قديح: ننظر بكل أمل وثقة بأن الحوار سيحقق نتائجه باتفاق شامل يؤسس لعمل فلسطيني مشترك بعيداً
عن المحاصصة،ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيا وحيدا لشعبنا وحاضنة لسلطتنا الوطنية
غزة / قال عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ومقرر لجنة المصالحة الوطنية في جلسات حوار القاهرة خلال حوار له مع وكالة “قدس نت للأنباء” ، أنه لا مجال لنا إلا استعادة وحدتنا الوطنية وطي هذه الصفحة السوداء بكل آلامها وعلى قاعدة الشراكة الحقيقة بعيداً عن التفرد والأنانية الحزبية من اجل كسر الحصار وفتح المعابر و إعادة اعمار غزة ووقف كل أشكال الاعتداء التي تمارس على مناطقنا الوطنية “.
مؤكدا عقب عودته من القاهرة ، على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيا وحيدا لشعبنا وحاضنة لسلطتنا الوطنية بعيداً عن أي حسابات فصائلية ضيقة .
وفيا يلي نص الحوار :-
كيف تصفون الأجواء التي جرت خلالها حوارات لقاءات القاهرة ؟
لقد جرت الحوارات في القاهرة بشكل يعبر عن شعور بالمسؤولية العالية لكل الاتجاهات والقوى السياسية الفلسطينية ، حيث أن الجميع جاء إلى الحوار وهو على قناعة أن مصلحة شعبنا في طي هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا والتي أدت إلى تمزيق وحدة شعبنا سياسياً وجغرافياً مما ألحق أفدح الأضرار بشعبنا و قضيته الوطنية , وأيضا استدراكاً للتطورات المتوقعة بعد فوز
اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل وتواصل الهجمة الإسرائيلية على شعبنا سواء بالتوسع الاستيطاني أو هدم المنازل وخاصة في القدس في محاولة لتهويدها والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري والتوغلات والاغتيالات اليومية واستمرار الحصار والإغلاق للمعابر كل هذا شكل شعوراً لدى الجميع بضرورة البحث عن أسس مشتركة لإعادة الوحدة لشعبنا وقضيتنا مع محاولة كل طرف لتسجيل نقاط لصالحه ، هذا وقد ساد عمل اللجان الخمس ولجنة التوجيه العليا أجواء من الجدية والنقاش المعمق في كافة القضايا وبين جميع الأطراف .
من خلال مشاركتك في حوارات القاهرة ومقرر لجنة المصالحة ما أهم الانجازات التي حققها حوار القاهرة؟
بالنسبة لأهم الانجازات التي تحققت بحوار القاهرة فإنني اعتقد وبروح ايجابية عالية بأنه قد أنجز الكثير من النتائج الأولية ، والتي تم التوصل إليها بعيدة عن أيه نظرة تشاؤمية تحاول أن تتجاهل ما تحقق من نتائج ، فمجرد الجلوس والنقاش في كل القضايا وبين جميع الأطراف ، بمعنى انه تم استبدال لغة الاتهامات والتخوين بلغة الحوار والنقاش والبحث عن حلول للقضايا الخلافية مهما كانت هذه القضايا بجانب ما تم انجازه من قبل معظم اللجان التي توافقت كافة الأطراف فيها على أسس ومهمات عملها وتنتظر التطبيق العملي فور الإعلان عن الاتفاق النهائي ، فمثلاً لجنة المصالحة الوطنية و التي كنت مقرراً لها استطاعت خلال ثلاثة أيام فقط الاتفاق على كل القضايا التي تم تناولها باستثناء قضية واحدة والتي تم معالجتها من لجنة التوجيه العليا وبذلك تم التوافق على كل مهمات هذه اللجنة ن وكذلك في اللجان الأخرى تم التوافق على الكثير من القضايا باستثناء القضايا التي بقت عالقة وتحتاج إلى حلول ومن هنا جاء القرار المصري بتعليق جلسات الحوار لعودة كل الأطراف إلى قياداتها لمناقشة هذه القضايا الخلافية الأربعة وهي المنظمة ومرجعيتها ، والنظام الانتخابي ، وبرنامج الحكومة ، والأمن .
