جمعة لـ”لنضال الشعب“: أي اتفاق تهدئة خارج سياق الوفاق الوطني سيشجع الاحتلال على ممارسة الابتزاز السياسي و حماس وقعت على تهدئة مجزوءة
قال “أنور جمعة” عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمناسبة مرور واحد و أربعون عاماً على انطلاقة الجبهة وفى ظل دخول الهدنة أسبوعها الثالث ، أن حركة حماس وقعت مع الاحتلال على اتفاق تهدئة مجزوءة و منقوص فلم تشمل التهدئة الضفة الغربية”.
وأضاف جمعة في الحوار مع وكالة قدس نت للأنباء ، ورغم ذلك لم يفتح معبر رفح و المعابر التجارية لم تفتح بشكل كامل و واخترق الاحتلال التهدئة عدة مرات مطلقاً الرصاص على المزارعين في المناطق الحدودية مما أدى إلى إصابة بعض الفلسطينيين و استشهاد مواطن شرق خانيونس”.
نص الحوار:-
** في الخامس عشر من شهر تموز هذا العام يكون قد مضى على انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني واحد و أربعون عاما . ماذا تقولون في هذه المناسبة؟
في البداية استغل هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب كل الشرفاء لنستذكر شهداء الوطن و الشعب و القضية و تضحيات المناضلين و نتوجه بتحية إكبار و إجلال إلى كافة جماهير شعبنا في الوطن و الشتات و إلي الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الدكتور سمير غوشة و كافة قيادة و كوادر و أعضاء و أنصار الجبهة بمناسبة الذكرى الواحدة و الأربعين للانطلاقة المجيدة .
بالنسبة لسؤالكم نستطيع القول أن انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في الخامس عشر من شهر تموز عام 1967م تميزت بأنها جاءت من قلب فلسطين من مدينة القدس بكل ما تمثله هذه
المدينة من رمزية و قدسية و أهمية تاريخية و أنها جاءت أيضا كرد طبيعي على هزيمة الخامس من حزيران و احتلال الكيان الصهيوني ما تبقى من أرض فلسطين ، و منذ ذلك الحين بدأت المسيرة النضالية المثابرة للجبهة مضيفة لسجل النضال الوطني الفلسطيني صفحات مشرقة جديدة خطتها بدماء الشهداء و عذابات الأسرى و أنات الجرحى و جسدت فيها كل معاني التضحية و الفداء و لتساهم مع باقي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في النضال من أجل استرداد حقوق شعبنا و الحفاظ على الهوية الوطنية و حمايتها من محاولات الطمس و التذويب و الإلحاق و لتحقيق أهداف شعبنا في العودة و تقرير المصير و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف و اليوم وبعد واحد و أربعين عاماً على الانطلاقة ما زالت الجبهة أكثر تمسكا وتشبثاً بالمبادئ التي انطلقت من أجلها و ضحى في سبيلها المناضلين بالغالي و النفيس .
** جبهة النضال الشعبي الفلسطيني فصيل أساسي من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، ما هي رؤيتكم لإعادة تفعيل و وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ؟
الجميع يدرك أن منظمة التحرير الفلسطينية نشأت كإطار جبهوي عريض ينطوي تحت لوائه كل الفلسطينيين و يضم كل القوى الفلسطينية من منظمات و فئات بهدف توحيد الجهود و الطاقات لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا و بالفعل انضمت إليها كافة فصائل العمل الوطني و من ضمنها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني و استطاعت المنظمة أن تعيد للقضية الفلسطينية اعتبارها في كافة المؤسسات و المحافل الدولية واستطاعت أن تفرض على العالم الاعتراف بها ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني .
ولكن مع التطورات و التغيرات ة الأحداث المتسارعة التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ الانتفاضة الشعبية الأولى و بروز قوى جديدة على الساحة الفلسطينية مثل حركتي حماس و الجهاد الإسلامي و اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير مع إسرائيل و إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية باتت قضية تطوير منظمة التحرير وتفعيل مؤسساتها مطلباً ملحاً وذلك للعديد من المبررات أولها تعدد المهام الوطنية و الآليات الجديدة في إدارة الصراع مع الاحتلال و أيضاً أحقية حركتي حماس و الجهاد الإسلامي في الانضمام إليها كقوى جديدة موجودة على الأرض وقد جرت الكثير من المحاولات لترتيب انضمامهما و لكن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح لأسباب كثيرة لا يتسع المجال للخوض فيها .
نحن في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نرى أن تطبيق وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إعلان القاهرة آذار 2005م هو السبيل لتطوير و تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية و ندعو اللجنة المكلفة بوضع الآليات لذلك استئناف عملها و مواصلة اجتماعاتها .
