د.غوشة ستبقى حيا في قلوبنا
بقلم:حسني شيلو
غرست فينا الأمل ،وعلمتنا أن نكون أوفياء مخلصين للقضية والوطن ،وأن نغرس القدس في قلوبنا يا فارس القدس .
لقد رحلت يا سيد الرجال في زمن أحوج ما يكون فيه الوطن لأمثالك من القادة العظام ،محافظا على مبادئك ،محاربا صلبا عن قضية شعبك ،حاملا همومها من القدس فبيروت ،فدمشق ،فعمان ، فتونس ،فرام الله مدافعا عن المظلومين والكادحين والمضطهدين ،معلمي ،قائدي، سيدي، قدوتي، أبا ماهر الهمام ،الشرفاء الانقياء الاتقياء لا يموتون وإن غابت أجسادهم الطاهرة ،بل يورفون وتخضر بهم الحياة ،تركت إرثا نضاليا نزهو به ما حيينا ،رجلا من أغلى الرجال ،أصدق الرجال ،أوفى الرجال ،كنت أبا أخا حنونا عطوفا متواضعا محبا ، لكل رفيق ورفيقة ،علمتنا كيف تصنع الرجال .
أبي سمير ،،،
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر آه أبي كم اثر فينا رحيلك فلقد اعتصر القلب ألما على سماع الأخبار اليومية عنك وعن صحتك،ولما جاء الخبر المشؤوم وقع علينا وقع الصاعقة،ولما شاهدنا نعشك على أكتاف أحبائك ورفاقك فاضت عليك الأعين بالأنهار ،فمهما بكينا واعتصرنا ألما عليك ،وعلى رحيلك وفراقك، لن نوفيك حقك أبي،فلقد كنت للمريض بعد الله شافيا،وكنت لليتيم أبا،وللطالب اخا،وللمظلوم سندا وعونا ، وكنت قدوة وقائدا ونموذجا .
رحلت عنا جسداً ،وبقيت روحا وفكرا منغرسا في وجدان وضمير كل رفيقة ورفيق ، خاصة وأن المبادىء العظيمة التي حملتها ونقلتها للأجيال التي تربت في مدرستك السياسية والأخلاقية والثقافية مازالت متوهجة، فطوال سنوات عمرك المديدة، أعطيت لأمتك وشعبك كل ماتملك، وغادرت الحياة وأنت لا تملك ماديا وذاتيا وشخصيا شيئاً. لم تعرف بحياتك الترف والامتيازات، وعشت عفيف اليد واللسان، وكنت نموذجاً للآلاف من القيادات والكوادر والأعضاء من الرفيقات والرفاق في زهدك بالحياة المادية ومظاهرها، ولنا في حياة شهدائنا ممن سبقوك، نبيل القبلاني “أبو حازم”، والرائد خالد ،ويوسف وراد ،وعلي جابر ،كل الدلائل على ذلك السلوك، ناهيك عن القادة الأحياء الذين تبوءوا أرفع المراكز في الجبهة ، والذين قدموا للشعب والأمة القدوة في التواضع والنزاهة.
لكن رحلت يا فارس القدس وعاشقها وإبنها البار ،وهي بأمس الحاجة إليك مدافعا عن عروبتها عاصمة أبدية لدولة فلسطين ،وهي تئن تحت وطأة التهويد ،وخطر الهدم ،وشبح المصادرة، وغول الاستيطان، في ظل ما تعيشه قضيتنا من حالة انقسام ،وأنت الذي عندما سئلت كنت متفائلا وكانت اخر كلماتك إن انتصار الشعوب يأتي من خلال استمرار الكفاح والنضال والتمسك بالثوابت الوطنية فقلت حققنا الانتصارات والانجازات التي لا يمكن إغفالها ،وبزفرة بالقلب،وتنهيدة عميقة ، أضفت هذا بالطبع بحاجة الى مقومات وركائزعمل صحيحة في مقدمتها انهاء الانقسام ،واستعادة الوحدة الوطنية ،هكذا عرفناك وعهدناك وحدويا حريصا على قضيتنا الوطنية رغم كل الالام .
نعم سيدي وقائدي وأبي وحبيبي أنت رجل والرجال قليل ،فكم رجل يعد بألف رجل وكم من الرجال تمر بلا عداد ، واعلم يا سيدي إن جبهتك عظيمة فها هي تضمد جراحها ،لتبحر بالسفينة على خطاك ونهجك، فنم قرير العين، مطمئنا علينا، فنحن على دربك سائرون، ولمبادئك حافظون ولوصايك عاملون،وعلى الوحدة الوطنية سنبقى حريصون .
معلمي دكتور سمير وأخيرا أقول،لولا هيبة الرحمن وخوفي من النيران لكتب على الجدران حبك سادس الاركان .
عضو دائرة الثقافة والاعلام المركزي
جبهة النضال الشعبي الفلسطيني