واقع المرأة الفلسطينية في ظل التحديات التي تواجهها
بقلم: ميسون شريتح
المرأة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من نساء العالم، واقعها من واقعهن، تشاركهن نفس الهموم التي تواجه المرأة، وتتميز المرأة الفلسطينية عنهن بنضالها من اجل التحرر من القمع والاضطهاد جراء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجراء التسلط والعنف والعادات والتقاليد المجتمعية.
فعلى مدى نحو 60 عاما واجهت المرأة الفلسطينية ما واجهه أبناء شعبها الفلسطيني كافة من شتات صنوف التشرد والتهجير ومصادرة الحق في التعبير عن الانتماء وعن الهوية الوطنية وممارسة الحياة الحرة الطبيعية، والاستيلاء على الأملاك وتكميم الأفواه وقمع ومصادرة الحريات العامة، ومحاربة قيم المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
ومكانة المرأة السياسية والمجتمعية و حقها في التعليم، و الحياة العامة والوصول إلى مراكز صناعة القرار، وكانت المرأة الفلسطينية دوما شريكا للرجل في مسيرة النضال الطويلة، تقف إلى جانبه وتسانده وتقوم بالدور اليوميّ المتواصل الملقى على عاتقها لخدمة وطنها وقضيتها العادلة على أكمل وجه ،وقد تجلى ذلك بنماذج ساطعة حفرت تجاربها على جدران التاريخ في شتى الميادين وعلى كل المستويات.
لقد واجهت المرأة الفلسطينية كل الانتهاكات الاحتلالية، وواجهت كل الظروف الصعبة والحالكة من أعمال العربدة والقهر الاحتلالي والتمييز المجتمعي، ومن صفوف المرأة كانت الشهيدة والأسيرة وأم الشهيد وأخته وزوجته، وكانت على الدوام ضحية هذا الاحتلال الذي لم يستثني أحدا طيلة سنوات الاحتلال المظلّمة التي تلقي بظلالها على المشهد الفلسطيني ككل.
رغم كل هذه المعاناة التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية بشكل خاص وشعبها الفلسطيني بشكل عام، إلا أن نضال المرأة الفلسطينية لم يتوقف ولن يتوقف وطنيا وسياسيا ونضاليا ونقابيا واجتماعيا وجماهيريا، وسجلت المرأة بأطرها ومؤسساتها الفاعلة حضورا مميزا ،أعطى للمشهد الفلسطيني نكهته الخاصة والمتكاملة.
وكان لكتلتنا – كتلة نضال المرأة – الإطار النسوي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الدور المميز والمعطاء على جبهة حقوق المرأة الفلسطينية في المساواة والعدالة ومحاربة التمييز، حيث انخرطت بكل طاقاتها دفاعا عن حقوق ومكتسبات المرأة والإنجازات التي تحققت، وناضلت جنبا إلى جنب مع مختلف الأطر في الحفاظ على دور ومكانة المرأة الفلسطينية السياسي والمجتمعي ضمن فسيفساء الجغرافيا الفلسطينية.
لا بد لنا كنساء أن نواصل مشوار نضالنا حتى تحقيق كامل الحقوق وفي المقدمة منها حق شعبنا في تقرير مصيره ،وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس وان نستمر في نضالنا النقابي والاجتماعي نحو تطوير وتفعيل دور الاتحاد العام للمرأة كإطار جامع ومظلة تستظل بظلها نساء فلسطين داخل الوطن وفي مواقع اللجوء والشتات، وهذا يستدعى تحركا ونشاطا متواصلا من اجل أن تثمر هذه الجهود وتعزز دور ومكانة المرأة وتقونن حقوقها وان نتجه نحو مأسسة عمل المرأة بكافة أطرها الفاعلة.
سكرتيرة كتلة نضال المرأة / طولكرم