غزة / أكد عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وعضو المجلس الوطني لـ م . ت . ف في حوار مع مراسل وكالة “قدس نت للأنباء” اليوم،
حرص جبهة النضال الشعبي على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية عبر الحوار الوطني الشامل، وذلك انطلاقا من الحرص على المصلحة الوطنية العليا.
نص الحوار
تبذل مصر جهوداً حثيثة لدفع الحوار الوطني الفلسطيني , ما هو تقييمكم للدور المصري في علاج الأزمة الفلسطينية الداخلية ؟
لا شك بان الإخوة المصريين يبذلون جهداً كبيراً من خلال متابعة الأوضاع الفلسطينية الداخلية ويجرون الاتصالات والحوارات الثنائية مع كافة الفصائل الفلسطينية للمناقشة المخاطر التي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني والقضية برمتها ، لذلك يجرون الاتصالات ويوجهون الرسائل والاستفسارات لمعرفة موقف كل طرف فلسطيني ، وتوجت بدعوة الفصائل للقاء بهم بشكل ثنائي من اجل استكشاف الرؤية من كل طرف لمعالجة الأزمة الداخلية وحالة الانقسام .
وهذا الجهد الذي يبذله الوزير عمر سليمان وفريقه سيحفظ في الذاكرة الفلسطينية ، وهذا ما عهدناه في مصر رئيسا وحكومة وشعباً.
حيث قدم الشعب المصري آلاف الشهداء من أجل القضية الفلسطينية ، ومن هنا يأتي اهتمام الشقيقة مصر لمتابعة التطورات الداخلية ن وبذلها لكل الجهد من أجل تجاوز هذه الأزمة ومخاطرها .
هذا وقد لمست من خلال لقاء الوزير عمر سليمان كل الجدية والتفاؤل لحل الأزمة وإنهاء الانقسام وإعادة مكانة القضية الفلسطينية .
قدمتم خلال لقائكم الوزير عمر سليمان رؤية الجبهة لحل الأزمة الداخلية , ما أهم النقاط التي ترتكز عليها هذه الرؤية ؟
نعم لقد قدمنا منذ الثاني من أغسطس الماضي رؤية جبهة النضال الشعبي الفلسطيني من خلال الرد على الرسالة التي وجهتها الشقيقة مصر للجبهة , حيث أكدنا على رغبتنا في إنهاء حالة الانقسام الذي لم يسبق في تاريخ نضالنا الوطني هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى حددنا الأهداف التي نسعى من أجلها ، وهي:
أولاً / التوافق على المشروع الوطني بما يضمن دحر الاحتلال عن الأرض الفلسطينية , وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة الخالية من الاستيطان وجدار الفصل العنصري وحق العودة وفق القرار194 استناداً إلى الشرعية الدولية والمبادرة العربية .
كما أن التوافق على المشروع الوطني بالضرورة لا بد من أن يرتكز إلى الأسس التالية :
_ التوافق على وحدة النظام السياسي بشرعية واحدة وهذا ينهي الانقسام ويحشد الجهود من اجل تحقيق دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كل الأرض التي تم احتلالها عام1967 .
_ التمسك بالحوار الديمقراطي ونبذ الاقتتال والتعددية السياسية والحريات الديمقراطية وإنهاء الاعتقال السياسي واحترام القانون .
_ التوافق على حكومة انتقالية من كفاءات وشخصيات وطنية تعمل على إنهاء الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان الإسرائيلي على مناطقنا الوطنية وإدارة البلاد والإشراف على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وبرعاية دولية وعربية لضمان نزاهتها .
_ إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية بعيداً عن المحاصصة الفصائلية وهذا يتطلب الاستعانة بخبراء ومراقبين ومستشارين عرب .
_ الاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفق قانون التمثيل النسبي الكامل ، ومن ثم على ضوء نتائج الانتخابات تشكيل حكومة وحدة وطنية من الكتل الفائزة بالمجلس التشريعي وفق نتائج الانتخابات .
