولا داعي للزخرفة والفبركة الزائفة . وغدا ستمتليء الصحف المحلية وصفحات الانترنت بأخبار هنا وهناك بأنهم وزعوا معونات هنا وسلاّت غذائية هناك . لكن الحقيقة أن العمال المحتاجين لم ولن يحصلوا على شيء لأن العامل صاحب كرامة وعزة ولا يظهر عليه علامة السؤال لأي من الناس . وإننا نخشى ما نخشاه من انفجار قوي يقوده العمال مستقبلاً لمحاربة الفقر وأدواته . وأخشى ما أخشاه من بركان ينتفض بين أجيالنا وشبابنا وعمالنا لمحاربة الفساد الذي يعتبر مرتعاً للفقر والجوع . ومحاربة كل مقومات الفقر في مجتمعنا حتى يتمكنوا من الحصول على حقوقهم المشروعة ولن يثنيهم عنها أحد بأذن الله
محمد العرقاوي
عضو الأمانة العامة للاتحاد العام لعمال فلسطين