فيتامين (و) … الواسطة …المحسوبية
– الوظيفة التي سأتقدم لها مجهزة لغيري .
– تخرجت من دائرتي بإمتياز ،وتم تعيين من هو أقل مني مستوى.
-انتشار الواسطة يزداد مع انتشار البطالة .
تقرير شذى راغب
رام الله خاص لنضال الشعب/ينتشر في فلسطين وفي كثير من الدول العربية العديد من القضايا والامور التي قد تكون خارجة عن القانون والتي بوجودها انتهاك وانتقاص من حقوق الانسان التي يحق لكل منا التمتع بها دون تمييز او اختلاف، وقضية الواسطة التي تنتشر في كثير من المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة، احدى هذه الامور التي يترتب عليها نتائج سلبية، ولو حاولنا توضيح مفهوم الواسطة بشكل مبسط لوجدنا انها محاولة لادخال وسيط بين طرفين بهدف انجاح عملية ما بطريقة غير سليمة.
وفي مقابلة لنا مع بعض الاشخاص سألناهم عن اسباب الواسطة، كانت ردودهم كالتالي:
رسمي شوعاني موظف في احدى الوزارات قال:” اعتقد ان مثل هذه الظاهرة يجب ان تعالج، ولو كل شخص حكم ضميره لما وجدت أصلا هذه الظاهرة، وارى ان مثل هذه القضية بحاجة لإلقاء الضوء عليها لما فيها ظلم للاخرين “.
أما رنا اللبدي فرأت ان احد اسباب الواسطة هو ضعف في مهارات وقدرات الشخص احيانا والذي يكون بحاجة لوسيط لدعمه من اجل الحصول على وظيفة هو غير كفؤ لها، وقد يكون الشخص المتقدم لوظيفة كفؤ وذي مسؤولية والمؤسسة بحاجة لمن هم من امثاله لكن لكثرة المتقدمين للوظيفة ،ووجود من يتساوى معه تقريبا في الكفاءة يشعر الشخص بوجود حاجز ويجب كسره بايجاد من يدعمه ليتم تعيينه”.
أسباب الواسطة كثيرة وأهمها انتشار البطالة في مجتمعنا بسبب الاحتلال والاغلاقات المستمرة وتراجع الاقتصاد نتيجة لذلك، ناهيك عن الاسباب الاخرى التي تتعلق بالشخص ذاته،من ناحية امكانياته ومهاراته العملية الضعيفة والتي تدفعه لاستخدام الواسطة من أجل الحصول على وظيفة في احدى المؤسسات .
وعن نتائج هذه الواسطة ابدى الكثير من الاشخاص استياءهم من هذه الظاهرة لما يترتب عليها من تفاقم لمشكلات اخرى اخطر…
رولا ابو رحمة ،أكدت ان من أهم نتائج الواسطة هو التأثير النفسي على الطلبة وخاصة الخرجين الجدد الذين لا يجدون طريقهم خاصة وانهم لايمتلكون الخبرة الكافية على حد قول العديد من المؤسسات والشركات سواء الخاصة منها أو الحكومية.
وفي ذلك قال م.س من سلفيت وهو خريج كلية الحقوق عام 2003 الذي التقينا معه وهو في إحدى الوزارات الحكومية بهدف تقديمه طلب توظيف ” انا لم اجد فرصتي في التوظيف من بداية تخرجي حتى هذه اللحظة وجئت هنا وانا على يقين انه لم يتم تعييني، لكن ضغط من حولي جعلني اتقدم لهذه الوظيفة ، ولكي أبريء ذمتي امام الله بأني سعيت ، وأنا الان أحاول جاهداً السفر للخارج والعمل ولو حتى بوظيفة أقل من مستواي العلمي المهم أن أعمل، وأنا أظن أن هذه الوظيفة التي سأتقدم لها مجهزة لغيري ، والكثير يعلم ذلك ونحن نرى بأم اعيننا مايحصل”.
هذه أيضا أحد الأسباب التي قد تؤدي الى هجرة الكفاءات للحصول على عمل وبالتالي يؤدي ذلك الى انخفاض وتراجع مستوى وتطور المجتمع وخسران هذه الكفاءات القيمة، ولم تم دعمها من قبل الجهات المختصة في مجتمعنا وكلا في تخصصه لوصلنا لاعلى المستويات التي قد نضع انفسنا من خلالها في مقارنة مع الدول الغربية الاخرى .
وفي حديثنا مع مدير أحد الشركات الخاصة حول هذا الموضوع، و عن الاسس التي من خلالها يتم قبول وتعيين الموظفين لديهم، علق قائلا: ” ان هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الاخرى المتعلقة بعملية التوظيف ليست منتشرة فقط في فلسطين لكنها منتشرة في بعض الدول العربية، لكن لايمكن قبول أي شخص بشركتنا الا اذا خضع لاختبار واثبت جدارته وتم النظر في مهاراته وامكانياته التي تتناسب والوظيفة المطلوبة، و لا ننكر ان بعض المؤسسات والشركات يحصل فيها مثل هذه الامور كون العلاقات البشرية والمصالح الخاصة تحكم الشخص للجوء لمثل هذه الحالات، لكن هناك شركات تختار الصفتين معا من هو متمكن ومن له واسطة”.
تختلف أسس وقوانين كل شركة أو مؤسسة فيما يتعلق بأي شأن من شؤون الموظفين وتعيينهم بما يتناسب وامكانياتها ومصالحها الخاصة التي تتفاوت من مكان لاخر ، وجميع الامور السابقة نتجت عن الواسطة وأثرت بشكل مباشر، وهناك اسباب اخرى قد تكون ذات صلة غير مباشرة، لكن المشكلة اذا لم تعالج من بدايتها ادت الى تفاقم مشكلات اخرى، ونحن وفي مثل الظروف التي يمر بها مجتمعنا من حروب وتغيرات اقتصادية وفلتان في العديد من القضايا لاننكر وجود مثل هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السلبية الاخرى .
ز.ش اكدت على انتشار ظاهرة الواسطة بشكل كبير مدعمة ذلك بحادثة حصلت لها شخصيا ، قائلة” تخرجت من كليتي بإمتياز وكان يجب أن يتم تعييني في دائرتي كأي نظام في كل الجامعات لكن تم تعيين من هو أقل مني في مستواه العلمي بسبب معرفته الشخصية بالمختصين بشؤون الموظفين”.
للواسطة سلبيات كثيرة خاصة وانها تنتشر بشكل كبير في ظل ارتفاع نسبة البطالة والتلاعب من قبل بعض الافراد في مجتمعنا والتي من اهمها هضم لحقوق الانسان والتمييز بين شخص واخر بواسطته، والعديد من السلبيات المختلفة الضارة بمجتمعنا الذي بحاجة ماسة لمن ينهض بها ويعمل على تنميتها.