د. غوشة في حوار مع صحيفة الزمان ، لأولوية لتشكيل الحكومة ودخول حماس منظمة التحرير يجدد شبابها
القاهرة /شهدت الأيام القليلة الماضية عقد مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني بمشاركة معظم الفصائل الفلسطينية وهو المؤتمر الذي تمخض عن إعلان يتضمن المبادئ الأساسية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطينية وعقب نهاية هذا المؤتمر التقت (الزمان) بالدكتور سمير غوشة الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني حيث دار معه الحوار التالي:
شكك بعض المراقبين في مدي فاعلية القرارات التي صدرت عن مؤتمر الحوار الفلسطيني في ضوء عدم تنفيذ القرارات التي صدرت عن مؤتمرات اخري سابقة فما وجهة نظركم؟ وما آلية تنفيذ القرارات التي اتخذت؟
في البداية احب ان اوجه التحية للقيادة المصرية علي مبادرتها وجهودها التي تكللت بعقد هذا المؤتمر. اما فيما يتعلق بالقرارات فلقد عبرت تلك القرارات عن ارادة مشتركة لدي كافة الفصائل بضرورة التوجه للوحدة من خلال الحوار كما وضعت آليات للعمل من خلال تشكيل لجان مختصه تقدم مقترحات عملية ملموسة وحددت المهام العاجلة لهذه اللجان والتي ترك لها وضع الخطط التفصيلية وآليات عملها مستندة الي تراكمات سابقة متمثلة في اعلان القاهرة عام 2005 او وثيقة الوفاق الوطني ونحن في كل هذا لا نريد استباق النتائج لاننا توصلنا الي تشكيل لجان واخدنا قرارات بسرعة انعقادها يوم 10 مارس القادم لاتاحة الفرصة لكل طرف لاعداد الاوراق بحيث تعطي فرصة لانجاز عملها في نهاية شهر مارس ونعتقد ان هذا الامر جدير بالاهتمام فلم تؤخذ قرارات تظل معلقة في الهواء ولكن حدد لها مواعيد بدقة وبعد ذلك سوف تقيم لجنة المتابعة العليا الاوضاع لتحسم الموقف العام للوصول الي اتفاق خلال شهر ويعقد مؤتمر بمشاركة الاطراف العربية لبحث هذا الاتفاق.
ولكن البعض قال ان الاشكالية الاساسية بين حماس وفتح هو اختلاف البرنامج السياسي بينهما؟
يجب ان نستفيد من تجارب الشعوب وحركات التحرر في العالم في ايجاد الوسيلة المناسبة وقد وجدنا ان الوسيلة المناسبة لنا هو اقامة جبهة وطنية عريضة تشارك فيها كل الفصائل فالقوي والمنظمات والاتحادات الشعبية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية ورغم الاختلاف والتناقضات بين بعض الفصائل الا اننا جعلنا التناقض الرئيسي في مواجهة الاحتلال ولقد اثبتت التجربة العملية التي خاضتها كل من فتح وحماس اننا لابد ان نتوصل جميعا رغم التباين والاجتهادات الي برنامج مشترك يستند الي برنامج المقاومة والمقاومة لا تعني فقط مقاومة عسكرية بل تشمل مقاومة سياسية ومقاومة شعبية وعلينا ان نحدد كقوي كما اتفقنا في وثيقة الوفاق الوطني شكل المقاومة المناسب لكل مرحلة من خلال لجنة تحدد اشكال المقاومة ومن هذا المنطلق فانه يمكن القول انه اذا كان هناك توجه جدي وارادة ورؤية شاملة نستطيع ان نتفق علي برنامج للمقاومة ضد الاحتلال.
انتقد السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو المقاومة التي تنتهجها حماس باطلاق صواريخ تؤدي الي نتائج ضئيلة وتعطي الذرائع لاسرائيل لقتل مئات بل آلاف الفلسطينيين كما حدث مؤخرا في قطاع غزة فما وجهة نظركم؟
هذه وجهة نظره ولكن وجهة نظرنا كما قلت من قبل انه من الضروري ان نتفق علي شكل النضال من خلال لجنة خاصة كما حدث في وثيقة الوفاق الوطني اما قضية العدوان الاسرائيلي علي الفلسطينيين فهذا العدوان متواصل بغض النظر علي ان حماس اطلقت صواريخ ام لم تطلق والدليل علي هذا انه لم تنطلق صواريخ من الضفة الغربية ورغم ذلك استمرت الاعتداءات الاسرائيلية والاعتقال واقامة المستوطنات والجدار العازل فاسرائيل لها برنامجها وسياستها العدوانية قد تستغل بعض الذرائع ولكنها في النهاية لا تريد السلام.
