حكيمنا وحبيبنا .. الأشجار تموت واقفة
بقلم :محمد علوش
لم اشعر بالفقد واليتم إلا اليوم وقد اتشحت الأرض والسماء بالسواد حزنا وحدادا على قائد المسيرة ورمز النضال الخالد فينا ، الوالد ، الحكيم ، الحبيب ، القائد ، المعلم ، الكبير, قائدنا وأميننا العام الدكتور سمير غوشة ، القائد الوطني والقومي العربي التقدمي الديمقراطي الاممي اليساري الذي أعطى أكثر بكثير مما اخذ ,مقداما ، معطاءا ،ومضحيا وقد بذل حياته مناضلا صلب المراس ، متسلحا بالموقف الوحدوي المستنير ومقدما أنموذجا للمناضل الحقيقي الذي لا يكل ولا يلين في سبيل الهدف وفي سبيل الحرية والعودة والاستقلال ، وعلى طريق القدس التي نذر نفسه لها منذ خطواته الأولى معلنا مع رفاقه القادة المؤسسين الشهداء والراحلين والأحياء انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني من قلب القدس في الخامس عشر من تموز 1967 لتوجه بوصلتها نحو القدس ولتستمر في النضال حتى تحقيق أهداف وتطلعات شعبنا الفلسطيني .
يرحل فارس القدس ، بعد كل هذا العمر الذي قضاه في النضال مع شركاء درب النضال من جميع الفصائل والقوى ، حريصا على وحدة الصف وعلى وحدة المشروع الوطني ، متمسكا بمنظمة التحرير الفلسطينية التي شكل احد أهم أركانها ومفاصلها وقد تجلت مواقفه المبدئية الأصيلة التي غرسها فينا لينشأ جيلا مؤمنا بالرسالة ومناضلا في سبيلها ، فهاهي الجبهة – جبهة النضال الشعبي الفلسطيني – تشق طريقها بكل عنفوان الثوريين الوطنيين الديمقراطيين على هدى حكيمها الرفيق المناضل الدكتور سمير ، على أساس برنامجها السياسي والنضالي ، لتؤكد أن الموت الذي استطاع أن يخطف القائد لم ولن يخطف الجبهة فالمسيرة باقية ، مستمرة ومتواصلة بعزيمة كل الرفيقات والرفاق في أكاديمية سمير غوشة التي لم ولن تخذله أبدا وكما عودها وعودته دائما أن يظل النضال هو الطريق رغم كل الظروف والعقبات .
هذا المصاب الأليم وقد اختطف الموت من بيننا اعز الرجال ، الحبيب ، الغالي على قلوبنا – وكم كنا نحن الشباب قريبون منه وقريب منا – وكم كان فخورا بالشباب والدم الجديد المتفق في جسم الجبهة ، ذات مرة قال أنني في اجتماع مع المستقبل ، فانتم المستقبل ، اعملوا من اجله ومن اجل رفعة وتقدم الجبهة ، يتابع أوضاعنا بكل تفاصيلها ، كم نفتقدك أيها الغالي ولتظل ذكراك خالدة في قلوبنا ، وعهدا لك يا والدنا أن يظل أبناءك على العهد وعلى الأسس التي زرعتها في نفوسهم وان تظل الراية مرفوعة في كل ميادين النضال وان تظل معنا وفينا دائما وابدأ .
الاحتلال الإسرائيلي الجبان والغاشم يمنعك من أن تستريح استراحتك الأبدية في قدسك وقدسنا ويحرم ذويك ورفاقك من تقبل العزاء ، يخشونك ، ويخشون كبرياء المناضل ، بيوت القدس وأسوارها وحاراتها وأزقتها ومآذنها وكنائسها تبكيك وتعاهدك أن تظل فارسها ، وقد كان ردها بإغلاق بيت عزاءك بأن تكون بيوتها وساحاتها بيوت عزاء لك وفيك أيها الخالد الحكيم.
الأشجار تموت واقفة …. ستبقى حيا فينا ما حيينا ، سنظل على خطاك وعلى عهدك فينا وعهدنا فيك .
سكرتير فرع طولكرم
عضو دائرة الثقافة والاعلام المركزي
لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني