موفق مطر
من غير المعقول ولا المقبول أن يستغل ” أصحاب اللسان الطويل ” وسائل الاعلام وصفحاتها الالكترونية لأهداف شخصية اقل ما يقال عنها أنها تعبير عن أمراض نفسية، وربما انفصام في شخصية السياسة التي يعتنقون، ولم لا فلعلهم مصابون بزيغ الرؤية !!. لا ندري ولا نعلم دافع هؤلاء للحنق والغضب، و” قلة الأدب ” في موضع وموضوع من المفترض أن يحفل بآداب وأدب الحوار والنقاش وطرح الآراء وإغنائها بالمنطق والحجة، فان كانوا عاجزين وقاصرين عن فهم وتفهم واستيعاب مواقف وسياسات ورؤى الآخرين في الوطن، فليس من حقهم الاعتداء، فأدب الكتابة، وقانون حرية الرأي والتعبير لا يجيز التعدي على الحقوق الإنسانية والشخصية للآخرين، فإطلاق أوصاف ونعوت على أشخاص يمثلون بمواقعهم القيادية ما يمثلون تفوح منها عبارات ” قلة الأدب ” يعني بالتأكيد تسفيه وتحقير مساحة الرأي والتعبير التي يجب أن نحرص عليها طاهرة ونقية من اقتحامات وتوغلات ” زعران”، إذا أمعنت جيدا وقرأت ما يدعونها كتابات رأي أو مواقف أو بيانات، لأدركت أنهم لا يملكون قدرة فك الحروف.. لكنهم وبصفاقة تفوق التصور يقتحمون ” المواقع والصفحات ” بكلمات وجمل وفقرات يمكن وصفها بالصخور المقذوفة نحو رقبة صاحب الرأي الآخر بقصد كسرها فيسفهون وسيلة الإعلام الناشرة، ويدفعونها للسقوط، وصاحب الوسيلة ” الفرحان ” على دوران عداد القراء والمعلقين يتفرج، فتسقط الوسيلة بعد أن أسقط أصحابها قواعد الالتزام بالحوار، واسقطوا قيم التخاطب الأخلاقية والعقلانية بين أفراد المجتمع، وبين الإنسان والإنسان، فهؤلاء ينتهكون حقوق الإنسان وقانون حرية الرأي والتعبير باسم العمل في وسائل الإعلام والشبكات الإخبارية والحوارية وغيرها التي لم تلتزم لا بميثاق ولا ضمير ولا بقيم الأخلاق !!. فليس من أخلاق الفرسان القدح والذم ولا ابتداع مصطلحات السخرية المقيتة، ولا التطبيل والرقص حول نيران الفتنة !. يجب أن يعلم هؤلاء أن استجابة عضو الهيئة القيادية في حركة فتح إبراهيم أبو النجا، لمبادرة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني لوضع أكاليل من الزهور على أضرحة شهداء رموز في حركة المقاومة الفلسطينية برفقة القيادي في حركة حماس الدكتور غازي حمد لهو سلوك ثوري وطني، عبر خلاله الأخ أبو وائل عن أصالة والتزام بالفكر الوطني المتأصل في تربية وأخلاق أبناء الحركة الوطنية الفلسطينية، فجبهة النضال الشعبي المحتفلة بالذكرى 41 لانطلاقتها أرادت عبر فكرة وضع أكاليل الزهور على أضرحة قادة فلسطينيين شهداء (رموز) إعادة الاعتبار لفكرة التكريم الوطني لشهداء فلسطين دون تمييز، وربما لتأكيد الالتزام بوصايا الشهداء الذين قضوا على درب فلسطين واستقلالها، وناضلوا كل تحت راية حركته وجبهته وحزبه من أجل حرية وكرامة وعزة الشعب الفلسطيني، فمن لا يدرك معاني وأبعاد هذه الخطوة النوعية في هذه الأيام بالذات يصعب عليه فهم واستيعاب الحقيقة الفلسطينية، فأبناء الحركة الوطنية يؤمنون بحقيقة الوحدة الوطنية، وأنها أقوى من كل عوامل الحت والتعرية، والانقسام والتشظية، لقد جسد المناضلون والمجاهدون والرفاق، معنى الانتماء والوفاء لعائلة فلسطين الوطن والقضية والهدف النبيل. شرف وطني أن يحظى المرء بتكريم القادة الشهداء حتى وان كان بينه وبين المكرم اختلافات نظرية، فعند المحكات تظهر معادن الرجال، ويتبين الناس مدى التزامهم بأفكار ووصايا القادة الذين كانت فلسطين حياتهم فكبروا وأكرمهم شعب فلسطين. قيادات العمل الوطني بغزة وجبهة النضال شاركوا في هذه المبادرة الرمزية، فلعلهم يزيدون طاقة رافعة العقلانية والواقعية السياسية، وينتصرون لأي فكرة تشكل مقدمة لتوحيد قدرات ورؤى وأهداف القوى الوطنية الفلسطينية، فالإبداع من اجل تكوين وتشكيل فكرة الوطن (فلسطين) بأعلى درجات الكمال والانسجام عمل نبيل، فطاقتنا على نحت معنى الوطن بأحسن آيات الجمال لم تنضب بعد !! ولن تنضب مادام فينا فلسطيني يكن لأخيه في الوطن وللإنسانية ودا ومحبة. سينتصر جمال الفكر الوحدوي الوطني، سيفوز الإنسان العقلاني، فيا ليت الذين يظنون السوء في كل الأمور أن ينظروا ولو لمرة واحدة بعمق نحو أفق الحقيقة، فقد يكتشفون كم هي قبيحة وسمية دعايتهم، وما يروجون، فليس إنسانا ولا فارسا ولا نبيلا ولا وطنيا من ينفث السم حيث يجب خط ” الصفحات ” بأحسن المنطق والكلام !!…. والسلام.