في لقاء مع أمين سر المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي خالد شعبان( سلطان) : الوحدة هي الرد على صعود اليمين الإسرائيلي أي محاولة لإيجاد بديل لمنظمة التحرير مصيرها الفشل
في لقاء خاص مع الرفيق خالد شعبان( سلطان): دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني القوى الفلسطينية كافة إلى إنجاح الحوار الفلسطيني المقرر أن يبدأ في 25 من الشهر الجاري في القاهرة برعاية مصرية وعدم إضاعة هذه الفرصة.
وقال سلطان شعبان أمين سر المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني سكرتير دائرة الساحات في مقابلة مع صحيفة القدس علينا كفصائل أن ننهي هذا الانقسام المدمر لقضيتنا وأن نعلو فوق مصالحنا الحزبية الضيقة والعودة للوحدة والتلاحم وإن ندين استخدام السلاح ونؤكد على حرمة الدم الفلسطيني.
وأكد شعبان وهو عضو بالمجلس الوطني الفلسطيني فشل أي محاولة من قبل أي طرف بإيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وإننا نرى إن المطلوب هو انخراط جميع القوى والفصائل في منظمة التحرير ومؤسساتها والعمل على تفعيلها واعتبر أن الهدف المركزي من العدوان الإسرائيلي على غزة كان تصفية المشروع الوطني الفلسطيني وإدامة الانقسام ومنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة مستقبلاً وكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
ورأى إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية قد برهنت على اتجاه الشارع الإسرائيلي نحو اليمين وإن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستحاول فرض الحل الإسرائيلي على الفلسطينيين لكن وحدة الفلسطينيين هي الرد والكفيل بإفشال هذه المخططات.
وقال شعبان إن جبهة النضال وباقي الفصائل تلقت دعوة مصرية من أجل الحوار في القاهرة في 25 الجاري وقد سبق للأخوة في مصر أن طرحوا جدولاً للحوار الوطني يتمثل بتشكيل لجان في أعقاب الاتفاق على مهام وتشكيل اللجان كان المقرر أن تجتمع اللجان وفي نهاية شهر شباط ولمدة ثلاثة أيام من اجل الوصول إلى وثيقة وفاق وطني لإنهاء الانقسام وقد كان مقترحاً أن تشارك كافة الفصائل التي وقعت وثيقة آذار 2005 في اللجنة الخاصة بمنظمة التحرير الفلسطينية.
بينما تشارك كل من حركتي فتح وحماس وخمسة فصائل يتم التوافق عليها في اللجان الأخرى وهذا ما لم توافق عليه فصائل منظمة التحرير وأصرت على المشاركة في الحوار الوطني الشامل في كافة اللجان وهي:
الحكومة، لجنة الأجهزة الأمنية، لجنة الانتخابات، لجنة المصالحة الداخلية.
وتم إضافة لجنة جديدة في الدعوة الأخيرة وهي لجنة التوجيه العليا، وتشكل مرجعية لعمل اللجان وتتشكل من مصر والجامعة العربية.
ونحن في جبهة النضال كنا نرى أن الخطوة الأساس الأولى أن تقر جميع الفصائل الوثيقة المقدمة من القيادة المصرية لما تتضمنه من مبادئ عامة وأهداف محددة ومتطلبات للمرحلة المقبلة.
وإن المصلحة الوطنية تقضي ضرورة البحث في أنجح الأساليب والوسائل لمشاركة شعبنا وقواه الوطنية والسياسية معركة الحرية والعودة والاستقلال.
وحول الدعوة لتشكيل مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن محاولات عديدة قد تمت خلال عمر المنظمة لشطبها أو إيجاد بدائل إلا أن شعبنا الفلسطيني قد أجهض كل هذه المحاولات وأعلن تمسكه بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد.