** تعاني الساحة الفلسطينية من أزمة داخلية حادة و انقسام خطير الحق أضرارا فادحة بالقضية الفلسطينية و زاد من معاناة شعبنا ، ما هي سبل استعادة الوحدة الوطنية و إنهاء حالة الانقسام من وجهة نظركم ؟
لقد شكل الرابع عشر من حزيران 2007م انعطافا خطيرا في طبيعة العلاقات الداخلية الفلسطينية حيث قامت حركة حماس بانقلابها على السلطة الشرعية و على القانون الفلسطيني وفرضت سيطرتها العسكرية على قطاع غزة مما أدخل الوضع الفلسطيني في آتون الصراع الداخلي و أدى إلى انقسام سياسي وجغرافي خطير بين شطري الوطن ألقي بظلاله القاتمة على كافة جوانب الحياة في المجتمع الفلسطيني و مما شجع الاحتلال على شن حرب شاملة على شعبنا مارس خلالها كافة أشكال البطش و العدوان من قتل و اغتيالات و حصار و اعتقالات وهدم البيوت و تجريف المزارع و نهب ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري و مخططات تهويد مدينة القدس و محاولة نزع عروبتها .
و من منطلق إدراكنا للأبعاد الخطيرة للانقسام الداخلي و للفرقة بين أبناء الشعب و الوطن الواحد فإننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني لم ندخر جهداً لإنهاء الأزمة الداخلية و تحركنا على كل المستويات و لدى الجميع و طلبنا الاستجابة لدعوات الحوار سواء الفلسطينية منها أو العربية و التي كان آخرها المبادرة اليمنية و التي تبنتها جامعة الدول العربية في دورة اجتماعاتها الأخيرة في دمشق لتحقيق المصالحة الوطنية و استعادة الوحدة الوطنية .
إننا نستغل هذه المناسبة لنؤكد ترحيبنا بدعوة الرئيس الفلسطيني للحوار الوطني و نجدد دعوتنا إلى الأخوة في حركة حماس للاستجابة و البدء في تنفيذ بنود المبادرة اليمنية للتمهيد للحوار الوطني الشامل لمعالجة كافة القضايا على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني و إعلان القاهرة بعيداً عن اتفاقات المحاصصة الثنائية التي لم تجلب سوى الصراع و التناحر .
** تم التوصل بوساطة مصرية إلى اتفاق تهدئة مع الاحتلال في قطاع غزة ودخل أسبوعه الثالث ، كيف تنظرون في جبهة النضال الشعبي إلى هذا الاتفاق للتهدئة؟
أولاً نحن في جبهة النضال الشعبي مع أي خطوة تهدف التخفيف من معاناة شعبنا وفك الحصار و وقف العدوان و في لقاء الجبهة مع الأشقاء المصريين في القاهرة عبرنا عن رؤيتنا للتهدئة وقلنا نريد تهدئة شاملة و متبادلة و متزامنة تضمن وقف اعتداءات الاحتلال و فتح المعابر و إزالة الحواجز و وقف غول الاستيطان و أن يتم التوقيع على اتفاق التهدئة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المرجعية السياسية العليا لشعبنا في شتى أماكن تواجده و قلنا أن أي اتفاق تهدئة خارج سياق الوفاق الوطني سيشجع الاحتلال على ممارسة الابتزاز السياسي وفرض شروطه و سيكون اتفاقاً هشاً .
ولكن ما حدث عكس ذلك فقد وقعت حركة حماس مع الاحتلال على اتفاق تهدئة مجزوء و منقوص فلم تشمل التهدئة الضفة الغربية و لم يفتح معبر رفح و المعابر التجارية لم تفتح بشكل كامل و واخترق الاحتلال التهدئة عدة مرات مطلقاً الرصاص على المزارعين في المناطق الحدودية مما أدى إلى إصابة بعض الفلسطينيين و استشهاد مواطن شرق خانيونس .
** في الذكرى الواحدة و الأربعين للانطلاقة ما هي رسالتكم إلى الشعب الفلسطيني ؟
رسالتنا إلى شعبنا هي رسالة محبة و وفاء و عهد على مواصلة النضال و الكفاح حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة و الحرية و الاستقلال و الإفراج عن كافة الأسرى من سجون الاحتلال بدون تمييز و نؤكد إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني سنظل مخلصين للمبادئ و الأهداف التي ناضلنا من اجلها و ندعو جماهير شعبنا و قواه السياسية للتمسك بالوحدة الوطنية لأنها طريق الانتصار للمشروع الوطني .