_ الاتفاق على ممارسة أشكال النضال وفق الظرف الملموس انطلاقا من حقنا في مقاومة الاحتلال ومن خلال مرجعية واحدة تحدد الأسس والمعايير لممارسة أي شكل من أشكال النضال بعيداً عن الإسقاطات لبرنامج هذا الطرف أو ذاك .
ثانياً / متابعة م.ت.ف للمفاوضات وإعادة النظر في السياسة والإستراتيجية التفاوضية على قاعدة الشرعية الدولية والتمسك بحقوق شعبنا .
كذلك حول منظمة التحرير وضرورة إعادة تفعيلها وتطويرها على أسس ديمقراطية بما فيها إعادة انتخاب أعضاء المجلس الوطني وفق التمثيل النسبي الكامل انطلاقا من وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة والتمسك بمبادرة الرئيس أبو مازن التي تستند إلى الحوار الشامل وتنفيذ المبادرة اليمنية والتي اعتمدتها القمة العربية بدمشق والرعاية العربية للحوار .
ما هو الدور العربي المطلوب في المرحلة الراهنة ؟
المطلوب عربياً ضرورة التوافق على موقف عربي واحد تلتزم فيه كل الأطراف يستند لدعم الوحدة الفلسطينية ونبذ الانقسام ومساندة شعبنا في مواجهة سياسة الاحتلال الإسرائيلي العدوانية ومساندة شعبنا في التمسك بحقوقنا الوطنية بعيداً عن سياسة استغلال الورقة الفلسطينية وفق أجندات إقليمية أو دولية ، وتقديم الدعم لشعبنا ليواصل صموده في وجه كل المخططات المعادية ، ودعم المفاوض الفلسطيني لمواجهة الصلف الإسرائيلي والتمسك بالحقوق الوطنية وتوفير الرعاية العربية للحوار الشامل لإنهاء هذا الانقسام .
ما هو المطلوب فلسطينيا لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني ؟
نرى أن المطلوب فلسطينيا الابتعاد عن تغليب المصلحة الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا ، والتمسك بوحدتنا الوطنية من اجل صيانة حقوقنا بعيدا عن التأثيرات الإقليمية والدولية وإعادة الاعتبار لتغليب التناقض الرئيسي مع الاحتلال على الخلافات الداخلية وذلك من خلال تصعيد الكفاح الشعبي ضد الاحتلال لمواجهة الاعتداءات والتوغلات وجدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني ومحاولة أسرلة القدس بهكذا سياسة نخرج من حالة الانقسام المأساوية التي ألحقت أفدح الأضرار بمشروعنا الوطني ولم يستفد منها إلا الاحتلال .
ما أبرز المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية والمشروع الوطني في حال استمرار الانقسام الداخلي ؟
أن ابرز المخاطر من جراء الانقسام والاحتراب وضرب وحدة شعبنا وتفتيته لتشتيت الجهد الشعبي من اجل دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة ، وتعميق الشرخ في الحياة الاجتماعية لشعبنا والتي وصلت إلى قسمة الأسرة الواحدة وضربت التضامن العربي والدولي مع قضيتنا الوطنية وغيبت القانون والالتزام به واستمرار الحصار ومواصلة إسرائيل لاعتداءاتها على مناطقنا الوطني ومصادرة حقوقنا وأضعف الانقسام المفاوض الفلسطيني في وجه التعنت الإسرائيلي وانكشف ظهره مما ينعكس سلباً على قضيتنا الوطنية بالإضافة إلى ضرب الروح المعنوية والنضالية لشعبنا في كافة مناطق تواجده وخلق المناخ المناسب لمحاولة إسرائيل باللعب على التناقضات والدخول في بازارات تحت مسميات تهدئة أو هدنة أو مفاوضات للحصول على تنازلات تلحق أفدح الأضرار بقضيتنا الوطنية .