ولا اعتقد أن أي طرف أو إطار جديد ممكن أن يجد، قادر على انتزاع اعتراف أكثر من (150) دولة بصفته ممثلاً شرعياً ووحياً للشعب الفلسطيني، ومن هنا نرى أن المطلوب هو انخراط جميع القوى والفصائل في منظمة التحرير ومؤسساتها وعقد مجلس وطني جديد، وأن يتم انتخاب هذا المجلس على قاعدة التمثيل النسبي الكامل حيث أمكن خارج الوطن أو بالتوافق على ممثليي التجمعات الفلسطينية في الخارج بالإضافة إلى تشكيل مجلس مركزي ولجنة تنفيذية فاعلة ذات صلاحية وإعادة إحياء دوائر منظمة التحرير وتفعيلها لأخذ دورها في خدمة شعبنا الفلسطيني وخاصة أن الحفاظ على المنظمة ودورها هو الحفاظ على التمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم.
وحول العدوان على قطاع غزة، قال شعبان: لقد انتصر شعبنا الفلسطيني بصموده وإفشاله لأهداف العدوان رغم الدمار والقصف والقتل وتجريف البيوت والمزروعات.
وفشلت إسرائيل في فرض الاستسلام على شعبنا ولم تنكسر إرادة الصمود لديه، من هنا نحن نرى أننا كشعب فلسطيني وفصائل وقوى قادرين أن نوقع بالمعتدين أفدح الخسائر لو تمت المواجهة والوضع الفلسطيني أكثر تماسكاً وتلاحماً ولكن حالة الانقسام والشرذمة في الوضع الفلسطيني جعلت أداء المعركة إعلامياً وسياسياً ليس بقدر التضحيات التي قدمها شعبنا.
انعكاسات صعود اليمين:
وبخصوص الانعكاسات المترتبة على صعود اليمين الإسرائيلي في الانتخابات الإسرائيلية علي الصعيد الفلسطيني قال أمين سر المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني:
صعود اليمين الإسرائيلي في نتائج الانتخابات الإسرائيلية لم يكن مفاجئاً لنا والمتتبع للحراك السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي منذ عام 1990 يرى صعود متنامياً للقوى اليمينية والمتطرفة داخل المجتمع الإسرائيلي، مما سيجعل إمكانية التسوية سواء على المسار الفلسطيني أو على المسارات العربية ليست في منظور قريب، وأي حكومة سوف تشكل في إسرائيل سوف ترتكز لقاعدة يمينية وسيكون من الصعب تقديم أي تنازلات فيما يتعلق في القدس والاستيطان واللاجئين حتى لو حاول نتنياهو أن يقدم نفسه للإدارة الأمريكية وللمجتمع الدولي بصورة جديدة تختلف عما عرف بحكومته السابقة سيكون محكوماً بمراكز القوى داخل الليكود وبالمزاج العام في الشارع الإسرائيلي.
وعليه لا يوجد أي تفاؤل بهذه المرحلة وسيكون هناك المزيد من الصراعات الحزبية الإسرائيلية ومزيداً من التصعيد والاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني.
الموقف الأمريكي:
وأعرب عن أمله في أن تتوجه الإدارة الأمريكية الجديدة لدفع أي حكومة إسرائيلية قادمة باتجاه السير في عملية السلام وبدء التفاوض مع السلطة الفلسطينية مضيفاً وإن كنت أرى أن الإدارة الأمريكية الجديدة سوف يكون لها أولويات مثل الأزمة المالية ومعالجة تداعياتها على المواطن الأمريكي.
ثم الملف الإيراني، قال: إننا ندعو الإدارة الأمريكية الجديدة إلى عدم تأجيل الملف الفلسطيني وأن تمارس الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67.
وقال شعبان رداً على سؤال المطلوب لمواجهة تداعيات الانتخابات الإسرائيلية أن المطلوب منا كفلسطينيين أولاً إنهاء انقسامنا والعمل في القمة العربية القادمة على إنهاء الخلافات العربية وتقديم الدعم السياسي والمادي للشعب الفلسطيني من أجل تمكينه من مواصلة الصمود والتصدي وإفشال المخططات الإسرائيلية وعلينا وضع استراتيجية للتحرك باتجاه الإدارة الأمريكية الجديدة والمجتمع الدولي من أجل إنهاء الصراع واستعادة الحقوق العربية وانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.