وكيف يمكن حل مشكلة تشكيل الاجهزة الامنية والتي ادت الي صدامات مستمرة بين حماس وفتح؟
بلا شك ان هذه احدي القضايا التي تحتاج الي الصدق والاخلاص في حلها ورغم ذلك فان حلها ليس مشكلة مستعصية ونحن ندرك ان حل تلك القضية لا يأتي مباشرة بل تحتاج الي مرحلة يتم خلالها اعادة تقييم وتنظيم تلك الاجهزة وقد تستغرق تلك العملية عدة اشهر ولكن من خلال الارادة المشتركة نستطيع الوصول الي حلول
وهناك قضايا اخري تحت التي تدرج في حلها ربما لبضعة اشهر ولكن اري ان القضية العاجلة الآن هي تشكيل الحكومة وبعد ذلك يتم حل المشاكل الاخري.
وهل تم الاتفاق علي تشكيل حكومة موسعة لا تقوم علي المحاصصة كما حدث في الحكومات السابقة بغض النظر عن نتائج الانتخابات القادمة؟
نحن نتكلم الآن عن حكومة انتقالية خاضعة للحوار والنقاش وهناك عدة صياغات ومن وجهة نظرنا فان الخيار الافضل هي حكومة تفتح المجال لكل من يريد ان يشارك من الفصائل والي عدد من الكفاءات الوطنية بحيث تستطيع ان تقوم بدورها وفي نفس الوقت تجمع طاقات الشعب الفلسطيني وبمجرد عقد الانتخابات وعلي ضوء نتائجها نستطيع ان نشكل حكومة بمن يرغب في المشاركة وقد تضم كفاءات قانونية إلا ان هذه قضية تحسم لاحقا ولكننا الآن نتكلم عن حكومة انتقالية وحتي اجراء الانتخابات وبعد ذلك سيتخذ المجلس التشريعي قرار تشكيل الحكومة المنتخبة.
وما طبيعة الدور المصري في المرحلة المقبلة بعد تشكيل اللجان؟ وهل هذا الدور يؤثر علي دور جامعة الدول العربية؟
نحن نقدر الجهد المصري المتواصل والذي يضع كل امكانيات مصر لتحقيق الوحدة وانهاء الانقسام وقد ابدي الاخوة في القيادة المصرية استعدادهم لمساعدة اللجان التي تتشكل في ضوء ما تتوصل اليه اللجان كما اتفقنا علي تشكيل لجنة متابعة عليا اذا برزت صعاب تشكل من مصر والجامعة العربية وعدد من الشخصيات الفلسطينية المستقلة لحل هذه الاشكاليات واعتقد ان هناك دوراً خاصاً لمصر بحكم وزنها وثقلها في المنطقة واذا كان للجامعة دور فهو دور مساعد ويبقي الدور المصري هو الاساسي نظرا لان قضية فلسطين تمس الامن القومي المصري بشكل مباشر ولكن لابد ان نكون واضحين من ان الدور الرئيسي يقع علي الفلسطينيين انفسهم فلابد ان يمتلكوا الارادة والعزم ويطلبوا المصالح العليا للشعب الفلسطيني فهذا يسهل دور مصر الجامعة.
وما تقييمكم لتصريحات خالد مشعل باقامة كيان للمقاومة وما يجمع الفصائل التي تتبني برنامج المقاومة؟
من خلال نقاشي مع الاخوة في حماس قالوا ان هذا شيء اسيئ فهمه ومشعل
نفسه قال انها لن تكون بديلا لمنظمة التحرير والدليل العملي انه في النقاط التي اتفقنا عليها تم التأكيد علي ضرورة تفعيل واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية علي اعتبار انها ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
وما رؤيتكم لتفعيل دور المنظمة؟
اتفقنا علي ان يتم تفعيل دور المنظمة وفق اسس ديمقراطية وذلك من خلال انتخاب مجلس وطني فلسطيني داخل الوطن وخارجة ان امكن هذا والذي يتولي اعادة بناء كافه المؤسسات.
ولكن هناك تخوف من سيطرة حماس علي المنظمة اذا انضمت اليها؟
بالعكس انا اري ان دخول حماس والجهاد الي منظمة التحرير يجدد شباب المنظمة فالمنظمة يجب ان تكون مفتوحة للجميع علي أساس التمثيل النسبي الكامل واذا لم يمكن الاخذ بهذا النظام يمكن الاخذ بمبدأ التمثيل النسبي الكامل ويمكن الاخذ بالنظام المختلط القائم علي 50% مختلط و50% نسبي.
