في ندوة نظمتها النضال الشعبي بغزة حول المصالحة الوطنية مطالبة اطراف الصراع بالاعتذار للشعب
وتعزيز ثقافة التسامح والتعددية السياسية ،ضرورة ابعاد مرتكبي الاحداث الدموية عن قيادة
الوضع السياسي والاجتماعي، الدعوة لعقد المؤتمرات الشعبية وتشكيل لجان متخصصة
لدعم المصالحة الوطنية
غزة /أكد سياسيون ومثقفون على ضرورة تحقيق المصالحة السياسية كمدخل لتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية وتعزيز قيم التسامح في المجتمع الفلسطيني، وإنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة بين شطري الوطن الواحد، ووقف حملات التحريض الإعلامية والبدء بخطوات عملية على أرض الواقع لتهيئة الأجواء والنفوس للمصالحة.
جاء ذلك خلال اللقاء الحواري حول لجنة المصالحة الوطنية الذي نظمته جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بحضور ممثلين عن فصائل العمل الوطني ومثقفين ووجهاء ومهتمين وذلك في قاعة جمعية الهلال الأحمر في غزة.
وأعرب إبراهيم أبو النجا عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعضو لجنة المصالحة في كلمته عن تشاؤمه من إمكانية تحقيق المصالحة الوطنية في الوقت التي تمارس فيها أجهزة الأمن التابعة للحكومة المقالة في غزة اعتدائها على المواطنين واعتقالهم حتى في ظل أجواء الحوار .
مؤكدا أن ما حدث من انقسام واقتتال داخلي كان بالإمكان إيقافه إذا ما حكمنا لغة العقل وأن نجنب الشعب المزيد من الويلات والدمار.
وشدد أبو النجا على ضرورة إنهاء ” التحريض ” في المساجد على أعمال القتل وإراقة الدماء ولكنه أكد في الوقت ذاته بان قلوب حركة فتح ما زالت مفتوحة وكذلك أيديهم للمصالحة إذا ما رغب الطرف الأخر فعليا في تحقيق المصالحة فنحن راغبون كي نرمم مع اقترفناه بحق شعبنا وعلينا أن نعتذر جميعا لشعبنا كي يرى مرحلة ومحطة جديدة عله يرضى عنا.
ومن جانبه أكد إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس وعضو لجنة المصالحة أن هناك أجواء ايجابية انعكست على الحوارات في القاهرة مشيرا أن حركته حريصة على موضوع المصالحة مدللا على ذلك بأنها طالبت بوجود هذه اللجنة التي لم تكن مطروحة من قبل في القاهرة.
وأشار رضوان أن هناك انقساما اجتماعيا تعدى الانقسام السياسي في خطورته وأبعاده على المجتمع الفلسطيني مؤكدا على وجوب إعادة الحقوق إلى أصحابها وفق الوجهة الشرعية والعرفية ومعالجة آثار الخلافات والدماء والقتل مشددا في ذات الوقت على ضرورة تضافر كل الجهود من خلال لجنة المصالحة العليا والتي تضم جميع الفصائل والعلماء والوجهاء والمثقفين للولوج بخطوات عملية من شأنها أن تهيئ الأجواء لإعادة اللحمة الوطنية.
كما ركز رضوان على ضرورة تحقيق التهدئة الإعلامية ووضع خطة وطنية عليا تتضمن الجانب الإعلامي والثقافي وتعزز من قيم التسامح وتحدث تقارب في وجهات النظر المختلفة.
وبدوره قال عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي وعضو لجنة المصالحة أن هدف اللقاء هو الإطلاع على أراء وأفكار بعض أعضاء لجنة المصالحة المتواجدين في غزة وشخصيات وطنية لمناقشة سبل تعزيز عمل هذه اللجنة لتحقيق أهدافها ومهامها مؤكداً أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء أية خلافات.
وشدد قديح على ضرورة تكريس ثقافة التسامح والاحترام وتجريم الاقتتال والعنف الداخلي وتحريم الدم الفلسطيني وتوظيف الإعلام لخدمة القضايا الوطنية وليست المصالح الحزبية وإنهاء أية إجراءات داخلية من شأنها أن تضر بالجهد المبذول باتجاه تعزيز ثقافة التسامح ومعالجة كل القضايا التي تمس حقوق المواطنين وتشكيل لجنة وطنية للمصالحات على مستوى المحافظات.
وتخلل اللقاء العديد من المداخلات من قبل الوجهاء والمثقفين والأكاديميين ركزت في مجملها على ضرورة القيام بخطوات عملية على أرض الواقع لتعزيز الأجواء الايجابية على طريق تحقيق المصالحة الوطنية المرتبطة بتحقيق المصالحة السياسية أولا وعودة الوحدة لشطري الوطن مع عدم إغفال وتغييب القانون بحق القضايا التي من شأنها أن تعزز مبدأ المساءلة والمحاسبة وتجريم من ثبت بحق فعليا أعمال القتل والتخريب والإساءة.