الدكتور سمير غوشة قائد وطني ومبدع بصمت
بقلم : د.فاطمه قاسم
اعتني كثيرا بالعلاقة الأسرية والأخوية التي تجمعنا بالقائد القومي والوطني الكبير المناضل الدكتور سمير غوشة الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطسني ،عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .
الدكتور سمير غوشة هو من جيل الرواد ، سطع نجمه ،وهو طالب في الجامعة ،حيث كان الهاجس الفلسطيني يملأ العقول والقلوب ،وكان ذلك الشاب الوسيم سمير غوشة ملفتا للنظر في نقاشاته، و استعدادته التلقائية للمشاركة في أجواء العمل الفلسطيني التي كانت متاحة في ذلك الوقت، و بعد التخرج فاجأ العديد من آقرانه بأنه صدق القول بالعمل ،عندما تفرغ كليا للعمل الوطني، و في صفوف الثورة الفلسطينية ،وفي المواقع الأصعب، مع محافظته المستمرة على خصوصيته كمثقف،وداعية إلى المرونة و الحداثة في العلاقات الفلسطينية ،وتقديسه لمنظمة التحرير الفلسطينية التي هي في رأيه أعظم منجزات العمل الوطني الفلسطيني إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة!!!.
و قد كان الدكتور سمير غوشة ابن القدس أقرب المقربين للقائد الوطني الذائع الصيت بهجت أبو غربية،أحد رموز النضال الفلسطيني قبل النكبة و بعدها، و أحد أبطال معارك الدفاع عن القدس، و قد أخذ الدكتور سمير غوشة مكانه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
و إذا كان كل قائد فلسطيني له سمة خاصة يتميز بها، فإن السمة الأبرز للقائد الوطني الدكتور سمير غوشة هي أن اختياراته الوطنية الكبرى الحاسمة كانت تتم بتلقائية و أصالة و عفوية بدون بيع و شراء، مع أن الساحة الفلسطينية جاء عليها ردح من الزمن، كان أصعب شيء فيها أن يكون الأنسان فلسطينيا!!!
و معروف أنه منذ السبعينات، و منذ صعدت منظمة التحرير الفلسطينية لأن تكون هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني، تكالبت عليها المؤامرات من كل حدب و صوب لشقها، و بعثرة انتماء فصائلها، و يجب الاعتراف أن الكثريين في الفصائل و في حركة فتح نفسها، ضلوا السبيل، و تمزقوا هنا وهناك، و كانت جبهة النضال بقيادة الدكتور سمير غوشة تهب عليها الرياح القوية العنيفة، و لكنه اسنطاع في كل مرة أن يحسم خياراته الوطنية دون حتى أن يحمل أحدا أي نوع من المنة أو الجميل.
رحم الله الدكنور سمير غوشة الذي رحل في وقت عصيب جدا، فلقد كان من أشد خصوم الانقسام، و من أوضح فرسان الوحدة، المجد لروحه، و الخلود لذكراها في وجدان الأجيال الفلسطينية التي تزهر في حدائق ذاكرتها الوطنية أشجار باسقة مثل الدكتور سمير غوشة و رفاقه الخالدين من قيادات الشعب الفلسطيني، الذين عبروا بشعبنا من الغياب إلى الحضور.
و يا أيها الأخ المناضل الكبير سمير غوشة لك الرحمة و لروحك السلام.