في ضوء تشكيل حكومة يمنية متطرفة في اسرائيل هل تري ان عملية السلام وصلت لطريق مسدود؟
لا شك ان تشكيل حكومة يمنية متطرفة سوف يزيد الامر تعقيدا فاذا كان حزب العمل والذي يوصف بانه في جناح الحمائم لم يلتزم بعملية السلام واستمر في العدوان علي العرب فكيف سيكون الحال بحكومة يمنية متطرفه وهذا يتطلب موقفاً عربياً ودولياً لالزام اسرائيل بالالتزام بالقانون فطالما استمرت اسرائيل دولة فوق القانون فسوف يتأزم الموقف.
وكيف يمكن مواجهة قرار اسرائيل بطرد عشرات الاسر الفلسطينية من القدس لتهويدها؟
هذا يحتاج الي موقف فلسطيني وعربي موحد وهذا يدخل ضمن اجندات القمة العربية القادمة وكذلك موقف حازم من المجتمع الدولي والرباعية الدولية والامم المتحدة بردع اسرائيل عن الاستمرار في مخططاتها.
دعا الملك عبد الله في خطابة امام قمة الكويت الي ان مبادرة السلام لم يتم تنحيها اذا استمر الموقف الاسرائيلي المتعنت فهل تعتقد ان الموقف قد حان لاتخاذ تلك الخطوة؟
سحب مبادرة السلام دون وجود بديل سوف يترتب عليه امران اما اسقاط السلام كخيار استراتيجي وهذا يتطلب الاستعداد للحرب واما ترك الامور دون أية ضوابط وهذا يضر الموقف العربي لذلك يجب ان نحدد البدائل السياسية والاقتصادية والعسكرية قبل اتخاذ هذه الخطوة.
هل تعتقد ان زيارات المبعوثين الاوربيين والامريكيين لقطاع غزة يعد مؤشرا علي تغير في موقف تلك الاطراف تجاه حركة حماس؟
هذه الزيارات كان لها طابعها الانساني ولم يتم لقاءات سياسية مع قادة حركة حماس ولكن اري ان مشاركة حماس في حكومة وفاق وطني سوف يؤدي الي اعتراف بحماس والوضع الفلسطيني باكمله لان حماس حركة وطنية فلسطينية ونري ضرورة التعامل بايجابية مع الوضع الفلسطيني ككل بما فيه حركة حماس.
في ضوء استمرار اغلاق معبر رفح خرجت انتقادات من بعض قيادات حماس ضد استمرار مصر لاغلاق هذا المعبر كيف تنظرون الي تلك الانتقادات؟
مصر لم تغلق معبر رفح بل ادخلت من خلاله آلاف الاطنان من الاغذية للشعب الفلسطيني وكذلك الجرحي والحالات الانسانية من منطلق واجبها القومي وهناك اتفاقية دولية خاصة بالمعابر وليس معبر رفح هو المعبر الوحيد بل هناك العديد من المعابر الآخر التي تسيطر عليها اسرائيل ولا تسمح بالانتقال خلالها من غزة الي الضفة اما اختصار القضية في معبر رفح فقط فهو موقف خاطئ ومحاولة تحميل مصر وحدها المسؤولية بدلا من تحميل الاحتلال تلك المسؤولية.
وهل يتطلب الامر تعديل تلك الاتفاقية حتي تأخذ في الاعتبار الموقف علي الارض؟
اذا تمت المصالحة واتفق الفلسطينيون علي اعادة وحدتهم فان لنا حق مشروع في المطالبة بتعديل الاتفاقية.
كيف تنظرون الي الدور الايراني في ضوء الانتقادات الموجهة لهذا الدور لعرقلة الحوار الفلسطيني؟
القضية الفلسطينية ليست قضية محلية بل تؤثر وتتأثر بالأوضاع الاقليمية والدولية وبحكم مكونات الساحة الفلسطينية فان اي قوي اقليمية تحاول رفع الامور في اتجاه رؤيتها السياسية ونحن نقول ان مصلحتنا كفلسطينيين ان لا نكون في اي محور بل تكون في وفاق مع الجميع وفي نفس الوقت نرفع شعار استقلالية القرار الفلسطيني ونطالب الجميع بعدم التدخل في الشأن الفلسطيني من اي جهة كانت دون ذكر دولة معينة.