في يوم الأرض لنعزز ثقافة المقاطعة والنضال
بقلم : محمد علوش
في الثلاثين من آذار يحّل يوم الأرض الخالد حيث نستقبل ذكرى خالدة وعزيزة وهبة جماهيرية لن تموت وشعلة نضال لن تنطفئ ، إنها ذكرى يوم الأرض ، ذلك اليوم المجيد الذي عبر فيه شعبنا عن تشبثه بأرضه وتمسكه بحقوقه الوطنية وإصراره على مواجهة إجراءات وممارسات الاحتلال وسياساته الاستيطانية التي تستهدف مصادرة أراضينا في الداخل الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب ، فهبت جماهير شعبنا لتدافع عن أرضها ولتقول لا لمصادرة الأرض ، لا للاستيطان وعزل وتهويد القدس عاصمة النضال الفلسطيني ، نعم لحق شعبنا التاريخي والقانوني في أرضه ووطنه ، في هذا الوطن الذي لا وطن سواه ، وحلقت أرواح الشهداء الأكرم منا وأنبل من في الكون لتزين سماء فلسطين العابقة بندى الخطوات نحو شمس الحرية ولتجعل من هذا اليوم رمزا خالدا للتمسك بالأرض والحفاظ عليها .
تأتي ذكرى يوم الأرض لتجدد فينا العزيمة على طريق النضال حتى تحقق أهداف وتطلعات شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال، ولتعزز إيماننا بحتمية انتصار نضالنا على الاحتلال ومشاريعه وسياساته التوسعية والسرطانية والجرثومية،ففي يوم الأرض لا بد لنا من تفعيل نضالنا في مواجهة الاستيطان وجدار الضم والفصل العنصري، ومحاولات عزل وتهويد واسرلة القدس، وأن نستعيد وحدتنا الوطنية كصمام أمان في مواجهة التناقض الرئيسي مع الاحتلال .
في يوم الأرض لا بد من وقفة تقييمية شاملة وجادة من أجل تعزيز وتطوير أدوات النضال والكفاح الشعبي والجماهيري حفاظا على حقنا في استعادة حقوقنا الوطنية العادلة والغير قابلة للتصرف،ومن ضمن أشكال النضال في هذه المرحلة إلى جانب الفعل الشعبي الجماهيري، بتكريس ثقافة المقاومة ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، وتعزيز قيم الوطنية الحقيقية المؤمنة بفلسطين حق الإيمان .
في يوم الأرض هذا العام سيكون مناسبة استثنائية حيث سيتم إطلاق حملة مقاطعة دولية ومحلية لإسرائيل بسبب ما ترتكبه من ممارسات وإجراءات عنصرية ضد شعبنا، وبسبب استمرار تنكرها لحقوق شعبنا العادلة والمشروعة ، حيث سيتم إطلاق حملة مقاطعة للمنتجات الإسرائيلية من فلسطين يشارك فيها كل القوى والأطر والفعاليات والمؤسسات الوطنية والشعبية ، كما سيشارك في الحملة ممثلين عن أكثر من 6000 حزب وحركة ومؤسسة دولية في جميع أنحاء العام لمعاقبة دولة الاحتلال على جرائمها واعتداءاتها وإلزامها بالقانون الدولي والشرعية الدولية والحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني .
في يوم الأرض يجب أن يتجدد النضال من أجل حرية وحقوق شعبنا وتحقيق أهدافه السامية وأن تعزز وحدة الصف الفلسطيني بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وإحراز تقدم جدي على صعيد الحوار الوطني، وإعطاء شعبنا أملا جديدا على طريق تحقيق آماله الكبرى ، فالحوار والحوار فقد هو السبيل الأوحد لإيجاد حلول لخلافاتنا الداخلية الفلسطينية المضرة بنضال ومصالح شعبنا ، فهل نعود إلى جادة الصواب والى المنطق الصحيح ونلتف جميعا حول قضيتنا الوطنية التي تواجه تنحديات كبرى وخصوصا مع صعود اليمين المتطرف في دولة الاحتلال إلى سدة الحكم ، وهل نفعّل نضالنا المشترك ونعمل بصيغة الفريق الواحد الموّحد وخصوصا في العمل الوطني ، وأن تكون مرجعية موّحدة لكل شيء ، على صعيد المقاطعة هناك ( الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ) لماذا يحاول البعض المزاحمة فلننضم جميعا إلى هذه الحملة موحدين قوى وفصائل ومؤسسات ونقابات .. الخ ، وفيما يتعلق بفعاليات يوم الأرض ونحن في رحاب الذكرى الثالثة والثلاثون ليوم الأرض ، لماذا لا تتوحد كل الفعاليات لإنجاح الفعاليات المشتركة للجميع ، متى ننتصر لشعار : فلسطين فوق الجميع .. وفلسطين اكبر من الجميع .