هناك عقبات واجهتكم في حوارات القاهرة ما هي أهم العقبات التي حالت دون توقيع اتفاق المصالحة في
هذه الجولة من الحوارات ؟
حول العقبات التي أحالت دون توقيع اتفاق المصالحة في هذه الجولات من الحوارات ، هناك قضية منظمة التحرير ومرجعيتها تم التوافق على تنفيذ ما ورد في اتفاق القاهرة 2005 حيث توافقت القوى والفصائل على تشكيل هيئة قيادية مؤقتة تعمل على متابعة وتفعيل منظمة التحرير حتى إجراء انتخابات مجلس وطني جديد ، وهناك من يرى فيها بديلاً لمؤسسات وهيئات م.ت.ف في الوقت الذي تتمسك فيه فصائل المنظمة بهيئاتها وان لا تكون هذه الهيئة بديلة لـ م.ت .ف .
أما حول النظام الانتخابي تم التوافق على موعد الانتخابات بما لا يتجاوز 25/1/2010 ، وهناك تباين حول التمثيل النسبي الكامل حيث تجمع الفصائل بما فيها جبهة النضال على التمثيل النسبي الكامل ،بينما حركة حماس تتمسك بالنظام السابق المناصفة ، كذلك تطالب برفع نسبة الحسم إلى 8 % بينما نحن والقوى نرى بضرورة التمسك بالنسبة المتفق عليها سابقاً 1.5 % .
وبخصوص برنامج الحكومة فبقى عالقاً ويستمر التفكير في إيجاد مخرج للتوافق على برنامجاً يكون مقبولاً ومتوافق عليه لكي تتمكن الحكومة القادمة بالقيام بمهامها وخاصة في مجال الأعمار لغزة وإعادة بناء الأجهزة الأمنية والإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة وتوفير شروط نجاحها .
و في موضوع الأمن وضرورة معالجة وضع الأجهزة الأمنية فالجميع أكد على ضرورة بناءها على أسس وطنية ومهنية لكي تكون مؤسسة للوطن بعيداً عن الفصائلية والمحاصصة .
ما هي رؤيتكم في جبهة النضال الشعبي لمستقبل الحوار الوطني الشامل ؟
رؤيتنا لمستقبل الحوار الوطني الشامل فإننا ننظر بكل أمل وثقة بان هذا الحوار سيحقق نتائجه باتفاق شامل يؤسس لعمل فلسطيني مشترك بعيداً عن المحاصصة التي دفعنا ثمنها غاليا خلال هذين العامين الماضيين ، لكي نستطيع أن نواجه الاستحقاقات القادمة من خلال حكومة نتنياهو المتطرفة .
كيف تقيمون الدور المصري والعربي اتجاه الحوار ؟
بالنسبة للدور المصري لقد لعب الإخوة المصريين دوراً متميزاً في رعاية هذا الحوار وتوفير شروط نجاحه من خلال المتابعة الجدية لعمل اللجان والذي شاركوا فيه بكل إخلاص لإنجاحه وتصميمهم على إنهاء حالة الانقسام الداخلي التي يعيشه شعبنا الفلسطيني .
ما هي رسالتكم للفصائل وللشعب الفلسطيني ؟
رسالتنا للفصائل والشعبا الفلسطيني فإنني أرى أن لا مجال لنا إلا استعادة وحدتنا الوطنية وطي هذه الصفحة السوداء بكل آلامها وعلى قاعدة الشراكة الحقيقة بعيداً عن التفرد والأنانية الحزبية من اجل كسر الحصار وفتح المعابر و إعادة اعمار غزة ووقف كل أشكال الاعتداء التي تمارس على مناطقنا الوطنية ، متمسكين بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيا وحيدا لشعبنا وحاضنة لسلطتنا الوطنية بعيداً عن أي حسابات فصائلية ضيقة .