أمام حكومة لبيرياهو…
بقلم : محمد علوش
وأخير وبعد تكهنات وتوقعات حول تركيبة وتشكيلة وائتلاف حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعد الانتخابات الأخيرة التي تمت في دولة الاحتلال انقشع الغبار، واتضحت الصورة الحقيقية للمجتمع الإسرائيلي بصعود اليمين العنصري والفاشي إلى سدة الحكم في ( إسرائيل ) ،وكان واضحا وجليا أمامنا كفلسطينيين وأمام المجتمع الدولي بأسره، أن الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو المتحالف مع أحزاب اليمين وليبرمان العنصري المتطرف ومع باراك سيء الصيت سيكون لها دلالاتها والتي كانت واضحة من تصريحات ليبرمان حول مسألة المفاوضات والاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير والجانب الإسرائيلي، حيث يطرح إعادة النظر في هذه الاتفاقيات وعدم الاعتراف بها على اعتبار أنها غير ملزمة ولن تلتزم بها هذه الحكومة المتطرفة .
سيكون هناك محاولات مستقبلية قريبة من حكومة نتنياهو ، ليبرمان ، باراك هذه الحكومة اليمينية المتطرفة والتي لا تعترف بالحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني محاولات للتملص من مستحقات اتفاقيات ( السلام ) والعملية السياسية في المنطقة، وتملص وخداع في تنفيذ الالتزامات الإسرائيلية مثلما فعلت حكومة نتنياهو في السابق حين إعادة ملف المفاوضات إلى المربع الأول وفاوضت على المفاوض عليه، وتهربت من المواعيد والاستحقاقات بدعوى أن لا مواعيد مقدسة !!
وحكومة نتنياهو هذه وسياساتها وأجندتها لن تكون مختلفة عن مخططات شارون ومحاولاته المتكررة لتجميد الاتفاقيات دون إلغائها ، الأمر الذي يطلب تمسكا فلسطينيا بالحقوق والثوابت الوطنية وفضح وتعرية سياسات وإجراءات الاحتلال أمام العالم والمجتمع الدولي بأسره، وتحميل الأمم المتحدة مسؤولياتها في هذا الإطار من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية اليوميّة والمتواصلة في سائر الأراضي الفلسطينية وخصوصا فيما يتصل بالهجمة الشرسة في مدينة القدس بهدف عزل ومحاصرة المدينة وتهويدها ومحاولة اسرلتها وتغيير معالمها الجغرافية والديمغرافية والتاريخية مع ما يترافق مع ذلك من توسع استيطاني في الضفة ،وتهديدات متواصلة لقطاع غزة بعد العدوان الواسع الذي تعرض له شعبنا في قطاع غزة.
وقد عكف الاحتلال على تقطيع أوصال المناطق المحتلة بالطرق الالتفافية والحواجز العسكرية والجدار والمستوطنات والمواقع الاستيطانية المؤقتة والثابتة ، وأن المطلوب فلسطينيا وقبل كل شيء وأمام ( حكومة لبيرياهو ) وصعود اليمين المتطرف هو العمل على استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني من خلال إنجاح الحوار الفلسطيني، باعتبار أن من شأن ذلك أن يعيد ترتيب أوضاعنا ويصلب جبهتنا الداخلية، ويعزز من قوة الموقف السياسي والوطني الفلسطيني في مواجهة التناقض الرئيسي المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي .
إن لهذه الحكومة الإسرائيلية الجديدة في ( إسرائيل ) برامجها الكارثية على مسار العملية التفاوضية ،وهذا يحتم على القيادة الفلسطينية تعزيز أوضاعها إذا كان لا بد من التفاوض ، أن يكون تفاوضا حقيقيا باعتباره شكلا من أشكال النضال والصراع مع الآخر النقيض ، وتشكيل مرجعية وطنية عليا من اللجنة التنفيذية والفصائل الفلسطينية لإدارة صراع المفاوضات، وأن نتمسك بالشرعية الدولية والشرعية العربية وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني بعيدا عن تعدد المرجعيات، باعتبار أن لشعبنا مرجعية واحدة ووحيدة على الجميع الالتفاف حولها لتصليب وتمتين الموقف الفلسطيني ،بحيث يتسلح بالإرادة الشعبية والوطنية الجامعة أمام حكومة نتنياهو ومخططاتها الرامية إلى إدامة تكريس الاحتلال، والتهرب من استحقاقات العملية السلمية، وفرض الوقائع الجديدة على الأرض والمضي في السياسات والإجراءات الاستيطانية التوسعية ، والمجتمع الدولي مطالب إزاء ذلك بموقف جاد وصريح أمام هذه السياسات وإلزام دولة الاحتلال بالشرعية الدولية .
أما ليبرمان وتصريحاته العنصرية والترانسفيرية فان عفنه الأسود وحقده المتجذر وبرنامجه الفاشي الذي انتخب على أساسه لن يثني شعبنا عن مواصلة مسيرة نضاله حتى نيل الحرية والاستقلال والعودة، وستظل جذوة النضال موقدة في ضمير ووجدان شعبنا، وسيذهب ليبرمان كما ذهب من قبله من بن غريون إلى شارون والشارونيون الجدد وسيبقى الشعب الفلسطيني وتبقى فلسطين .