بيان صادر عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للانطلاقة
نضال متواصل حتى تحقيق اهداف شعبنا بالعودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس
تصعيد المقاومة والنضال الشعبي لدحر الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصري
لا بديل عن الحوار الوطني الشامل وانهاء الانقسام واستعادة الوحدة
يا جماهير شعبنا العظيم،،،
مع بزوغ فجر الخامس عشر من تموز هذا العام ، توقد جبهة النضال الشعبي الفلسطيني شمعتها الثانية والأربعين، ففي العام 1967 وبعد أربعين يوماً من نكسة حزيران ، واحتلال إسرائيل باقي فلسطين التاريخية، و الجولان و سيناء ومن وسط أجواء الذهول والهزيمة التي سادت المنطقة آنذاك ، انطلقت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في 15/7 من القدس، لتعلن انطلاقة أول تنظيم وطني من قلب فلسطين بعد النكسة، و لم يتأخر إعلان الجبهة عن بدء العمل العسكري المقاوم، الذي انطلقت شرارته في 24/12 لتنطلق مسيرة النضال نحو تحقيق أهداف شعبنا الوطنية في العودة والحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.
لقد شكلت انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني انطلاقة فصيل وطني ديمقراطي ورافداً أساسياً من روافد منظمة التحرير الفلسطينية شارك جنباً إلى جنب مع باقي فصائل العمل الوطني في كافة ميادين النضال الوطني وفي جميع معارك الثورة الفلسطينية المعاصرة، وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً وعلى قلوب كل الأحرار نقف إجلالاً و إكباراً لأولئك الرواد الأوائل الذين مهدوا الطريق لانطلاقة الجبهة، نستذكر منهم القادة المؤسسين الدكتور صبحي غوشة، الدكتور سمير غوشة، إبراهيم الفتياني “أبو النايف”، والشهداء العظام فايز حمدان “الرائد خالد”، خليل سفيان “أبو الحكم”، نبيل القبلاني “أبو حازم”، كما نحيي كافة المناضلين القدامى وكل مناضلي الجبهة الذين لازالت بصماتهم مؤثرة في نضال الجبهة، ونضال شعبنا الفلسطيني.
اثنان و أربعون عاماً مرت والزمن يسير حاملاً معه أروع صور الكفاح الوطني المشرف والنضال المرير والعنيد في مواجهة غطرسة وعدوان الاحتلال المتواصل على الأرض والإنسان وفي وتحدي بطولي لكل المخططات والمشاريع التصفوية التي تستهدف الهوية والقضية والحقوق، اثنان و أربعون عاماً اجتازت فيها الجبهة عشرات المحطات وقطار النضال لم يتوقف رغم صعوبة التحديات إيماناً منها بأن النصر آت وان طال الزمن وكبرت التضحيات ، اثنان و أربعون عاماً و الجبهة تتقدم ببرنامجها السياسي وفعلها النضالي لتؤكد أنها تسير في طريق الأهداف الوطنية التي انطلقت من أجلها.
يا جماهير شعبنا المناضل،،،
تأتي الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في ظل ظروف سياسية صعبة و حساسة تعيشها القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة مما يتطلب توحيد الجهود وحشد كافة الطاقات والإمكانات لدى شعبنا لمواجهة شتى التحديات والمخاطر التي تعترض المشروع الوطني و تهدد أمن واستقرار شعبنا ومستقبله السياسي.
من أهم ما ميز جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عبر مسيرتها الطويلة منهجها الواضح حيث ناضلت وما زالت على هداه وهو أن التناقض الرئيس سيظل دوماً مع الاحتلال وأن المصلحة الوطنية العليا لشعبنا هي الأساس وهي البوصلة التي توجه نضالنا وتستند إليها مواقفنا لذا فإننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نطرح مجالات العمل التالية كمهام للمرحلة القادمة لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية والعمل على انجازها، والمتمثلة في :
– التمسك بحقوق وأهداف شعبنا وفي المقدمة منها حق العودة والدولة المستقلة وعاصمتها القدس، ورفض الدولة ذات الحدود المؤقتة وكافة الصيغ والحلول الانتقالية والمنقوصة.
– التمسك بالحوار الوطني الشامل المرتبط بسقف زمني محدد كخيار لا بديل عنه للخروج من آتون الانقسام و الصراع الداخلي، وتحقيق المصالحة الوطنية ليتمكن شعبنا من مواجهة متطلبات المرحلة، والتحديات التي تحاول حكومة الاحتلال فرضها على ارض الواقع.
– تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وعلى قاعدة التمثيل النسبي وبما يؤدي إلى تعزيز دور ومكانة م.ت.ف كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني.
– تفعيل المقاومة والنضال الجماهيري في مواجهة الحصار الظالم وجدار الفصل العنصري وكافة النشاطات الاستيطانية ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وعزل وتهويد القدس.
– إعادة النظر في السياسة والإستراتيجية التفاوضية واعتماد لجنة عليا للمفاوضات تحت إشراف المرجعية السياسية العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية وما يتطلبه ذلك من تعليق المفاوضات في ظل استمرار الأنشطة الاستيطانية والحصار الظالم والإجراءات الإسرائيلية الباطلة وغير القانونية والاستناد إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
– العمل على تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك ومن أجل بلورة موقف عربي موحد قادر على الحفاظ على المصالح الوطنية والقومية العربية ولصون الأمن القومي العربي.
– تعزيز العلاقات مع الأحزاب والقوى العربية والعمل المشترك من أجل القضايا الوطنية والقومية وتحشيد طاقات الجماهير العربية لتحقيق الأهداف والأماني العربية.
– تفعيل وتوسيع التحرك السياسي والدبلوماسي مع المجتمع الدولي بدوله ومؤسساته المختلفة ودعوته لدعم نضال شعبنا العادل ومن أجل ممارسة كل أشكال الضغوط والإجراءات ضد الاحتلال الإسرائيلي ومن أجل الزام الحكومة الإسرائيلية بوقف عدوانها والالتزام باعلان حقوق الانسان والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية.
– تعزيز العلاقات مع الأحزاب والقوى والمؤسسات الدولية من أجل تعزيز وتوسيع التضامن مع نضال شعبنا.
– التحرك والعمل الجاد لدعم صمود الأسرى والعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى بدون تمييز.
– الاهتمام برعاية أسر الشهداء والأسرى وتأمين حياة كريمة لهم.
– التمسك بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، والعمل على تأمين الدعم والحماية للاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق تواجدهم وتخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم الحياتية في كافة المجالات.
– تشكيل صندوق وطني لدعم المتضررين من أصحاب البيوت المهدمة والمزارع المجرفة والأراضي المصادرة.
– تعزيز صمود شعبنا داخل الوطن من خلال سياسة وخطة تنموية ومواجهة البطالة والفقر والجوع ودعم الاقتصاد الوطني.
يا جماهير شعبنا الصامد،،،
في الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نتوجه بالتحية لجماهير شعبنا الباسل في الوطن والشتات ونؤكد أننا في الجبهة سنواصل نضالنا العادل والمشروع وسنصون وحدة شعبنا ونسخر كافة جهودنا وإمكاناتنا لخدمة قضايا شعبنا وفي مواجهة احتلال أرضنا وسلب حقوقنا، ونعاهدكم أن نظل الأمناء والمخلصين لدماء الشهداء العظام وعذابات الأسرى والجرحى البواسل وللتضحيات الجسام التي بذلت في سبيل تحقيق كامل الحقوق الوطنية الثابتة في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.
عاشت الذكرى الثانية والأربعون للانطلاقة
المجد للشهداء … الحرية للأسرى … النصر لنضال شعبنا
اللجنة المركزية
لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
15-7-2009